عرض مشاركة واحدة
رانا
موقوف
المشاركات: 3,303
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: في هذه الحياة
رانا غير متواجد حالياً  
قديم 2013-12-18, 02:00 PM
 
(إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم , بل هو خير لكم . لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم . والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم )

الآلام التي عاناها رسول الله [صلى الله عليه و سلم ] وأهل بيته , والجماعة المسلمة كلها , فهي ثمن التجربة , وضريبة الابتلاء , الواجبة الأداء
ولقد روي أنه لما مر صفوان بن المعطل بهودج أم المؤمنين وابن سلول فيملأ من قومه قال : من هذه ? فقالوا : عائشة رضي الله عنها . . فقال: والله ما نجت منه ولا نجا منها . وقال: امرأة نبيكم باتت مع رجل حتى أصبحت ; ثم جاء يقودها !
لقد كانت معركة خاضها رسول الله[صلى الله عليه و سلم ] وخاضتها الجماعة المسلمة يومذاك . وخاضها الإسلام .

الواجب على من وصلتهم الاشاعة
ولو استشار كل مسلم قلبه يومها لأفتاه ; ولو عاد إلى منطق الفطرة لهداه . والقرآن الكريم يوجه المسلمين إلى هذا المنهج فيمواجهة الأمور , بوصفه أول خطوة فيالحكم عليها
)لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا , وقالوا : هذا إفك مبين(. .
نعم كان هذا هو الأولى . . أن يظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا . وأن يستبعدوا سقوط أنفسهم فيمثل هذه الحمأة . . وامرأة نبيهم الطاهرة وأخوهم الصحابي المجاهد هما من أنفسهم . فظن الخير بهما أولى . فإن ما لا يليق بهم لا يليق بزوج رسول الله [صلى الله عليه و سلم ] ولا يليق بصاحبه الذي لم يعلم عنه إلا خيرا

الخطوة الأولى
في المنهج الذي يفرضه القرآن لمواجهة الأمور .
خطوة الدليل الباطني الوجداني .
الخطوة الثانية
فهي طلب الدليل الخارجي والب الواقعي

( لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء ! فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون . . )
.
هاتان الخطوتان:
خطوة عرض الأمر على القلب واستفتاء الضمير .

وخطوة التثبت بالبينة والدليل . . غفل عنهما المؤمنون فيحادث الإفك
والقرآن يرسم صورة لتلك الفترة التي أفلت فيها الزمام اختلت فيها المقاييس , واضطربت فيها القيم , وضاعت فيها الأصول
)إذ تلقونه بألسنتكم , وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم ; وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم(. .
وهي صورة فيها الخفة والاستهتار وقلة التحرج , وتناول أعظم الأمور وأخطرها بلا مبالاة ولا اهتمام:
لسان يتلقى عن لسان , بلا تدبر ولا ترو ولا فحص ولا إنعام نظر . حتى لكأن القول لا يمر على الآذان , ولا تتملاه الرؤوس , ولا تتدبره القلوب
وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم). . بأفواهكم لا بوعيكم ولا بعقلكم ولا بقلبكم .
إنما هي كلمات تقذف بها الأفواه , قبل أن تستقر فيالمدارك , وقبل أن تتلقاها العقول
ولقد كان ينبغي أن تجفل القلوب من مجرد سماعه , وأن تتحرج من مجرد النطق به , وأن تنكر أن يكون هذا موضوعا للحديث
وأن تتوجه إلى الله تنزهه عن أن يدع نبيه لمثل هذا

وأن تقذف بهذا الإفك بعيدا عن ذلك الجو الطاهر الكريم
معالجة بعض آثار حادث الإفك
وذلك جانب من منهج التربية , وإجراء من إجراءات الوقاية . يقوم على خبرة بالنفس البشرية , ومعرفة بطريقة تكيف مشاعرها واتجاهاتها . .
وإن الإنسان لضعيف , معرض للنزعات , عرضة للتلوث . إلا أن يدركه فضل الله ورحمته . حين يتجه إلى الله , ويسير على نهجه .
نزول سوة البرائة
بذلك ينتهي حديث الإفك .

التعديل الأخير تم بواسطة رانا ; 2013-12-18 الساعة 02:05 PM