عرض مشاركة واحدة
 الصورة الرمزية سلاوية الخاطر
سلاوية الخاطر

المشاركات: 12,577
تاريخ التسجيل: Mar 2012
الدولة: بينـ ضفتــي وادي أبي رقــراقــ
سلاوية الخاطر غير متواجد حالياً  
قديم 2012-04-16, 01:47 AM
 
رد: يا المزاعيط , يا اللي كيبغيو المغرب , دخلو ولكن بجيوبكم عامرين

في آخر تقرير صدر عن وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن بالمغرب بلغ العدد التقديري للمتسولين حوالي 195 ألفًا و950 شخصًا، منهم 48.9 % ذكورًا، و51.1 % نساء، و62.4 % منهم يمارسون التسول الاحترافي.
ومن هؤلاء المتسولين المحترفين من يملكون الملايين والعقارات؛ فقد بلغ مجموع المبالغ المالية المتحصلة لدى متسولين محالين على مركز اجتماعي بالدار البيضاء لغاية 18 أغسطس الماضي، مليونين و78 ألفا و973 درهمًا و60 سنتيمًا.

متسولون ذوو ممتلكات

ومن بين الحالات المثيرة التي جاءت في التقرير أن متسولاً عمره 70 عامًا تم ضبطه وفي ملكيته حوالي 16 مليون سنتيم، تمكن من جمعها في أربع سنوات، وهو متسول غير متزوج، ويقطن في منزل يملكه.
وأردف التقرير أن متسولة عمرها 68 سنة ظلت سنوات تتفادى دخول الحمام الشعبي للاستحمام، خوفًا من سرقة أموالها ومجوهراتها المتجمعة من التسول، وتم ضبط حوالي 12 مليون سنتيم نقدًا، و6 أساور من الذهب، تمكنت من تحصيلها من التسول في ظرف أربع سنوات. وتملك هذه المتسولة عمارة تكتريها للسكان، ومخزنًا تكتريه لعامل في إصلاح السيارات، كما يرسل لها ابنها المهاجر إلى ألمانيا زهاء 3 آلاف و500 درهم شهريًا.. ورغم كل هذه الإمكانيات المادية المتيسرة لها، تحترف التسول ولا تفكر في مزاولة مهنة غيره.
ويناهز الدخل اليومي الفردي للمتسول ما بين 500 و700 درهم، أي ما يعادل 15 ألف درهم إلى 20 ألف درهم في الشهر، الأمر الذي يجعل المتسولين يفضلون التسول على أية مهنة أخرى مهما كان دخلها، كما يجعلهم هذا الوضع رافضين للاستقرار في المراكز الاجتماعية التي تعتبر مأوى للمتسولين بالمغرب، ومنها مؤسسة الرعاية الاجتماعية "دار الخير" بتيط مليل بالدار البيضاء.
وهكذا، فقد أضحى التسول في المغرب فنًا ومهنة تدر المال الوفير على بعض المتسولين، حتى أن بعض المتسولين صارت لهم ممتلكات وعقارات وأراض أيضًا نتيجة عملهم الدءوب في مد اليد أمام الناس في الممرات والشوارع وقرب المساجد والمستشفيات، حيث يكثر المارة ويكثر المحسنون وذوو الأريحية والجود والإنفاق.

أشهر الحالات

وتحدثت الصحف المغربية عن حكاية "الجيلالي" البالغ من العمر 67 سنة، فقد استغل فقدان بصره وامتهن التسول، يتخذ من محطة سيارات الأجرة الكبيرة موقعه الدائم، يدافع عنه بكل قواه حتى لا ينافسه أحد المتسولين في طلب رزقه، ورغم توسلات ابنيه المقيمين بأمريكا، وامتلاكه لمنزل من ثلاثة طوابق، رفض "التقاعد" عن "عمل" مارسه طيلة 20 سنة، "والجلوس في البيت في انتظار إحسان ابنيه".
ومن أشهر الحالات أيضًا حالة سيدة تصدرت ذات يوم عناوين الأخبار التلفزية بالمغرب، حيث عثرت الشرطة بعد أن حدث حريق في كوخ بأحد الأحياء الفقيرة بمدينة الدار البيضاء، عثرت على مبلغ مالي كبير مخبأ تحت الأرض لصاحبة الكوخ الذي تقطنه وهي متسولة مسنة، وقد اندهش رجال الشرطة حين وجدوا المبلغ المالي الكبير الذي يحلمون بالحصول على مثله. واعترفت المتوسلة أن المال نتيجة عمل شاق في التسول.
وحالة مشابهة لامرأة متسولة في مدينة "سطات" المغربية، حيث وجدت لديها الشرطة بعد حادثة وفاتها مبلغًا ماليًا كبيرًا، احتاج أفراد الشرطة لعده 24 ساعة بالتناوب بين أعضاء الفريق، ذلك أن المبلغ المحصل عليه في منزل المتسولة كان عبارة عن نقود معدنية صغيرة القيمة، والغريب أن بعض تلك القطع النقدية كانت تنتمي إلى سنوات قديمة، انقضت معها القيمة الإبرائية لها، ولم تعد تتداول في السوق لقدمها.

