[IMG][/IMG]


نسايم تهـب ، وطير يصدح ، وغصن يميل

طبيعـي : لاشدتنـي الحيـاة الطبيعيــة !


من أجل قراءة أفضل العازف حسنو :





الـرابع من شنتبـر :



في عام 2001 م ، قدم إلى الأراضي السعودية والدي أطال الله في عمره عائداً من المغرب ومعه صديق جديد للعمل في أراضي الوطن

كـ مصفف شعر في أحدى صوالين الحلاقة في مدينة جدة .

علمني والدي حفظه الله أنذاك .. كيف أن أسال محمد زروق عن صحته وأحواله باللهجـه المغربية ..

فـ كانت هذه التجربه صعبه جداً على لساني وكان يكرر تعليمي ويضحك وكانت كل محاولاتي فاشله .

إلا أن رصد لي جائزة بسيطه عبارة عن خمس ريالات .. ونطقتها كأنني من مواليد المغرب ( كي داير ؟ لابأس عليك )

كنت أذهب لـ السيد محمد زروق .. كل مازاد شعري عن حده المسموح لدى والدي حفظه الله ولدى وكيل المدرسه !

كان يقص شعري ويقص علي حبه لـ وطنه ، ولـ أطفاله .. علمني أن أطفال ( فأس ) تحديداً أسعد منا بكثير نحن أطفال جده ..

قال أن لديهم الكثير من المتعه هناك، حيث أن لديهم مهرجون يلاعبونهم في الطرقات.. وهناك عارضين يستطيعون أن يجعلو الثعابين ترقص

لـهم بالعزف لها عن طريق المزمار ، وأن لديهم خدع سحريه لامثيل لها أيضاً .

وعلمني كيف أنهم يتنزهون في عطلاتهم ويخرجون إلى الشلال الضخم الذي يحتوي على بركه كبيره يسبحون فيها بشكل فوضوي ودون

مراقبه من أحد ، علمني أيضا أن لديهم طريقة أخرى لتحضير الشاي والخبز .. واللبس والرقص أيضاً ..

وأن ليس لديهم مايسمى بـ ( الدله ) وعلوم الرجال ..

علمني أن هناك حرية أكثر .. وعلمني أن هناك جمال آخر .


من محمد زروق ومن ( كي داير ) ومن أبي أيضاً ، كانت البدايه الأولى لـ التعرف على أن هناك دوله عربية مختلفة جميلة ، لها رئة

بـيضاء َلم يلوثها أي سواد ، رغم ماحصل فيها من احداث كـ الصخيـرات مثلاً !



[IMG][/IMG]



في مقهى كلاسيك وقديم في فندق أدرار .. كان حديثي السابق هو إجابة لـ تلك السيدة الخمسينيه التي كانت تسألني مبتسمه ، مالذي جاء بك إلى المغرب ً ؟ وعن ماذا تبحث ؟

وأكملت ممازحاً لها بأني مؤخراً أكتشفت أن هنا أيضا مايسمى بـ السياحة العاطفية ، هذا انا ألتقي بك َ كـ أخت كبيره ناصحه وموجهه دون سآبق إنذار !



مالذي ستقولينه لي عن المغرب ؟


إبتسمت ، وبدأ لي وجهها كأنهاً لاتريد أو لا تستطيع الحديث عن بلدها .. سكتت وأشعلت سيجاره !

ثم قالت .. أن كل مافي المغرب يقودك إلى حبه ، وأقصد الحب الوطني .. الذي يجعلك تغرس شجره بجانب رصيف .. تميط أذى عن الطريق بحثاً عن صدقه ، وحرصاً علي الأرض الطيبه .

لاأعلم ، أي عشق يسببه هذا البلد لـ زواره ومواطنيه ، أشعر رغم تفشي الفقر .. أننا أغنياء بعزتنا !

أعتقد أننا من أغنى الدول في التقاليداً والعادات ، محافظين عليها كما هي ببداوتها وغرابتها وجنونها وإنظر مؤخراً كيف بدأ فضول العالم يلتفت إلى لغتنا ، وأزيائنا ، وعروسنا ، وأغانينا ونا الممنوع أيضاً !

حتى أولئك المغاربه الفارين .. إلى حيث المال أو الرزق الذي قدره الله لهم ، لايسعهم إلى الرجوع عطاشاً لـ مائها وجواعاً لـ طواجنها .. ومنغمسيــن في رحيب أجوائها !

