المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد الشعلان

عدنا والعود أحمد ..

باختصار أقول ، إن أقادير هي مدينة الغناء والرقص ، وعشق يتجدد كل ليلة ..
هي ترانيم الطبيعة ، وتسابيح المحيط ، وضباب سفوح الجبال ..
هي مدينة المحيط ، والليل ، والنهار أحياناً لمن شاء كما يريد !!
هي مدينة النشاط ، والجري ، والهواء اللطيف ، والنسمات العليلة ..
وهي كذلك مدينة الكسل ، والخمول إلى حد الإسترخاء والنوم لساعات طويلة ..

أقادير من حيث المساحة ، ليست مدينة كبيرة ، ولا قرية صغيرة ، بل هي أشبه بمحافطة صغيرة من محاظفات المملكة ، مثل المجمعة في سدير ..

أقادير هي مدينة الخيارات المحدودة ، فلا أماكن متنوعة للزيارة ، بل هو شاطئ، وفندق، وملهى ليلي ، ومساج ، والكورنيش ، وسوق المرجان ..

أكثر ما هز الصورة النمطية عندي هي أخلاق الشعب المغربي ...
فأنا لم أجد " الجلافة " التي صدع بها بعض الناس رؤسنا ..
بل وجدت اللطف ، والاتيكيت ، والابتسامة ، سواء كان ذلك في فندق أو مطعم أو مقهى أو نادي ليلي ..
لم يقم واحد منهم بتصعير خده ، أو رفع صوته ، أو حاول استغلالي والكذب علي ..

ولم أجد شيئاً من البكائيات التي كنت أقراها لبعض الزملاء في المنتدى الذين كانوا يعنونون مقالاتهم ..
وداعاً المغرب للأبد ...
والله المغرب تغيرت ..
وغير ذلك من المواضيع التي كانت ترفع رايات الرحيل والسواد والبكاء على الأطلال !!!
سامحهم الله ، لم أجد شيئاً مما يقولون .. !
بل بعد سفرتي هذه ترجح لدي بأن المشكلة منهم وفيهم وليس من المغرب وأهله ..
وما شهدنا إلا بما علمنا ورأينا وما كنا على الغيب بحافظين ...
ومن الأمور الأخرى التي لن أنساها هو دهشتي من " خفة دم " الشعب المغربي بشكل عام ..
فأنا كنت أعتقد بأنه شعب غضوب ، جاد ، لا يعرف المزاح والمرح إليه طريقاً ..
لكني بدون مبالغة وجدتهم أكثر مرحاً وخفة دم من أشقائنا وحبايبنا في مصر .. حتى في أكثر المواقف جدية ...

على سبيل المثال ، أذكر بأني رفعت سماعة الهاتف وانا في غرفتي لأطلب عشاء من الروم سيرفس ..
فردت علي الموظفة ، مرحباً سيد يزيد ..

أنا / لو سمحتي ممكن أطلب ؟

قالت / لا مش ممكن ، أنت بالذات ممنوع تطلب أي وجبة طعام .

ثم استرسلت بالضحك ، وأنا ضحكت معها .. مع أن بروتوكول الخدمة الفندقية في الفايف ستارز لا تسمح بهذا القدر من " الميانة " .. لكن مرح هالناس وتجاوزهم لكل الحواجز والخطوط الحمراء سبقوا فيه حتى الشعب المصري الذي اشتهر بالمرح وخفة الدم ...

نفس الشيء لما كلمت الرسيبشن عشان أطلب سيارة توديني ، قالت الموظفة لا ، رح على رجلينك ، وهي تكتم ضحكتها ، ثم اعتذرت بأنها كانت تداعبني ..

بالنسبة للصرف ، فأنا أقولها بعد تجربة .. كلما كان عدد أخوياك أكبر ، كلما قلت الصرفية .. لأنهم بيساهمون معك في مصاريف السهرات ..
إذا تبي سهر ووناسة ، لازم يكون معك كاش .. على الأقل ألف ريال كل ليلة ..

بالنسبة لي صرفت في أقادير وكازا ، ما لا يقل عن 12 ألف ريال لمدة ستة أيام ..

لدي الكثير والكثير لأقوله عن أقادير ، لكنه مع الأسف غير صالح للنشر ..

وللحديث بقية ، مع مـــــــراكش ، عاصمة المرابطين ودرة الموحدين ومهوى أفئدة عباد الله الصالحين وغير الصالحــــــين ..