عرض مشاركة واحدة
 الصورة الرمزية سلاوية الخاطر
سلاوية الخاطر

المشاركات: 12,579
تاريخ التسجيل: Mar 2012
الدولة: بينـ ضفتــي وادي أبي رقــراقــ
سلاوية الخاطر غير متواجد حالياً  
قديم 2012-06-29, 02:25 AM
 
Post تــيكـشبـيلا تيــوليــولا













لا يوجد مغربي لا يعرف الأنشودة أو اللعبة الشعبية المشهورة «تِكْشْبِيلاَ تِيوْلِيوْلاَ»؟. رددتها الفتيات الصغيرات في الحارات الشعبية وداخل وخارج المدارس على مدى أجيال، لكن أغلبنا لا يفهم معناها ولا سبب نزولها.

«تِكْشْبِيلاَ تِيوْلِيوْلاَ» هو مطلع الأنشودة الشعبية التي رددتها الفتيات، وما زالت، على مر الأجيال في الحواري وفي ساحات المدارس. يشترط في أدائها مشاركة فتاتين على الأقل، إذ تتشابكان بالأيدي وتبدآن في الدوران ببطء شديد إلى حين الوصول إلى سرعة مفرطة بالتدريج. تقول نجيمة طاي طاي، الباحثة في التراث الشعبي، إن «تِكْشْبِيلاَ تِيوْلِيوْلاَ» ليس لها مفهوم معين، بل هي مصطلح ابتدع من أجل ضرورة القافية فقط، والحكمة تكمن في بقية الأبيات. والأنشودة ككل هي من الألعاب الشعبية التي لها وظيفة التعاون والتضامن، بالإضافة إلى دور تربوي وبيداغوجي يتعدى التسلية طبعا. ولهذه اللعبة ثلاث «تنويعات» كما تسميها نجيمة طاي طاي، وهي:



1الصيغة الأولى:



تِكْشْبِيلاَ تِيوْلِيوْلاَ / ما قَتْلوني ما حْيَاوْني/ غِيرْ الْكاسْ اللِّي عْطَاوْني/ الحْرامي ما يْمُوتْشِي / جَاتْ خْبَارو في الكُوتْشِي.



2الصيغة الثانية:



تِكْشْبِيلاَ تِيوْلِيوْلاَ / ما قَتْلوني ما حْيَاوْني/ غِيرْ الْكاسْ اللِّي عْطَاوْني/ فاطمة وَلْدَاتْ / سَمَّاتُو فُؤاد/ لاحْتو في الْوادْ/ جاو الصيادة / لعبو الرياضة/ جا الطاكسي / فَيَّقْني مَنْ نْعاسي

المفهوم هو هو توضح طاي طاي، إذ تتحدث الصيغتان عن الاغتصاب الجنسي و«تحكيان قصة فاطمة التي اغتصبت ونتج عن ذلك حمل غير شرعي جربت معه شرب سم للإجهاض، لكن لم ينفع فأنجبت ولدا «حراميا» انتهت بقتله. وهدف هذه الأنشودة بتنويعتيها المذكورتين تحسيس وتوعية الفتيات الصغيرات بخطورة الاغتصاب، وتحذيرهن من أن يقع لهن ما وقع لفاطمة «اللّي ولدات ولاحتو في الواد» )التنويعة الثانية( أو فاطمة التي ولدت الحرامي وأشربته السم، لكن رغم ذلك بقي حيا، لأن الأخبار تداولتها الألسن من خلال «مول الكوتشي» الذي نقلها إلى الناس )التنويعة الأولى(».


وتضيف طاي طاي أن هذه الأنشودة تظهر أن الاغتصاب الجنسي ليس وليد الساعة، ومن ذكاء الأمهات والنساء التقليديات أن يتركن فتياتهن يرددنها ويلعبنها في الحواري ليأخذن منها العبرة. ولا تعتبر الأمهات الحديث في الجنس والاغتصاب عن طريق أنشودة شعبية «طابو» أو من المحرمات عكس التطرق إليه مباشرة.




3أما الصيغة الثالثة فتقول:



تِكْشْبِيلاَ تِيوْلِيوْلاَ / ما قَتْلوني ما حْيَاوْني/غِيرْ الْكاسْ اللِّي عْطَاوْني/آبابا عِينِي /آلْكَسْوا الرومية/آصَبَّاط الطَّالو/ آلْقراية وَالُو

أكدت نجيمة طاي طاي أن الفتيات كُنَّ يتغنين ويلعبن بهذه «التنويعة» في عهد الاستعمار، وهي الفترة التي انبهرن فيها باللباس العصري مع قدوم الاستعمار، وانفتحن على ارتداء التنورة والكعب العالي. وبالتالي أُلّّفت تلك التنويعة بشكل فيه نوع من التهكم على الوضع الذي ساد آنذاك، وكذا التوعية والدعوة إلى ضرورة التعليم. «ما يفهم من خلال هذه الأنشودة أن الفتيات يدعين إلى عدم الانبهار اللامحدود باللباس العصري الدخيل على المجتمع المغربي إلى درجة أن يلهيهن عن التعليم. وهذا يؤكد أن التعليم في ذاك الوقت كان يحظى بأهمية كبيرة، خاصة في عهد الملك الراحل محمد الخامس، إذ كانت الفتاة تذهب إلى المدرسة وهي ملثمة»، تقول طاي طاي التي نفت إمكانية تحديد زمان أو مكان تأليف الأنشودة بتنويعتيها السابقتين، عكس التنويعة الأخيرة التي ظهرت في عهد الاستعمار. وأكدت أيضا أن الذاكرة الشعبية هي التي أخرجت هذه الأنشودة إلى الوجود، وبالتالي لا يمكن تحديد اسم مؤلف أو مبدع معين لها كباقي الألغاز والأمثال والحكايات الشعبية. «المهم أنها صالحة لكل زمان ومكان، فكما تغنت ولعبت الصغيرات بها في سنوات الخمسينات فالأمر يبــقى كذلك حاليا وحتى لقرون أخرى»، تخلص طاي طاي، قبل أن تسـطرد قائلة: «لهذا السبب أنا أدافع وأناضـل من أجل الهوية الشعبية المغربية وأبحث فيها على ألا تنحصر في الماضي بل تتعداه الى المستقبل البعيد. وأنا بصدد التفكير في إصدار كتاب يتضمن المادة الشعبية التي جمعتها من التراث الشعبي الشفهي المغربي». كان يا ما كان
__________________
.


الوقت الذي تستمتع باضاعته ، ليس وقتا ضائعا

التعديل الأخير تم بواسطة سلاوية الخاطر ; 2012-06-29 الساعة 02:28 AM