عرض مشاركة واحدة
كابتن فهد
مزعوط مميز
المشاركات: 354
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: قطر
كابتن فهد غير متواجد حالياً  
قديم 2012-02-09, 11:29 PM
 
رد: قصص حلو وسرد اروع

القصه الثانيه ( 2 )



تقدم ذلك الشــاب نحو وسألني أن أوصله لبيت الله الحرام , من عادتي أن أذكر السعر حتى لو لم يسأل الراكب عنه حتى يكون على بينة من الأمر فتكلفة المشوار إلى مكــة في رمضــان 250 ريال جاوبني بالموافقـة وأخذ ينادي في العائــلة التي معــه , من عادتي أيضاً أن أنزل من السيارة في حال ركوب العائــلات إلى السيــارة , بعد أن أنتيهنا وكنا على إستعداد للإنطلاق تقدم ذلك الشاب بالمبلغ المتفق عليه فأرجعته له , حين نصــل إلى الهدف سوف أخذه , كنت أعتقد بإنه سعودي إلا أننا و في الطريــق لمسـت من اللكنــة أنه خليجي وليس بسعودي , غالباً ما يسأل الركـاب عن كارثــة جدة وكيف كانت وأهم الأحداث التي صلت جراء السيول التي كشفت عورة العروس كنت أرد عليهم بذوق رفيــع وبكلمـات بسيطـة , أوضح لهم القدرية في الأمر والطبيعة المناخية لمدينة جدة التي تغيرت مؤخراً , وكذلك بعض الحكايا المؤثـرة , الطريق حقيقة طويــل ويحتــاج منــي لإستراتيجيــة معينــة للحفاظ على سلامتي من الناحية النفسيـــة لهذا السبب فتحركي يكون بهدوء تام وسرعتي محددة , وحتى لا يشعر الركاب بالملل أحضــرت معي ما يقارب العشرين cd متنوعـة , قصص أنبياء عظات وعبــر تلاوات وخصوصاً للشيخ أدريس أبكــر ولقارئ صغير أسمه يـوسف كالو الحقيقة أحدد أحياناً سورة يـوســف عليه الســلام فهي السورة التي أسميها سورة الفرح والسعادة كل أحداثها تحولت في نهايتها لإحداث سعيدة هذه السورة أعشقها بشكل غير عادي , وكذلك سـورة مريم والتي أسميها بسورة الحنــان والحب , حتى آياتها رقيقة وحنونه على اللسان جرب ذلك لتشعر بما أقول .

كان الطريق مزدحم جداً مما أنهى سورة يوسف عليه الســلام كاملــــة ولم نصل مكـة المكرمـــة بعـد , أخذ أحد الشابيــن يتحدث بلطف شديد فقال أنه من الإمــارات حدثني عن عشقهم للشيخ زايد رحمه الله , شعب الإمــارات وفق خبرتي في تاكسي المطــار شعب لطيف للغاية ودود محب للسعودية بشكل غير عادي لا أعرف إذا كان الشعور متبــادل بين الشعبيـن إلا أنه بالنسبــة لي متبــادل فأنا أحب شعب الإمــارات وأحترمهم جداً فلديهم صفاء ونقاء داخلي ورقة في القلب غير عاديـــة , سألني ذلك الشــاب عن الزحــام وكيف سوف ينتهي ومن هذا القبيــل , تحدثت أحد الفتيات من الخلف وكانت على ما يبدو عالية الثقافة سألت عن مشروع أبراج البيت وهل سوف يزال فندق دار التوحيــد أم لا , جاوبتها , وفي الأثنــاء أقتربنا من وجهتنــا , سكنهم كائــن في أبراج الصفــوة الوقت لا يسمح بالدخول لباب الفندق الحل الوحيــد أن يتم إنزالهم في أنفاق أبراج البيت ليستقلو بعدها السلالم الكهربائيــة صعوداً ومن ثم يتوجهون لإبراج الصفــوة , قبل نزولهم سألوني كرت أو رقم جوال ليتصلو حين رجعتهم , بعد تقريباً ثلاث أيــام رن هاتفي وإذا بها أحدهــن ذكرتني بالأحداث وبهويتهم فتذكرتهم , طلبتني أن أعيدهم وذكرت أن رحلتهم الساعــــة الخامسة عصراً ورغبت في معرفـة الوقت المنــاسب للخروج من الفندق كنت دائماً أعطي للظروف وقتاً خاصاً فقلت المناسب الساعة الواحدة ظهراً , حين الوقت المحدد ركبو معــي وفي وجوههم بؤس غير عادي أحد الفتيات تبكي سألت الشاب عن السبب فقال إنها تبكي لفراق الحرم , سبحان الله .

