عملية نهب كبرى بحديقة سندباد بالبيضاء
مجهولون يفككون إحدى الألعاب بالحديقة إلى أجزاء قبل نقلها للبيع في أسواق المتلاشيات
جريدة الصباح:
تعرضت آليات ومعدات حديقة الألعاب سندباد بالبيضاء، خلال اليومين الماضيين، إلى النهب والسلب والتخريب، على مرأى ومسمع من السلطات العمومية والأمن الوطني.
وهجم على الحديقة عشرات الغرباء، محملين بأدوات كهربائية لقطع الحديد وأخرى لتفكيكه، كما جلبوا معهم ناقلات بضائع وعربات مجرورة بدواب من أجل حمل ما تتم سرقته من حديقة الألعاب الشاسعة المتوقفة منذ سنوات، والتي كانت إلى حدود الأسبوع الماضي، تحتوي على آليات تبلغ قيمتها ملايين الدراهم. ولم يكتف الهجوم على الألعاب كبيرة الحجم بتخريبها وتفكيكها لتسهيل نقلها، بل شمل أيضا ملحقات إدارية، أتلف الأرشيف الذي كان داخلها، وانتقل النهب إلى المقهى التي تقع خارج البوابة الرئيسية للحديقة، والتي يطلق عليها اسم «أنموكار»، إذ تعرضت بدورها إلى السطو على كل محتوياتها من كراس وطاولات وأبواب حديدية.
ورغم أن التجهيزات والآليات المنهوبة كانت تنقل أجزاؤها على متن ناقلات بضائع وشاحنات، فإن أحدا لم يوقف ذلك، كما أن السلطات العمومية ومصالح الأمن الوطني لم تنتبه إلى أن الأمر يتعلق بأكبر عملية تخريب تقع جهارا وفي وضح النهار لمنشآت ذات صبغة عمومية تعود ملكيتها إلى الدولة في شخص الجماعة الحضرية للدار البيضاء.
أكثر من ذلك علمت «الصباح» أن عشرات الغرباء حلوا، صباح أمس (الخميس)، بالحديقة نفسها والمقهى المجاور محملين بأدوات حديدية لتكسير الجدران من أجل نزع الأبواب المتبقية وحديد الخرسانة وغيرها، بعد أن فككوا معظم الألعاب الكهربائية وباعوها إلى تجار متلاشيات بأسواق من بينها سوق السعادة الشهير بسوق «ولد مينة» والذي يجاور المنطقة الأمنية الحي الحسني.
وذاع خبر وجود «الغنيمة» منذ عصر أول أمس (الأربعاء) وتحولت الحديقة إلى ورش كبير للتخريب والنهب، وحجت إليها شاحنات وناقلات بضائع، كما أن بعض المستفيدين جمعوا اكوام الحديد والأشياء القابلة للبيع وشرعوا في بيعها داخل الحديقة نفسها، فيما آخرون يتكلفون بنقلها، واستمر الموقف إلى حدود فجر أمس (الخميس)، بعد حضور أحد ذوي الحقوق في المقهى المجاور «أنموكار» إذ أبلغ شرطة المداومة بما تعرضت له المقهى من نهب وسرقة.
وتطرح الواقعة علامات استفهام كبيرة حول من أعطى الضوء الأخضر لنهب أكبر حديقة ألعاب في البيضاء بهذا الشكل؟ ثم لماذا لم تعمل الجماعة الحضرية الوصية عليها على الإعلان عن مزاد علني لبيع تلك الآليات إن لم تكن صالحة؟ وغير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي تحوم حول الحادث.
كما حملت مصادر «الصباح» المسؤولية في ما وقع إلى المسؤولين في السلطة والأمن الذين لم يعملوا على وقف «النزيف» في وقت مبكر، سيما أن شاحنات وناقلات بضائع تم توقيفها من قبل دوريات أمنية تأكدت من أن الأمر يتعلق بالسطو على آليات حديقة الألعاب وتركت تكمل سيرها دون حرج.
__________________
The road never ends ... only our vision does