لم أعرف مغربياً تغرب ولم يعد ، أو لم يكن يعد بأنه سوف يعود لـ شم هواء بلده والغرق من أمطاره

بربك .. مالذي يجعل الكثير من أصحاب النفوذ في كافة الدول أن يتملكو في المغرب قصوراً .. وبساتين ؟

المغرب يا أخي.. ليس كما روج بعض أبناء الخليج أنه لـ للخمر وللـ الرقص وللمارسة الدعاره ؟

المغرب ..أجمل من أن يشوه بهذه الطريقة النتنه .

صدقني أننا نعلم .. أنكم لستم سواء منكم الكثير من المحترمين والمثقفين ومن يعكس السمعه الطيبه عنا ويحبنا ويقدرنا من اجل الشعب والبلد لا لشي آخر .. وأنا أعتقد أننا لسنا بحاجة للتعريف عن المغرب من فم مراهق خليجي أحمق !



هل ثورة غضب هذه التي مرت بك الان تسببنا فيها نحن فقط ؟

المشكله تمكن في الطرفين وربما في ضعف إيماننا وأنا غضبي على السيئين فقط منا ومنكم .

صدقني لم انسى انه يوجد لدينا إرتباط في اشياء عديده وأننا أصبحنا اقارب بحكم الزواج المستمر بين الرجل الخليجي والأنثى المغربيه ، رغم فشله في بعض الأحيان !





ماذا عن إبنتنا ؟

في آواخر صيف ..2007 م كانت إبنتي المحجبه ، تعمل في إحدى مكاتب شركات خطوط الطيران .. وكانت جميله جداً كـ تلك الشقيه

صاحبت الحنا ..كانت تعمل وتشتكي بأن لاوقت لديها الا للنوم فقط فـ عملها متعب ودقيق ، وأنها ربما تستقيل لكثرة أعباء عملها .

وبالفعل إستقالت على يدي زوجها السعودي ، الذي تعرف عليها من خلال المكتب .. والتي تقول عنه : أنها كانت تخدمه كـ أي عميل آخر

إلا أن إنجليزيته السيئة تجعلني أضحك عندما يقوم بـ إملائي لـ بعض البيانات المطلوبه .

صدقني البعض لايقاوم الحب .. لا أحداً أيضا يستطيع ان يغير القدر !

مرت شهور كثيره قبل أن تعلمني بما يحدث ، رغم أنها صريحة وصادقه معي وفي أحد الايام َ قررت أن تبوح لي بـ قصتها مع ذلك الرجل

وأنها .. وقعت في فخه للأسف وإنجذبت إليه إنجذابا كاملا رغم كبر سنه ، والفرق بينهما .

لا أخفيك أنني غضبت منها وحذرتهاً منه رغم أني لم أعرفه ولم ألتقي به ، وقلت لها :

لدينا كثيراً من الأحزان ، لاتجعلني هذا الرجل يأتي لـ بيتنا حاملا حزن جديد !

فـ لدي قصص عن الزواج من الأجانب ، أعرف مالذي يمكن أن يحدثه من مشاكل .. وضياع

قصصت عليها الكثير حتى تثائبت ونامت على كتفي !

وحق الله نحبو ، كانت هذه رسالتها المقروءه على هاتفي صباحاً وتيقنت وقتها أنه لامفر من هذا الرجل وتركت القرار بيدها !

تزوجها بالفعل ـ وأكرمنا بعطاياه وأكرمناه بعطيتنا التي لاتقدر بثمن ، رضيت جميلتي بـ زواج مصغر جداً ووليمة عشاء هادئة إلا من الشطح !

في المغرب أمضو شهر العسل .. بعيداً عن أغادير !

وقرر العوده ، وحيداً إلى جده .. وكان يخطط الى أن يأخذها معه ، ولكن يقول بأن الأجراءات معقده جداً في المملكه العربيه السعودية !

صدقناه .. وهذا هو كان يأتي كل 3 أشهر لـ 12 يوم تقل أو تزيد ويرحل ، تاركاً قلب صغيرتي محطم كـ مزهريه .

في شهرها التاسع .. أتى إلى المغرب ليقف بجوارها ، حتى تضع مولودته .. الأولى ، ليكشف لها بعد ذلك أن ترتيب هذه الطفله يحمل الرقم 5 من أبناءه ، فـ هذه الصغيره لديها أخوان سعوديون !

كان خبر محزن لـ كذبه عليها طول تلك الفترة .. وكأنه أراد أن يضعها بعد هذه المولوده في الأمر الواقع !

أصبحت الصغيره في عمر 6 شهور ، وإنتقلت مع أمها إلى جده .. لـ تكمل طفولتها مغتربه عن وطنها الأم ، مستكشفه لوطنها الثاني ...

