، توجهت قارئة الكف نحو مخدع هاتفي، كانت تبعد عنا بحوالي خمسة أمتار، حتى وصلت إلى المخدع لتطول مدة المكالمة الهاتفية بينها وبين الوسيط المجهول، حوالي خمس دقائق ستخرج قارئة الكف مبشِّرة إيانا بأنه في غضون 15 دقيقة سيكون الوسيط حاضرا، وما علينا إلا الانتظار بالمقهى المقابل للساحة، وقالت أيضا "ربع ساعة غادي يدخل القهوة، راه سمر اللون، وداير طربوش مغربي أحمر"، كانت الساعة آنذاك حوالي الثالثة والنصف من زوال يوم السبت، انتظرنا بالمقهى زهاء عشرين دقيقة ليبدو صاحب القبعة الحمراء وهو يتفحص جموع الجالسين في فضائها الخارجي، ثم توجه نحونا مباشرة، تفاجأنا كثيرا، وتساءلنا كيف عرف أننا نحن من ننتظره وليس غيرنا، لكننا أخفينا تعجبنا ودعيناه للجلوس، من خلال هذه العملية، تبين لنا أن الرجل الذي هو في أواخر الثلاثينيات من عمره، ليس شخصا عاديا سيما أنه اكتشفنا وسط أكثر من 50 جالسا بالمقهى، وربما يكفي هذا لندرجه في خانة المحترفين لهذه اللعبة الدنيئة، "أش بيتو" قالها الوسيط بلهجة مراكشية محضة، وتعني باللغة العامية "آش بغيتو"، أخبرناه أننا مجرد وسطاء لدى ______، وأنهم يبحثون عن أماكن راقية وآمنة، كما أنهم يبحثون عن أربع فتيات عمرهن أقل من عشرين سنة، "وما يكون غير خاطرك"، سألنا الوسيط عن مدة الأيام التي سيقضيها ___بمراكش، فأجبناه أنهم سيبيتون ليلتين فقط، عندها أخرج هاتفه النقال وخاطب مجهولا قائلا: "أهلا راس التيمومة.. هذا أنا، شوف ليا واش باقي عند (ولد ثور الدينا) شي بارطما خاوية لشي كليان كبار.." وبعد انتهائه من مكالمته تلك، خاطبناه بأن زبناءنا يريدون إقامة راقية، وليس "بارطما"، فهم يركزون على "فيلا" مفروشة ومجهزة بأرقى الأثاث، وأن تكون بعيدة عن ضجيج الحافلات والسيارات وكذا في منآى عن أعين رجال الأمن، أخرج الوسيط هاتفه مرة ثانية، وكلم أحدهم قائلا: "السلام عليكم.. هذا أنا.. شوف ليا الريفي، واش كاين شي فيلا في النخيل... تكون مقادة مزيان، حيث عندي شي كليان كبار.. (بدا أنه يجيب عن سؤال ما) إيه كبار بزاف"، بعد أن أنهى مكالمته أضاف قائلا: "لقد جئتم في وقت صعب للغاية،، اليوم يوم السبت، (يبدو أنه تدارك شيئا ما)_____
التعديل الأخير تم بواسطة رانا ; 2015-01-14 الساعة 08:47 PM