عرض مشاركة واحدة
قطوة برونزية
موقوف
المشاركات: 3,916
تاريخ التسجيل: Apr 2012
الدولة: لا مكآن لَا وطن
قطوة برونزية غير متواجد حالياً  
قديم 2012-08-28, 09:19 PM
 
خواطر أول صحفية مغربية في سوريا

محمد فرنان
الاثنين 27 غشت 2012 - 12:24

سكينة إسمي، والمغرب موطني، ومهنتي طالبة صحفية.. قادتني الأقدار إلى سوريا،وعند الحدود سمعت التكبيرات ليست تكبيرات العيد، إنما عيدهم وتكبراتهم... "الآن بالحدود أسمع تكبيرات الجيش الحر عن خبر وفاة ماهر الأسد".

وفي الحدود أصور ربورطاجا عن موضوع النازحين السوريين هدفي منه "نقل معاناة من هجروا من بلادهم"، وهنا قال لي الأطفال وهم يمضون العيد خارج بلادهم وفقدان أحبتهم: "نريد حراكا أقوى من الشعب المغربي..".

ودائما ما يباغتونني بسؤال: لما هذا الصمت العربي، وصمت الحكومة المغربية؟..وقد نقلت لكم سؤالهم...فهل من جواب ياسادتي "السوريون يبعثون لكم تحية يقولون فيها لم نتوقع صمت الشعب المغربي والحكومة المغربية".

ويوم 25 غشت الجاري شاهدت مشهدا فأغمي علي، لم أستطع تحمل المشاهد،وليس كمن رأى كمن سمع، كأن الشبيحة تقول للأحرار بالفعل لا بالقول " بديك حرية تفضل هي حرية، ويذبحون "، وهم الأحرار حقا لأني أرى ثقة في الله عالية. وأتذكر صورة طفل يحمل لافتة مكتوب عليها كلمة عربي، فتم حذف كلمة العين لتصبح "ربي" ... وأتذكر الشعار الذي رفعته في الرباط أمام البرلمان في التضامن مع سوريا بالطريقة السورية " مالنا غيرك ياالله ....

وفرحتي ستكون يوم أشاهد الأطفال يلعبون وهم يحسون بالأمن رفقة الجيش السوري الحر، ولقد تشاركت معكم ياأصدقائي بهاته الصورة تحت عنوان "أطفال سوريا ".




ياسادتي ..... مع الأطفال جلست في قبو خوفا عليهم من القصف، وصواريخ الأسد لا ترحم والاشتباكات في كل مكان، وما من مهرب سوى الاختباء في هذا القبو، " وتلك الأصوات ترعب الكبار قبل الصغار، فنقلت لكم "أطفال رضع أرعبهم صوت القصف".

وفي تلك الليلة تشاركت مع مجموعة شريطا قصيرا لا يتجاوز ثلاثين ثانية، وأنا في القبو مع الأطفال وعائلاتهم، لأن كثيرا من الصور لا أنشرها خوفا عليهم وعلى أمنهم.




وأجمل لحظة حين رفعت علمي المغرب في أرض الاحرار " أحبك و طني، ولأجلك يا سوريا" ومع الفرحة حزن تظهره المباني المهدمة من حولي .

وفي الختام قدمت هدية لبشار وأعوانه "هدية مني لك يا بشار..هذه رصاصة الكرامة".




ببساطة رسالتي قلتها من قبل " أنا طالبة مغربية.. فكرت مليا في السؤال التالي : ماذا يمكن أن أقدم للشعب السوري من موقعي هذا؟ ولم أستطع سوى الانطلاق نحو الأراضي السورية، وكطالبة صحفية اخترت الجهاد بصوتي و قلمي، و نقل بعضا من مأساة الشعب السوري الذي تجمعه مع المغاربة علاقة دين و تاريخ وارتباط روحي، كما جاء على لسان أحد السوريين في لقائي معه.

وقد يقول البعض ماهي الإضافة للسفر هناك أجيبهم "...أقول بكل بساطة أنا لم آت إلى الشام من أجل نقل الأخبار، وإنما خجلت من الموقف المغربي و العربي الصامت، ووجدت نفسي لا أستطيع النظر إلى السوريين وأوجه عيني نحو أعينهم، و هم يقولون بكل حرقة "صدمنا الموقف المغربي".. و ستشاهدون هذه التصريحات قريبا".

وأعتذر إن تكلمت باسم سكينة لأني أردت الشعور بما تشعر به لكن هيهات ..........

وأقول: أنت نموذج من المرأة المغربية التي تدافع عن قضايا الأمة، ونقول لك حقا إننا نفتخر بك.

فأرسلي تحياتي إلى الأحرار هناك.
رد مع اقتباس