[IMG][/IMG]



يامفتاح الصباح الأبيض المشرق
إذا للصبح لذه فـ أنتي الشهوه

أنا أغرق أنا أغرق أنا أغرق
أنا أغرق بـ فنجال من القهــوه !


صوت الصباح :




الخـامس من شنتبر :


أي هبوب أحضن .. وأي هبوب أترك ؟

إبتداء يومي بصحـو جميل .. وشمس ساطعه .

تلك الشمس .. التي تزين رمال البحر والبحر نفسه رغم وجودها الواضح في وسط السماء الا أنها ليست بالحاره جداً

وتجعل درجة الحرارة المحسوسة في قرابة 26 درجه مئوية فقط .


كان يوم لا يليق إلا بـ البحر فقط .. ولـ طالما كنت في أغادير فلن أتعب كثيرا للبحث عن شاطي جميل ، وإفطار مختلف وهواء منعش .

وإلى حيث ينتمي صائدي السمك الهاوين ، والباحثين عن الشواطي البكر التي لم تلوث ولم تطلها أيدي المشاريع الأستغلاليــه

إنطلقنا انا وصديقي .. الذي تعرفت عليه على متن البوينق 777 .. أثناء توجهنا من جده إلى كازا .

الى المكان الذي هو جزء من أغادير ويبعد 28 كم تقريبا بـ إتجاه الصويره ,والذي يربطها بـ طريق جميل

وينتهي بـ مسار واحد لـ كل إتجاه ويحتوي على مناظر خلابه جداً لاتشعرك بـ الحاجه الى زيادة سرعتك وإنما السير ببطء والتأمل فقط .




[IMG][/IMG]


( هذه الصوره من جانب الطريق )


في تمام الساعه 9.00 صباحا وصلنا إلى صغيرتي تاغازوت وهي قريه بحريه صغيره .. وذات خيارات محدوده

وفي مطعم صغير جميل جمع مابين الحضاره والبداوه بمظهره الخارجي قررنا أن يكون الأفطار فيه .

كانت كراسيه البلاستيكيه البيضاء وطاولته المفروشه بشكل متواضع .. توحي لك أن البساطه أجمل بكثير من التكلف ..


[IMG][/IMG]



--


[IMG][/IMG]





كان هذا المطعم يمتلك إطلاله مباشره على الشاطي الذي لم يكدره شي بعد .. ولن يخطر ببالك عند مشاهدته الا
( الصفاء ) فقط .


[IMG][/IMG]


إستقبلنا نادل المطعم بترحيب و( أقسم ) لنا أننا سنتذوق ( الشاي المغربي ) بطريقه مختلفه جداً وهذا ماحدث فعلاً .


تقول (فاطمة أوفقير) عن الشاي المغربي من روايتها حدائق الملك :

انه المشروب المرافق لـ جميع الأوقات لدى المغاربه المكتسب لأهمية كبيرة حتى أن النساء لايحق لهن لمس أو غسل الأدوات الملازمة

للرجال لـ تحضيره ، فلكل رجل مستحضراته الخاصة ، ويسود إعتقاد شعبي بأن المرأه الحائض تفسد نكهة هذا السائل الشهي .

وقيل أيضاً أن الفرنسيون في زمن الحماية ادركو جيداً أهمية الشاي والسكر في المجتمع المغربي

مما دفعهم إلى دعم هاتين الماديتن والمحافظه على أسعارها معتدله تجنباً للفتن الشعبيه .

كل هذا يخبرنا ، أن الشاي المغربي أصيلً كـ مبتكريه وعاشقيه !



كان هذا هو إفطارنا اللذيذ :


[IMG][/IMG]





كان منظر الصيادين الهواة..وهم يعبرون أمامنا يشكل لوحه جميله ، معا هدوء ينمحنا إسترخاء وإبتسامه لطيفه ..



