عرض مشاركة واحدة
ابو تولين
ادارة المنتدى
المشاركات: 2,888
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: مراكش
ابو تولين غير متواجد حالياً  
قديم 2010-08-02, 12:01 PM
 
ساحة جامع الفنا بمراكش اصالة الماضي بالصور

وهل يمكن أن نتخيل وجود سائح سبق له أن زار مدينة مراكش المغربية، من دون أن يستمتع بسحر ساحة جامع الفنا؟

لن نستبعد أن يكون هذا السائح (في حالة جوده، طبعا) محط استغراب أصدقائه وأقربائه، إذ يحكي لهم عن تفاصيل وعناوين رحلته المراكشية.

يصعب وصف ساحة «جامع الفنا» أو تعريفها أو تقديمها لمن لم يسبق له أن تجول عبر تفاصيلها.

ساحة جامع الفنا قبل أن تكون فضاء للفرجة والأكل والتسوق، هي رمز وعنوان يقدم لتاريخ من المشاعر والأحداث والأسماء. لذلك تتمنَّع وتستعصي على الوصف. فليس من رأى الساحة كمن سمع عنها.

فهي فضاء يستحيل استنساخه أو التفكير في إقامة مثال له، في هذه المدينة أو تلك. هي فريدة من نوعها، لأنها تلونت بعطر التاريخ واختلطت بمشاعر الناس، في الماضي كما في الحاضر.



فــــل ندع الصور تتحدث عن تاريخ وعراقة هذه الساحة التي شهدت العديد

من الزوار و التي ايضا تعتبر باب رزق لي اخواننا المغاربه و وتساهم في رفع مستوى

المعيشه لديهم فمنهم من يبقى فيها لساعات المساء يعرض بضاعته على السياح

من جميع الاطياف ...





ى يمين الساحة، صف طويل من بائعي عصير البرتقال. كأس العصير بثلاثة دراهم. العصير منعش وجيد المذاق. في مقابل عربات بائعي العصير مباشرة ستثيرك عربات بائعي الفواكه الجافة










وسط الساحة تنتصب المطاعم الشعبية. لا حاجة للمكيفات الكورية أو الصينية، هنا. تقدم هذه المطاعم مختلف أصناف المأكولات. مشويات من لحم و نقانق وكسكس، بسطيلة، سمك، دجاج، طاجين، قطاني، شوربة مغربية (حريرة) مصحوبة بالتمر والحلويات المغربية (الشباكية). يمكن لمعدتك أن تمتلئ عن آخرها بثمن يتراوح بين عشرة دراهم ( دولار واحد) وخمسين درهما (خمسة دولارات)


















الدعوات قد تكون محرجة أحيانا. كذلك إلحاح بعض مروضي الأفاعي ومروضي القردة والبهلوانيين وبعض الشبان المعتمرين لباس كناوة (فرق فلكلورية)، استجداء لدراهم الزوار.

في هذه المرحلة من التجول والفرجة يستحسن ألا يعتبر الاستجداء عادة سيئة. الوضع، هنا، أشبه بتواطؤ ضمني بين الجميع، بحيث يتم صرف مقابل التنشيط والفرجة من جيب المتفرج وزائر الساحة. لكن، الأداء يعتمد على أريحية الزائر، قبل أي شيء آخر




.











ساحة تتسع للجميع: في الليل، تتجمل ساحة جامع الفنا بأضوائها. المطاعم الشعبية تخلت عن الفوانيس التقليدية. دخل الكهرباء ولم تتأثر الساحة جراء غزو التقنيات الحديثة لفضاءاتها. لساحة جامع الفنا قدرة عجيبة على التأقلم مع تحولات الحداثة والتطور. على يسار الساحة، وفي أماكن أخرى متفرقة، يشكل الحكواتيون حلقاتهم. المجموعات الغنائية تستعيد أغاني المجموعات الغنائية المغربية الشهيرة التي تألقت خلال الربع الأخير من القرن الماضي. ناس الغيوان وجيل جيلالة وإزنزارن وأودادن ولمشاهب. الحكواتيون يعيدون سرد ملاحم سيف بن ذي يزن، وحكايات ألف ليلة وليلة، وبطولات عنترة بن شداد، وشجاعة سيدنا علي في مواجهة راس الغول.
















هناك، أيضا، المهرجون وهناك الآخرون، ممن لا تستطيع لهم تصنيفا أو وصفا. هم هنا يشكلون حلقاتهم. فقط لأنهم في ساحة جامع الفنا. الساحة تقبل بالجميع، وتسع وتتسع للجميع.

عروض أولاد سيدي احماد وموسى (فرق بهلوانية). مباريات الملاكمة. عالم غريب من الثرثرات والأعراق والمشاهد والمشاعر. أهواء مختلفة ومتعددة تحمل أصحابها لدخول عالم سحري.

يشترك الجميع في اختيار الوقت المناسب لتوقيف العرض والانتقال إلى تجميع الدراهم من المتحلقين، قبل العودة إلى حكايات وأغاني وفكاهة تنقل رواد الساحة إلى الساعات المتأخرة من الليل



.











إلى الوسط من الساحة، سيؤكد لك منظر قارئات الكف (ولهجتهن المراكشية) أن قراءة المستقبل هي آخر ما جاء بهن إلى الساحة، وأنه سيكون عليك، وأنت جالس إلى إحداهن، أن تغير الموضوع صوب فكاهة تعادل الدراهم التي ستمدها بعد أن تنقل لك صاحبة الخمار أمامك أن شقراء تنتظرك في أحلامها بعد غد





.








أسواق شعبية تاريخية: توجد بالساحة أسواق شعبية تاريخية حافلة بمختلف البضائع من الصناعات التقليدية المغربية مثل المنحوتات والمنتوجات الجلدية واللباس التقليدي من القفطان والجلباب والزرابي والمصنوعات الخزفية، وخصوصا منها المصنوعة من الفخار والفضة، حيث يتوسط الطاجين باقي المصنوعات الخزفية




.














و في نهاية الجــــــولـــه اترككم مع بعض الصور من جوانب الساحة

















تقبلوا تحياتي اخوكــــم مــــــصـــــطي