رد: الهروب الى بلاد الغروب - زيوتانيجو -
ولما انطلقت الى القنيطرة لزيارة صديقي المغربي عبدالله كما اخبرتكم كان لقاء حميميا صادقا لصديقي العزيز اللذي فارقني بالدموع في عام 2007 م وقد مرت 3 سنوات على وداعي له وكانت لحظة لقائي به في محطة القطار تستحق ان يصورها مخرج عبقري لتحكي كاميرته قصة صداقة صادقة لم تقم على المصالح ... لقد استمتعت باليومين التي قضيتها في القنيطرة ايما استمتاع فأنا كنت صديقهم في السعودية واليوم في ضيافتهم فكيف لا اكون سعيدا مبتهجا مفعما منتشيا مسرورا وخصوصا اني هربت من بلاد القيوظ والألآم الى المغرب الباهي الى ارض الاحباب وربنا يجمعنا دوما في الدنيا على المحبة والاخوة والصفاء والى اللقاء يامغرب الأحباب ....
السماء الجميلة كانت في عينا جيهان ذات الستة عشر ربيعا يااه يا للحسن ويا للوداعة ... يقول نزار : تلك العيناها اصفى من ماء الخلجان .... تللك الشفتاها اشهى من ثمر الرمان آآآآه لو كان بااستطاعتي الزواج لعرضت على عبد الغني ان أخطب جيهان لكن لا استطيع ربما هي من نصيب ابنه زهير....
مشكلتنا في مقص الرقيب حسنا سالمح ولن اصرح قضيت 3 ايام في كازا ثم يومين في القنيطرة ثم عدت الى كازا لاقضي يومين مرا سريعا كغمضة عين وحين حانت ساعة الوداع عرض علي عبد الغني ان يوصلني الى المطار فقلت له حسنا ال 250 درهم انت أولى بهم وحين اقتربنا من المطار ادركت حقيقة اني مفارق لاحبابي وايقنت ان ايام العسل والورد و الزهر والعطر والسماء والأجواء وطبق الفواكة خاصتي والغناء قد انتهت فتألمت وبدا علي الحزن وقلت لعبد الغني : يا أخي استهدي بالرحمن وقول غير هذا الكلام !! ليش موديني المطار ؟ انا ايش سويتلك ..؟؟ فانفجر بالضحك وقال انتي واعر انتي واعر !! ههههههههه
وفي المطار بانتظار قص البوردنق وجدت شبابا سعوديين وخليجيين حالهم حالي مفطورة قلوبهم ويكابدون وتجاذبنا الحديث وقلت لأحدهم متى سنتوب من المغرب فاجاب يائسا أذا عالجونا !!!
وفي الطائرة كانت احدى المضيفات تضع عطر فرساتشي وهذا هيج مشاعري وقلب علي اشجاني ثم اني تناولت اللاب توب وفتحت على اغنية محمد عبده مستخدما سماعة الاذن : لو كلفتني المحبة من عمري ماقد بقي ماباح سري ولا من هجركم باشتكي وكان بجواري احد الاخوة السعوديين يضحك من حالتي الصعبة وويغمم لرفيقه انني رحت في خرايطها ...
وادرت الجهاز على اغنية نعيمة سميح على غفلة :
و على غفلة ما كانت في البال ما كانت في البال
و صبحت انا كنخمم و عقلي تاه و عقلي تاه
تغير خاطري خاطري
و قلت انا محال محال
لغيام في السمايم و الريح معاه
و بداتني الرعشة و بداني هوال لغرام
جاني برعاد و شتاه برعاد وشتاه
ناري واش جابني ندق في بابو..
وهي اغنية رائعة جدا بروعة كوكب المغرب نعيمة سميح ..
واستمعت اخيرا الى اغنية قديمة في السبعينيات لسميرة سعيد :
كيفاش نصبر و نداري كيفاش نصبر
وانا يا امي مغلوبة
بين الناس شاع خباري كيفاش نصبر
لميمة دعي بالتوبة
ثم نمت كتاجر خاسر .
******************************
امتدت صداقتي بعبدالله وزوجته الأخت فوزية حوالي 15 سنة من عام 1992 الى 2007 كنت خلالها بالسعودية صديقا وفيا لهم اوصلهم حين سفرهم و استقبلهم في المطار عند عودتهم واخذهم معي الى السوق والى البحر والمستشفى وكنت شاهدا على العصر على ولادة ابنيهم الاوسط والأخير وذات مرة توسطت بالصلح بينهم حين شكت فوزية في أن عبدالله تعرف في اجازتة على امراة من مكناس !!!؟؟؟
لذلك احضى بمحبة واحترام ويوم كنت في بيتهم اتناول الغداء بينهم كنت كأنني في بيتي وحقيقة يعجبني الطاجن اللذي تعده اختي فوزية وايضا نوع من الحلويات يشبه التمر بالسمسم وسلطة الذرة والحريرة وتستحق هي وابنائها هدية مني ... بعد الغداء تمشينا انا وعبدالله في ساحات القنيطرة وجلسنا في أحد المقاهي وركبنا حافلات النقل العام و استخدمنا الطاكسي ومررنا ونحن في طريقنا الى شاطئ مهدية بسور عال للدفاع عن المدينة ايام غزوات البرتغالين ورافقته في الذهاب الى مدينة سلا لزيارة اخت زوجته للا سميرة (ام جهينة التي تعمل في ابو ظبي) وعدنا لبيته في القنيطرة وتغدينا طاجن لحم شهي جدا جدا وحين حان المساء جلسنا جلسة انس لاتنسى ....
مشكلة اخي عبدالله انه جاء السعودية في 1986 فقيرا وعاد فقيرا ايضا في 2007 لذا سأحرص ماحييت على زيارته والاستئناس به وتزجية احلى الأوقات ،،،
الى اللقاء ..