[IMG][/IMG]




وهنا مرور لغير الصيادين أيضاً


[IMG][/IMG]




يحدث هنا .. وقبل الغروب أن هناك من يشتري صبر الصياد وتعبه .. اثناء عودته محملاً بـ أسماكه ، فـ هنا السمك الطازج جداً

وغير مكلف فـ الصياديون الباحثين عن الرزق من تغازوت يبحرون مبكرين ماكثين في البحر اكثر من 6 ساعات على الأقل

من أجل دراهم معدوده فسبحان مقسم الأرزاق !


يحدث هنا ايضاً كما شاهدت في زيارتي لـ هذه المنطقه عصراً . جميع الأنشطه البحريه من ركوب القوارب ..

والدبابات البحريه ، وأيضاً الخيول .. إستمتعت كثيراً فيها ..

وكنت أمشي حافي القدمين ، أتاوه من وجع الأصداف .. متأملاً هذا البحر .. مفاجأ لـ صديقي ومباغته

بـ السؤال التي غرسته السيده فيروز في ذهني كل ماشاهدت البحر :

شايف البحر شو كبير؟ كبر البحر بحبك !

الغروب هنا .. مختلف تماماً ، وقاسي جداً هو وداع حقيقي وكأن الشمس لاتريد الرحيل .. ولاتريد أن تفارق ألحان هذه الأمواج .

أغلب زائري المنطقه من الأوربين .. والمغاربه ، لم ألاحظ خليجي .. أو ربما لم أسمع " يارجال والله شي جنان " !

وهنا على الشاطي أيضا يوفرون لك مظله صغيره وكرسي بحري جميل مقابل إيجار بـ الساعه .. وبثمن معقول .

تحت هذه المظله كنت أقلب .. ذكرياتي مغمضاً تاره .. ومغنياً تاره .. وشاعراً تاره !








[IMG][/IMG]


---


[IMG][/IMG]





قلبت تلك الأمواج .. كل مايمكن أن أتذكره ، لاتستطيع صدقني أن تنعم بـ إجازه من الذكريات ..

فكل مكان جميل مهيج للعاطفه بشكل أو بـ آخر !

كانو يأذونني العشاق كثيراً وهم على اطراف الشاطي يتمازحون ويرسمون أسمائهم في وسط قلب رملي بعد عدت محاولات لـ تخليدها ولكن

كان الموج .. يأكل حروف أسمائهم .. وقلبهم الرملي بـ قسوه .

يكرورن المشهد أمامي وأسمع كل كلام الحب .. بعيني لا بـ أذني !

ولكن كل عشاق البحر ، مزيفين .. قلت هكذا لـ صديقي

أنهم مقلدون لا أكثر لم أجد عاشقاً مختلفاً بطريقته على الشاطي .. وأنا أعتقد ان العاشق الحقيقي مختلف ومبتكر ..

لكل طرق الحب والغزل .. لـ أن الحب ملهم جدا لكل الأفكار التي .. ممكن أن تنال بها بسمه أو قُبله من محبوبتك !

بعد كل هذا الغرق ً .. أردت أن أقول : أن تاغازوت جميله جدا وساحره تستحق الزياره .




[IMG][/IMG]



حدث في زيارتي العصريه ، أني قمت بـ التوقف لـ تناول الغداء في احدى المطاعم ، الشعبيه جداً ..

وكان الزحام هو سبب رئيسي لـ أجازف أن آكل عنده وأكلت طاجن مغربي اعتقد لو أنها كانت المره الأولى الذي أتذوق فيها الطاجن

المغربي لـ حرمت على نفسي كل طواجن المغرب .




ليالي أغادير كلها فاتنه ومثيره .. هذه المدينه لابديل لها فـ المغرب العربي والعالم أبداً !

كانت الساعه 9 مساءاً إتجهنا الى فندق " أماديل " ، كان هناك مقهى جميل جداً يقدم عروضاً للأوربين في ساحة قريبه من اللوبي ..

أغاني غربيه متنوعه ، لايوجد فيها " كلمة عربيه واحده " وأغلب الزوار من سكان الفندق الأوربين .

أعجبني أحد المغنين عندما إستدعى كبار السن فقط للرقص ونادى معهم .. الأطفال الصغار لـ مشاركتهم ..

