من نافل القول ومن البديهيات في أمر الشحاذين والشحاذات .. هو أنك حينما تتعرض لهجمة مباغتة من شحاذ او شحاذة يجب أن تواصل عملك أو حديثك او سيرك وكأن شيئا لم يكن وكأنك لا تراه ولم تسمع منه أبدا !
ومن نافل القول أن الشحاذين لهم لغة الى الآن لم اكتشفها ولم أعرفها !! قد أكون علمت لغة بعض الطير وبعض الحيوانات وبعض النباتات بل وربما علمت لغة بعض الجمادات ولكنني الى الان لم أُوْتَ علم لغة الشحاذين !! ومما لا شك فيه أن لهم وسيلة اتصال ببعضهم كالفيلة والزرافات والقرود وحيوانات الارض فبمجرد أن تعطي الشحاذ الذي أتاك شيئا الا وقد اجتمع عليك كل من في الشارع من شحاذين لا تعلم أي براشوت هبط بهم ولا أي سماء انشقت عنهم ولا أي ارض انبتتهم !! وهذا يدل دلالة واضحة ان "الوسخ" "ابن الوسخة" "الزبالة" الذي اعطيته بعض النقود قد عمل شيئا أو أصدر حركة أو صوتا لا تسمع اذن البشر .. جعلهم يتكالبون عليك .. "وفك نفسك يا عنتر" !!
فلا افضل من "سفه" الشحاذين والشحاذات الاحياء منهم والاموات والتعامل معهم كأنهم اشجار على الرصيف او اعمدة انارة ومن وقف امامك منهم وحاول ان يمسك بك لينبهك لوجوده ، فتجاوزه بدون أي كلمة معه فقط انظر له نظرة تدل على انك رأيته وفهمت ما يريد واكمل مسيرك
واحذر اخي السائح كل الحذر ان تحاول ان تسرع من سيرك قليلا حينما تنشق الارض عن شحاذ ويخرج امامك او بجوارك فجأة كما يخرج المارد من قمقم علاء الدين ، أقول احذر كل الحذر من الاسراع بالمسير واحذر ان تحاول ان تبتعد عن الشحاذ !! فللشحاذين فلسفة وطريقة في التعامل مع "المشحوذ منه" اذ أنه يتعامل معك كما يتعامل الحيوان مع فريسته فمبجرد أن تبدي الفريسة نوعا من الخوف ومحاولة الابتعاد الا وهجم عليها الحيوان هجوما ضاريا وأوسعها نهشا وعضا !!
طالما تعرضنا لهم مثلا وأنا امشي ومعي اثنين من الاصدقاء فمجرد قدوم احد الشحاذين "اللزقة" من نوع لزقة "جونسون" أو "الجملكّة" أو الصمغ الخاص بالزجاج "super glue" فأنا أنظر اليه ثم أواصل مسيري كما كنت لا ازيد ولا انقص اما رفاقي فيحاولون الاسراع قليلا فأجد الشحاذ يتركني علما انه وصل الي قبلهم ولكنه يتركني ويلاحقهم !! رغم انني انبه اصدقائي في كل سفرة الى هذه الحركة ولكن قلوبهم "ماش ما هناش" فمجرد سماع صوت الشحاذ زاغت قلوبهم وأبصارهم وبلغت الروح الحلقوم وأسرعت خطاهم رغم انوفهم اقدامهم !! بينما انا انظر للشحاذ وكأنني انظر لعابر طريق فيتركني خلف ظهره ويطبق عليهم يطاردهم ويراوغونه ويرواغهم !!
فلا افضل من سفه هذه النوعية من الشحاذين الذين يتعامل مع المارة وكأنه يجيبي منهم ضريبة مرورهم في الشارع ولابد أن يدفعوها له ثكلته أمه ومدينته وبلده التي تؤويه


ودمتم بود،،،