.
أحد أطباعي السيئة الكثيرة هو الدراسة المملة لاي مكان انوي ازوره ، وبالتالي معرفته تماما قبل زيارته
وهذا يقتل في المكان عنصر المفاجأة عند زيارته ، لانه شبه محفوظ بالذاكرة ..
الشافع الذي اسلي نفسي به هو انني قد لا اعرف كل شيء عن كل شيء ، ولا اقرأ كل شي ..
وبالتالي أجد ما اتسلى به !
في أغادير ، لم يكن لدي جدول مرتب يومي لأيام السفرة ، كانت الأمور تمضي ( بنور الله ) ..
وانا من طبعي لا أتقبل التغيير سريعاً ، فمثلا لو اعجبني مكان ما او دولة معينة ، انا على استعداد
لتمضية بقية العمر اسافر لها مرارا طالما أحسست بالألفة فيها .. .
هذا ماحدث فعلا ، قضيت معظم سهراتي في المغرب المتأخرة في اتلانتيك ، بحكم قربها المقابل تماما
لفندقي أماديل ، وامكانية الذهاب اليها مشيا على الاقدام ، اضافة الى جو المكان الـ حنايني جداً .. .
كنت اتذكر دائماً موعد الرجوع ، وهذا يعطيني دافع أكبر لاستغلال كل لحظة من الأيام المتبقية ،
انا مثل ماذكرت مسبقاً أدرس كثيراً المكان الذي أنوي زيارته ، لكني في المقابل أكثر انسان
على وجه الأرض فشلاً في التخطيط ، أكثر حتى من سامي الجابر نفسه ...
مؤخرا ً وصلت الى قناعة معينة ، بدأت أخطط فعلياً ، لعدم التخطيط مستقبلا لأي شيء .. ونجحت !
في بداية أي سهرة في أغادير ، يهمني جدا التمعن في الوجوه ، الجميع بلا استثناء ، لا أحب ان اطيل النظر
ولكني أنظر بتشفي يغني عن الإطالة ، كنت احاول فك شفرات هذه المدينة بكل تفاصيلها .. .
لفت انتباهي انه يجب تسجيل الزوار حتى في السهرة اذا كانوا سيلحقون بنا، لكي لايتم اجبارهم على دفع مقابل الدخول للمكان
لفت انتباهي ايضا انه يتم اخذ مقابل الدخول حتى على البنات ، وأكثر من هذا ، لايحبون ادخال البنات غير الجميلات ..
كنا في باب السهرة ، وجاءت إمرأة اعتقد انها في الاربعينات ، طلبت الدخول واعتذر منها المسؤول بعدم الإمكانية ..
صرخت به انها أتت لتستمتع فقط ، ودفعت له مقابل حجز طاولة بالكامل ، يبدو أنها من اثرياء المدينة ، تم ادخالها فورا وحجز طاولتها .. .
من الأماكن الجميلة ايضا ً في أغادير ، الكازار ، هو يعتبر افتر بارتي ، في داخل فندق اماديل ، عادة يفتح ابوابه بعد انتهاء
السهرة في الموخيتو بفندق اماديل ايضا ً ، جميل جدا وهادئ المكان ولاحظت فيه اهتمامهم الشديد بالزبائن .. .
معظم السهارى بالكازار يأتون فقط للسهر ، وهذا مايميزه من ناحية طلبات الأغاني ومن ناحية أسعاره حيث انها ليست
تجارية بحته مقارنة مثلاً بـ صحارى او سكاي او حتى اتلانتيك .. .
أحد الليالي سهرت به لوحدي ، شدني كثيراً منظر فتاة الى بالطاولة المقابله لي ، كانت ترتدي اللباس الصحراوي ..
( في البداية لم أكن اعرف أنه الصحراوي وعرفته مؤخرا ً ) ..
هذا اللباس عبارة عن مجموعة من الشراشف على شكل فستان ، ثلاث قطع من القماش يتم ارتداءها دون خياطتها ..
كانت ثلاثينية العمر تقريباً ، تجلس مع صديقتها ، ترقص فقط على أغاني الزمن الجميل ، وتجلس بكل هدوء اذا لم ترقها
الأغنية ، أنثى حقيقية بكل المواصفات ، حتى هزة أياديها طربا كانت تطربني كثيرا ً ..
كلمت النادل ، طلبت منه ان يخبرها بأني أعزمها على طاولتي ، لما وصل اليها كنت في نفسي أخاف من ردة الفعل ،
ليس من أجل الرفض فقط ، بل لأني لا أحب أن تتبدل تلك الصورة الملائكية التي رسمتها في مخيلتي لها ..
اذا قيل لك بأنك شخص محظوظ ، فهذا لايعني بالضرورة ان حظك سعيد ، فالجميع محظوظون بلا استثناء .. .
الأهم هو نوع الحظ الذي تملكه ..!
انا أؤمن تماماً بأني حظيظ ، وأن حظي في المجمل ( يفلق الصخر ) ، ولكن بالعكس تماماً الى درجة اللعنة .. .
ماسبق ليس لأمهد لكم بالقول انها رفضت ، بالعكس هي امعنت النظر في البدء ثم تحدثت الى صديقتها ثم أتوا
ولكن الحظ السيء فعلاً هو انه لم تمر أكثر من ربع ساعة فقط حتى انتهت السهرة .. .
أخبرتها عن سر ( الشراشف ) ، وأخبرتني عن ( قصتها ) ، واعدتها على الغد ووافقتني ، ثم ودعتها وذهبت ..
في الغد ، على الموعد أتت ، ولكن ..... الشراشف كانت أجمل بكثير والله !