الحلقة الثالثة :


رحت أفتش في مبادئي التي لاتخلو من المتناقضات ، هي كذلك لاتريد أن تظهر أمامي بلا أخلاق ولو بالحد الأدنى من التصنع المكشوف ، لاترغب في إشعال حباً لاترى إكتماله ولاتجد من الطرف الآخر تلك التضحية التي ترضي غرورها كإمرأةً مكتملة الأنوثة تلفت إنتباه العصي من الرجال بمجرد طلتها البهيه والتي دائماً لاتراني منبهراً بها كغيري .
بدأ لها عدم إكتراثي بجمالها الصارخ وكانت تردد أمامي بين الفينة والأخرى كلمات مسمومه تستفز بها برودي وتطعن في سوء أخلاقي الذي يبرر لها فشلي بعلاقاتي العاطفية ، رغم كل ذلك لم اكن راغباً بالتصادم معها ، وحتى منذ أن هاتفتني بتلك الليلة الماطرة مغادراً الى الشمال كانت تذكرني بذلك الميثاق الغبي الذي قطعناه على انفسنا في حالةٍ غير طبيعية ، ذكرتها بما قلته لها عن القوانين الكبرى بالكون وما يلزم عليها فعله في هذا العالم والذي يزعجني بإستمرار نظرتها اليه كنظرة طفل مدلل لألعابه وما أن يمل منها حتى يحطمها ويطلب من والديه إستبدالها بغيرها !
أوضحت لها مراراً بأني وأياها لايجب أن نكون مجرد ضحيتين ، ولا فريستين سهلتين للحزن ، عشرون عاماً من حياتي مارست بها المناورات غير المحسوبة ، وأتى الوقت الذي أنقل لغيري خلاصة التجربة بعد أن نجحت في إفشال جميع الثورات والثورات المضادة بأحشائي !





يالله صباح خير مهما سهرت تلقاني زي الجني الساعه ٩ الى عشرة وانا اهجول من الصالة للمطبخ للغرفة والعكس من الغرفة للصالة للمطبخ بدون ترتيب والمقصود طبعاً إرسال رسائل غير مباشرة للشغالة عشان تقوم تسوي الفطور :)
قام ابو سعود بعد ما ارسلت الشغالة تجيب بعض النواقص للفطور وكان الاتفاق نفطر ونكلم ابو محمد يمرنا ويودينا لحمام باتشا بشارع غاندي ، وفعلا بدلنا ملابسنا وادوشنا وعلى الساعه ١٢ وابو محمد يتصل يقول انزلوا انا تحت ، ساقها ابو محمد للحمام المغربي وهو فاتح فمه ماله هم الا الضحك على سوالف ابو سعود وتعليقاته ، وصلنا الحمام وقلنا لابو محمد تسهل واذا كلمناك تعال عشان نروح لطماريس او عين دياب اهم شي اذا جيت نتفاهم قال واخا بس كلموني قبل بنصف ساعه عشان يمديني اجيكم وما اتأخر عليكم .
الحمام جداً راقي وكل شي فيه نظيف ومقرطس عيبه بس الزحمه لكن طلبنا واحد من الشباب عندهم يرافقنا وسهل امورنا في أماكن ال vip السعر تقريباً ٣٥٠ درهم للشخص الواحد .
تبطحنا شوي واحلى شي بالحمام المغربي هي الغطه ( الكسعه ) بعد المساج :) جربتها كثير تحس بالعافيه الي تلبسك وتحسن كبير بحالتك النفسيه .
بعد ماخلصنا الحمام وحنا متأخرين وصارت الساعه ٤ ونصف تغيرت علومنا بالتمشيه في عين دياب او طماريس رغم اني شارطن على ابو محمد يجينا بالسيارة العادية موب بالتاكسي وقررنا العودة للشقة لغرض الراحة والبحث عن حجز في فنادق اغادير عن طريق النت .
حجزنا على بكرة باطلس مارينا ليلة وحده وحجزنا على طيران الخطوط المغربية على الساعه 8 كازا-اغادير-كازا وكلو بالفيزا وحنا مرتاحين وجالسين بشقتنا ، وكانت فرحة ابو سعود لاتوصف بسبب حبه لاغادير التي لم يزرها يوماً واحداً في حياته :)
الاكيد انه من الفرحه قرر ان يتكفل بكامل مصاريف السهره هذه الليله وزادت فرحته لما تأكد من ام هند أن قريبتها فعلاً غادرت من غير رجعه ، بعد ماجينا من الحمام وما حصلناها .
طبعاً الوسخ موب حباً في رفيقه تكفل بالمصاريف ولكن عشان يعادلني بالصرف لأن حجوزات الفنادق والطيران كلها من الفيزا حقتي .
على الساعه 7 وغدانا جاهز من الكبسة والطاجن والمقبلات تغدينا وخرجنا لعين دياب وبشكنا في كوفي الغروب لحد ماكلمتنا ام هند تطمن علينا وتقول تعالوا تراكم تأخرتوا على ضيوفكم ، رجعنا لشقتنا مع ابو محمد على الساعه 10 تقريباً وبلغناه بموعد طيارتنا بكرة ، وكلنا شوق لقضاء سهره جميله تمت بكل شوق وحب وفرح وسرور ، وعلى الساعه ٤ الفجر وحنا كلن اكل وجبته زي الاطفال وفرش اسنانه ونام :)
الغريب انه رغم كل المبالغ الي دفعناها على حجوزات الفنادق والطيران لليوم الثالث الا اننا ماسافرنا لاغادير ، والسبب تعرفونه بالحلقة القادمة