عرض مشاركة واحدة
صمت الرحيل
تنام ويبقى أثر دموعك على وسادتك لتشهد ألامك
المشاركات: 900
تاريخ التسجيل: Apr 2012
الدولة: مصــــــــرى وكفى
العمر: 37
صمت الرحيل غير متواجد حالياً  
قديم 2012-05-08, 02:47 AM
 
رد: رجاء من اداره المنتدى

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: « لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ، وَرَبُّ الأَرْضِ ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ »

رواه الإمامان: البخاري (6346) ، ومسلم (2730) في صحيحيهما.



شرح الحديث:



قَالَ الإمام النَّوَوِيُّ رحمه الله تعالى: هَذَا حَدِيثٌ جَلِيلٌ يَنْبَغِي الِاعْتِنَاءُ بِهِ، وَالْإِكْثَارُ عَنْهُ عِنْدَ الْكَرْبِ وَالْأُمُورِ الْعَظِيمَةِ.

وقَالَ الطَّبَرِيُّ : كَانَ السَّلَفُ يَدْعُونَ بِهِ وَيُسَمُّونَهُ دُعَاءَ الْكَرْبِ.



(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ) "الكرب" أي الغمّ الذي يأخذ النفس، كذا في الصحاح، وقيل: الكرب أشد الغم - قاله الواحدي، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "هو ما يُدهم المرءَ مما يأخذ بنفسه فيغمه ويحزنه" اهـ. في رواية لمسلم: (كان يدعو بهن ويقولهن عند الكرب)، وفي رواية أخرى لمسلم أيضًا: (كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أمرٌ) أي هجم عليه أو غَلبه، أو نزل به همٌّ أو غمٌّ (قال:)



(لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ)التَّهْلِيل – أي قوله: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ - الْمُشْتَمِل عَلَى التَّوْحِيد َهُوَ أَصْل التَّنْزِيهَات الْجَلَالِيَّةلله تعالى(الْعَظِيمُ)أي العظيمُ ذاتا وصفة؛ فلا يتعاظم عليه مسألةٌ؛ لأن الْعَظَمَة تَدُلّ عَلَى تَمَام الْقُدْرَة ،(الْحَلِيمُ)الذي لا يَعْجَلُ بالعقوبة؛ فلم يعاجل بنقمته على مَن قصَّر في خدمته، بل يكشف المضرَّةَ عنه برحمته سبحانه وتعالى، ، وَالْحِلْمُ يَدُلّ عَلَى الْعِلْم ، إِذْ الْجَاهِل لَا يُتَصَوَّر مِنْهُ حِلْم وَلَا كَرَم ، وَهُمَا أَصْل الْأَوْصَاف الْإِكْرَامِيَّة .



(لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)، أي فلا يُطْلَبُ إلا مِنْه، ولا يُسْأَلُ إلا هو، لأنه لا يكشف الكرب العظيم إلا الرب العظيم،

ومعنى "الرب" في اللغة يُطْلق على المالك والسيد والمدبر والمربى والمتمم والمنعم، ولا يطلق غير مضافٍ إلا على الله تعالى، وإذا أطلق على غيره أضيف، فيقال رب كذا. و استخدام لفظ "الرب" من بين سائر الأسماء الحسنى لكونه مناسبا لكشف الكرب الذي هو مقتضى التربية.



وتخصيص "العرش" بالذكر لأنه أعظم أجسام العالم، فيدخل الجميعُ تحتَه دخولَ الأدنى تحت الأعلى.

__________________

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

رد مع اقتباس