..... " رب اغفر لى من تلك الليله " ..... "
وسامحني على تقصيري في جلالك فيها ".....
بدأت اخرج من الساحل , وانظر يمينا وشمالا ,
وجرحي ينزف , والعين تدمع , والقلب يتألم.....
فعكس نظري على ثلاثة من الشباب
, وقد ادركت بحدة نظري اعمارهم القريبه من العشرين
وهم يتعاركون وبقوة , وحول ماذا ؟؟؟
حول حاوية من الزبالة ( اجلكم الله ) يدخل احدهم ,
فيشده الاخر على ان يخرج ...
يخرجون الطعام الفاسد منه .وياكلونه,
بل يتسابقون على من يدخل ويستخرجه
يتعاركون بالايدي حول الطعام , ومن له الحق في الطعام ,
شعرت حينها انني فاقد
الرجوله , انظر وأتألم , استغرب من الموقف وابكي على حالهم ,
اصبحت انسان بلا
ضمير , ولا حتى املك ادنى الشجاعه في زجرهم او التكلم معهم ,
وقد ملكت من
المال ما انفق عليهم ولمدة شهر ,
فازداد بكاءي على مرؤءتي , التى لا تعرفها الا
عند المواقف , وتذكرت .." من لايرحم الناس لايرحمه الله .."
ازداد خجلي من نفسي من هذا الموقف
وانا ملكت الرجولة التى تربيت عليها ..
وان من العيب ان ابقى عاجزا حيال هؤلاء ,
نعم اصبحت عاجزا بكل ما املك من قوة وعنفوان ..
ضعيفا لا املك الا البكاء والتضرع امام ربي على حالي,وحالهم ,
مسكين ,امام نعمة من نعم الله....
راودتني شكوك هل انا انسان حينها ,
او اتمتع بنعيم وغيري فاقد له ,...
والله انه من النعيم ان تجد ما تاكل
,ومن الشهامة ان تجود بالموجود , تذكرت
ذلك الرجل وهذه القصه وفي هذا البلد ,
ربما الحادثه هي ولكن ,ما ملكه ذلك الرجل
ليس ما ملكته انا , والفرق كبير,
فقد خرج من بلده ومعه جمعا من اصحابه
يسير بهم الى بيت الله الحرام ,
وقد ملك الزاد والراحله فمر في طريقه على ابواب
قرية فراى من بعيد امرأة تستخرج الميتة , فاقترب منها
وقال :- يا امة الله الا تعلمين ان
الميتة حرام .., )
فاجابت :- يا هذا والله اننا منذ كذا وكذا من الايام نأكلها .
حينها ظهرت مرؤءته وفقدت انا رجولتي ومرؤتي,
فعمد الى اصحابه فجمع ما يملكون
من الزاد والدراهم ,ودخل القرية وانفقها كلها على اهلها ,
وقال لمن معه , ارجعوا فقد حججتم
ولكم الاجر كاملا ....
يا ويحنا , نسافر وننفق الكثير من الدراهم في ما يغضب الله
ويجر لنا الخزي والعار في الدنيا قبل الاخره
وذلك الفارس ينفقها وهو في طاعه ,
ولا ننفقها في عزة نفس وكرامة وحب للخير ,فيا عجبا !!!!
لا ادري ان كان هؤلاء يفعلونها لجوع اصابهم
ام لحال وجدوا انفسهم يعشون الحياة وبهذه الطريقه
سبحان الله ,( فهل عسى ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم ,
اولئك الذين لعنهم الله , فاصمهم واعمى ابصارهم ).....
خرجت من المكان ,وجسمي يرتعش ابحث عن مكان اوي اليه ,
ربما لانني تخيلت ان العذاب
قد نزل وانه قريب من رؤوس الشجر
,فلمح بصري مكان من بعيد وفي منطقه بعيدة من الساحل
ضوء , فسرت نحوه وقد ألم بي الجوع من شدة ما رايت
,نعم اقتربت من المكان فكان مطعم
يصنع الطعام وفي ساعة متاخرة من الليل ,
وكانت الساعه حينها الخامسه فجرا ,
الا انني ومع ما رايت زاد فجعي , في موقف اخر , اشد ,
افجع , بل ادركت انني لست في بلد
احبها مما رايت , زاد جرحي ,
وكأن ألألم يريد ان يكتمل في هذه المدينه ,
ربما لاني شعرت ان الجرح
في كفي الايمن , والجرح لا يؤلم الا صاحبه ...!!!!!!!!!!!
, الا يكفي لهذا البلد ما فيه من المصائب
سبحان الله , "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ,
والله يعدكم مغفرة منه وفضلا ..."
ومن اصدق منه في وفاءه وهو الكريم ,
دخلت ذلك المطعم وطلبت طعاما اكله ولكن .......
__________________
...رب اغفر لي ولوالديّ ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين
والمؤمنات ..