رأيت كل شي في أعينهم .. وهم ينافسون الأطفال فـ الغناء والرقص .. ووتصفيق الجمهور وتفاعله يزيد المكان بهجــه ويزيد وجهي إبتسامه !

المكان الذي يجعلني أبتسم أو يجلب لي الدهشه ، كفيل بأن أقول هو رائع .. هذا هو تقييمي لـ الأماكن التي أرتادها

لذلك لن أقول عن " مخيطو " أنه رائع أو يستحق الزياره بل عاديَ وعادي جدا ..

وأشك بأن لديه فرع فـي شارع المعارض في دولة البحرين !

أكملت سهرتي هناك ، وندمت على ضياع وقتي .

أشار لي صديقي ان هناك سهرة اخرى تبدا الان في فندق " أتلانتك " ، ورفضت ولكنه أصر .. وذهبنا إليه كان الأستقبال جيد نوعاً ما

من حراس الأمن ، وسيء من مديره حيث كان ينظر لنا بعين المخمورين ..

وأنا أكره هذا الشعور وأكره أن يكون الحكم على الناس بحكم السواسيه !


ليس كل من أتى إلى .. ملهى فـ اخر الليل رجل سيء وغير محترم هذه معادله غير عادله وتنم عن تفكير .. أحمق !


فـ السائح ، يريد كل شي .. يريد أن يرى أن يكسب كل وقته ويتعرف أكثر .

ولدى السعودي خاصة فضولاً من نوع آخر .. فضولاً مبالغاً فيه لا أدري من أين مصدره !

فـ أنا مبتلى بهذه الفضوليه ، والبحث عن المعرفه .. في كل شي حتى فـ مكان إزدياد ( ........ ) !

كان المكان جميل ومرتب نوعاً ما ، إدارة جيده جداً للمكان وحرصاً على الزبون بشكل جميل .

إلتقيت .. بسيده كبيره في العمر تعمل كـ مسؤوله عن دورات المياه ( أجلكم الله ) ،

عاملتني كـ مخمور أيضاً .. إبتسمت وقلت لها ، لست مخموراً .. ولا أشربه

سألتني سؤالاً محرجاً : إذاً مالذي أتى بك إلى هنا ؟

لم أعلق .. وإبستمت قائلة أعمل هنا ، وأرى كل هذا الفساد وأساعد المخمورين .. ولكني يابني

( أذهب عند صلاة الفجر ) متوضيه أصلي وأدعي الله أن يرزقني الجنه !

لاتسألني .. نفس سؤالي مالذى أتى بك إلى هنا ، أنها الأقدار والحاجه .. والفقر

فـ أنا عرفت من خلال عملي هنا أن المخمورين أكرم الناس وأحقرهم أحياناً !


قبل الصلاة خرجنا أنا وصديقي من أجل أن نصلي ..

وتذكرت كلام تلك العجوز عن الصلاة وذكرته لصديقي وكنت أسأله ..

لماذا بعض السائحين يربطون الاجازه والسفر بـ التغير الجذري في طقوس دينه وتركه لصلاته ؟

لماذا يربط .. إقترافه لـ بعض الذنوب بـذنوب أكبر

لماذا يحاول أن يتحايل على الصلاة ، ويتجاهل منابر أذانها ؟

إبتسم صاحبي ، وقال .. تبي تصلي ؟ والا تبي جواب عن الاسئله ؟

بعد هذه السكينه والأرتياح النفسي والشعور الرائع الذي لاتستطيع منحك إياه لا أغادير ولا أي مدينه في العالم ..

ولايمكنك الحصول عليه إلا بـ الصلاة جلست أراقـــب الصباح وهو قادم بنسيمه البحـــري المنعش

حتى قمــت بالقبض عليه متلبساً داخل صدري .













---------------------------

فاطمه أوفقير : روائيه مغربيه .

زمن الحماية: كان في عام 1912 إلى 1956 م

مخيطــو : ملهى ليلي .. بالقرب من فندق أماديل .