طلبــوني أن أنتظر ذلك لإنهم طلبو من الفندق أن يحضر لهم ماء زمزم , أحضر المندوب عشر جراكل ( من مشروع خادم الحرمــين لسقيا زمزم ) سألو عن السعر فقال لهم المندوب 750 ريال طبعاً ذهلت جداً من المبلغ ولكني لم أتحدث سألني أحد الشابين هل السعر منطقــي كان ردي أنتم طيلة الفترة التي بقيتم فيها هنــا تشربون ماء زمزم مجاناً فقال وما المعنــى قلت المعنــى أن المشروع هنــاك على بعد كيلو متر واحد فقط والجركل هنــاك بخمس ريال .

تركو المندوب الخاص بالفندق مع جراكل ماء زمزم وإنطلقنا نحو مشروع خادم الحرميـن الشريفين لسقيا زمزم الكائن بكدي أوقفت السيارة ونزلت منها وأخذت لهم عشر جراكل بـ 50 ريـال إنطلقنا نحو وجهتنا مطار الملك عبد العزيز وفي الطريــق أخذو يتحدثون بشكل أكثر أريحيـــة من قبــــل فسألتني أحد الفتيـات عن مقبرة أمنــا حواء وهل من الممكن أن نزورها , سألتها وليش تزورون مقبرة أمنا حواء فقالت لإن هنـاك من يقول أنها قبرت فيها ولها قبر طوله ستون ذراع ( مقبرة أمنــا حواء مقبرة يدفن فيها المسلميــن عامة تقع في منطقة تسمى البلد قريبة من دوار أسمه دوار البيعـــة , قريبة من وزارة الخارجيـة ) تبسمــت وكنت أعتقد أنها تمزح فقلت لهم هنــاك أمر أشد روعة من مقبرة أمنا حواء فقبر في الأرض طوله ستون ذراع لا يوجد له معنـــى سوف أريكم سيكل أبونا آدم عليه الســلام ( وكنت أعني دراجـة ضخمــة توجد في حي الفيصلية بجدة تقع في منتصف دوار يسمى بدوار الدراجــة ) توقعت هنــا أن يتبسم الجميــع إلا أن الذهول أصــابهم فقالو ناشدناك الله أن ترينا دراجة سيدنا آدم عليه الســلام , التزمت الصمـت حتى أرى الأثـر لقد ذهلت حين وصلنا لدوار الدارجــة أخذ الجميـع يصـور ويهلل ويكبــر فقلت يا جمــاعة ,,, قالو كيف لا وهذا سيكل أبونا آدم عليه الســلام فقلت أمزح معكم أخذتهم الحيـرة كيف تمزح قلت أمزح نعم توقعت أن قبر أمنا حواء مزحه أيضاً لإنه بصراحة لا يوجد قبر طولة ستون ذراع في المقبــرة ولم أسمع بهكذا أمر , لكن سوف أحدثكم بحديث مهم فحدثتهم عن القناعات وكيف تأثر فينا وفي سلوكنــا وكيف يجب أن نكون حريصين على إنتقاء القناعات التي تنفعنا ولا تضرنـــا إنطلقت نحو المسجد المزار والذي يقصده الأندونونسيين رأوه بأعينهم وقلت لهم أن لدى المعتمرين الأندونونسيين قناعة تقول أن من حج أو أعتمر ولم يزر هذا المسجد والذي بني على نفقة أحد المحسنين لا تقــلل منه حجته ولا عمــرته .

فأكدو لي بإن من قال لهم بمقبرة أمنــا حواء كان سائاق تــاكسي ركبو معه في زيارتهم الماضية لمكــــة , أوصلتهم والبسمــة تعلو محيانا جميعاً سافرو للإمارات عبر الخطوط السعودية وبقيو في ذهنى ذكرى رائعـــة وبسمــة لا تفارقني وفي إعتقادي أنهم بنفس حالتي , حفظهم الله وبارك الله فيهم وتقبل الله منهم صالح العمــــل , وحفظكم الله تعالى جميعاً وإلى لقاء قريب بإذن الله .

ربما أحدثكم في القادم عن الممثلة السعودية وحكايتي معها ( هواميــر الصحــراء )
رد مع اقتباس