كانت إبنتي تأتي لـ زيارتي ، وحدثتني كثيره عن جده ، وأنها خانقة كـ الزوجه الأولى بـ إزدحامها !

حدثتني عن عاداتكم الجافه نوعاً ما ، وعن تقاليدكم الصعبه وعن الحجاب الأسود ، وعن ( مرافقة المحرم ) في كل كبيره وصغيره ..

وأن هذا الأمر لم تتعود عليه ، ولم تعد تطيقه !

حدثتني عن طيبة الجيران .. والسعوديين بشكل عام قالت انهم مبهجون جداً لديهم عادات مختلفه تجلب لك الفرح بكل سهوله !

حدثتني عن شموخ المأذن وعن أصواتها ، عن تقفيل المراكز التجاريــه .. تقديراً لهذا النداء وهذه الفريضه !

حدثتني عن تلك السيارات الفارهه وعن بعض البذخ في الولائم .. وعن فساتين النساء التي تكلف 6000 آلاف درهم وأكثر

من أجل يوم واحد .. رغم أنهم من عائلات بسيطه !

كانت تقول .. أن المرأه السعودية ( أميره ) ، لكن ما إن تتكلم كثيراً عنها حتى تعود وتقول وحق الله ( مسكينه )!


تكلمت عن كل شي ... حتى عن ( التميس والفول ) !


أبنتي المغتربه جرحت .. مؤخراً ، فـ زوجها لم يعد يقاوم ظغط والدته .. وزوجته وبعضاً من أقاربه ،

لم يعد يحتمل كل الكلام .. في عدم تكافؤ النسب !

ماأنتن عنصريتهم .. القذره التي تقوده إلى أن يضحي بزوجته التي أحبها وفلذة كبده وأن يجعل مصيرهم مجهولاً !

جاء بها .. دون أن يطلقها ، يتركها هنا بـ الشهور الطويله دون أن يأتي كان يرسل مصروفاً فقط

ونسي أو تناسى أنهم في حاجه ليصرف عاطفته وقبلاته لزوجته وإبنته الجميلة جداً للأسف !


أحببت هذه الطفله السعوديه لدرجة الجنون ، ترافقني أينما ذهبت وأينما كنت ..

لم يكبرني لـ أصبح كما ترى إلا هي .. أحسست أني شُخت فجأءه !


بعد هذا اللقاء المفيد ، تعلمت انا الكاتب كيف لابد أن يكون لـ إتخاذ قرارتك بعد اخر .. بعد أكبر ونظرة جاده لمستقبل غامض !

إنتقلنا بسيارتي متجولين في شوراع أغادير ، لـ تخبرني عنها وعن أبرز قصصها .. حتى إنتهى بنا المطاف معتذراً لها لعدم قبول دعوتها

لتناول العشاء ، أخبرتها وحاولت إقناعها بأني متجرد من كل المناسبات الرسميه ، وأني سائح مجنون لا أكثر !

تقبلت إعتذاري بعد إلحاح وودعتها .. كانت الساعه تشير إلى الحاديه عشر مساءاً ..

إتجهت لـ مطعم " قولدن قيت " كان مطعم رائع بمعنــى الكلمه في الأستقبال في التقديم وفي الطهــو وفي الهدوء

كان كل شي كما تريد ، وكما تحب .. كانت هناك شمعه كبيره حاضره أيضاً على طاولتي ، وفي زاوية المطعم عازف قيتار محترف يعزف بهدوء .. ويدندن بـ الفرنسيه !



[IMG][/IMG]



مكثت طويلاً مايقارب الساعتين هناك ، وقررت أن أتجه إلى فندق صحارى .. لـ أكمل ماتبقى من يومي متفرجاً لا أكثر

كنت مبكراً في الحضور ، وإلتقطت لكم هذه الصوره ( خلسه ) !


[IMG][/IMG]


وكانت السهره عباره عن ديجي خليجي منوع .. وكان هناك إزدحام شديد كان ممتلي جداً .. إلى نهاية السهره .


وعدت .. وأنا أتمنى أن ألتقي في طريقي بعازف عود مخمور ، يغني للبحر لـ أدندن معه وأقول

وين أحب الليله وين ؟!


--------------------------


الدله : وعاء تصنع فيه القهوه العربيه .


التميس : خبز يصنع بالطريقه الأفغانيه ، وأصبح متداول وهو الان الخبز الشعبي .

الفول : أكله شعبيه منتشره في الخليج بكثره .

للأطلاع أكثر على مطعم قولدن قيت تقرير مميز ومفصل لـ أحد الاعضاء المميزين :

https://www.mza3et.com/morocco20249.html