التسول من زاوية قانونية


ويعتبر الباحث المغربي الدكتور العربي مياد أن "التسول في المغرب صار مشكلة بنيوية،* ‬إلا أن خطورته لا تكمن في* ‬أن بعض الأفراد لا يجدون وسائل كافية لضمان قوتهم اليومي؛* ‬فيلتجئون للارتزاق على عاطفة الناس في* ‬إطار التكافل الاجتماعي* ‬والإحسان والبر،* ‬وإنما الآفة والخطورة تأتي* ‬من أن هناك شبكات منظمة للتسول تعتمد تقنيات مدروسة لاصطياد الضحايا،* ‬تتمثل في* ‬وجود عقول مدبرة مهمتها تنظيم المتسولين في* ‬شكل هرمي،* ‬ووضع خطط توزيعهم على مناطق حساسة؛ كفيلة بضمان العودة بمبالغ* ‬مالية مهمة،* ‬يعاد توزيعها حسب* "‬السلم الإداري*" ‬لهذه الشبكات التي* ‬لا تتورع في* ‬تشغيل النساء والأطفال والرضع والمعاقين بدنيًا وذهنيًا".
ويتحدث الدكتور مياد عن الجانب التشريعي في القضية، حيث يقول: إن القانون الجنائي* المغربي نظم جريمة التسول بمقتضى الفصول* 326* ‬،* ‬و327* ‬،* ‬و* ‬328*.
‬وهكذا نص الفصل* ‬326* ‬على أنه* ‬يعاقب بالحبس من شهر واحد إلى ستة أشهر من كانت لديه وسائل التَّعيُّش أو كان بوسعه الحصول عليها بالعمل أو بأية وسيلة مشروعة،* ‬ولكنه تعود ممارسة التسول في* ‬أي* ‬مكان كان*.‬
كما نص الفصل* ‬327* ‬على أنه* ‬يعاقب من ثلاثة* أشهر حبسًا إلى سنة كل متسول،* ‬حتى لو كان ذا عاهة أو معدمًا،* ‬استجدى بإحدى الوسائل الآتية*:‬
1* ‬ـ استعمال التهديد
2* ‬ـ التظاهر بالمرض أو ادعاء عاهة
3* ‬ـ تعود ‬استصحاب طفل صغير أو أكثر من* ‬غير فروعه*. ‬
4* ‬ـ الدخول إلى مسكن أو أحد ملحقاته،* ‬دون إذن مالكه أو شاغله*.‬
5* ‬ـ التسول جماعة،* ‬إلا إذا كان التجمع مكونًا من الزوج وزوجته أو الأب أو الأم وأولادهما الصغار،* ‬أو الأعمى أو العاجز ومن* يقودهما*.‬
بينما نص الفصل* ‬328* ‬على أنه* ‬يعاقب بالعقوبة المشار إليها في* ‬الفصل السابق من* ‬يَستخدم في* ‬التسول،* ‬صراحة أو تحت ستار مهنة أو حرفة ما،* ‬أطفالاً* ‬يقل سنهم عن ثلاثة عشر عامًا*.‬

العلاج؟

ولعلاج الظاهرة التي تستفحل يوما عن يوم بالمغرب، أعدت الوزارة المعنية بالمغرب 3 مقاربات منهجية:
ـ مقاربة اجتماعية؛ تتمثل بالأساس في إدماج الأشخاص ضحايا التسول في مؤسسات المجتمع، ومساعدتهم في حل مشاكلهم، وتأهيل البعض منهم من أجل الحصول على فرص عمل بدل التسول.
ـ مقاربة زجرية؛ تتمثل في الوسائل الزجرية عبر مؤسسة القضاء، حيث إن العديد من المتسولين تحولوا إلى شبكات منظمة لاستغلال الأطفال والمعاقين في التسول، بل إن بعض الأشخاص يمتهنون التسول رغم أن ظروفهم المادية لا تدعو إلى ذلك.
ـ مقاربة التحسيس؛ بخطورة ظاهرة التسول على النسيج الاجتماعي للمغاربة، لأنها تزرع ثقافة التواكل والكسل بدل الاعتماد على الذات لحل مشكل الفقر.
__________________
.


الوقت الذي تستمتع باضاعته ، ليس وقتا ضائعا
رد مع اقتباس