على صعيد اخر فقد كان يلقب برجل السلام،
وهذه صفة لصيقة بالجنوبيين، فهم دعاة سلام ومحبة، حاول كلينتون أن يحل بعض الأزمات عبر التفاهم، والدعوة إلى الصلح،
وكان أول رئيس امريكي يزور غزة في حملة للسلام، وبغض النظر عن نتائج تلك الزيارة، فإننا هنا نناقش الشخصية، وليست الظروف أو النتائج السياسية،
فعندما تتأملين في شخصية بيل كلينتون تجدين شخصا ينظر إلى الحياة بشكل وردي، ويأمل لو أن كل الناس تحب بعضها،
في المقابل تمتعت هيلاري كلينتون بالعقل الواعي، وكانت تدرك ما لا يدركه زوجها، وأعتقد أن بعض القرارات التي انطلقت أن ذك من البيت الأبيض إن لم يكن جلها، اتخذتها هيلاري وليس كلينتون.
فزوجته هيلاري، يبدوا وبشكل واضح أنها شمالية بكل المقاييس، وأنها السبب في وصوله للرئاسة التي لم يستطع الحفاظ عليها، ثم أعلنت شماليتها بشكل واضح عندما تقدمت هي أيضا للرئاسة فيما بعد.
وبما أن هيلاري شمالية، وبما أنها تحملت مسؤولية كونها زوجة رجل مهم، فقد تجلمدت عاطفيا، كأي شمالية تتحمل مسؤلية جسيمة، أي أنها باتت باردة عاطفيا، مما دفع كلينتون إلى المضي في علاقة خارج اطار الزوجية، .....
والسؤال هنا لماذا لم تكن هيلاري تشعر ككل النساء بخيانة زوجها لها، بينما كانت احداث الخيانة تدور في البيت الأبيض، اي امام عينيها.....؟؟؟
لأن الشمالي حينما يستغرقه العمل، لا يكاد يرى أو يسمع، او يشعر.......!!!!!
ورغم فضيحة مونيكا، إلا أن هيلاري تماسكت، ووقفت بجوار زوجها مبتسمة، وتلك شخصية الشماليين، فرغم جرحها النازف إلا أنها لا تتوانى عن اظهار قوتها أمام الغرباء، مما يجعل النساء تعتقد بأنها بليدة ولا تشعر، بينما ترى هي أن ما فعلته عين العقل، ففي النهاية لديها هدف أسمى، من التقاتل مع زوجها لأجل نزوة،
وعندما عادت ورشحت نفسها هذه السنة للرئاسة فازت بنسبة كبيرة من المؤيدين نظرا لموقفها الحديدي مع الكثير من التجارب التي مرت عليها أثناء فترة رئاسة زوجها.
ومن هنا نستطيع القول بأن
الشمالي رجل القانون والعدالة
الجنوبي رجل السلام والتواصل
الشرقي رجل النظام والتطبيق
الغربي رجل الحرية والابتكار
هذه مجموعة من التحليلات النظرية وفي النهاية تبقى المقابلة الشخصية شيء مختلف قد تغير كل المفاهيم،
أعلم بأنكم تنتظرون،
ولذلك سنبدأ فورا في سرد قصة حياة الجنوبي، هذا الكائن
الرقيق المفعم بالعواطف،
لكي تفهمين الجنوبي عليك أن تعلمي أين يعيش،....؟؟؟
فمكان عيش كل نمط تحدد ملامح شخصيته، فكما رأينا بأن الشمالي يعيش في غابة، جعلته يصبح متوترا حذرا قليل التواصل مع الأخرين، ... سنرى الأن أن الجنوبي أيضا يعيش في مكان مختلف، يشكل جوانب شخصيته،
يعيش الجنوبي في قطب متجمد، فهل شاهدت ذات يوم قطب متجمد حيث الثلوج تغطي كل شيء والليل يستمر طوال اليوم، والبرد القارس يسيطر على الأجواء،
إن الجنوبي بجهازه العصبي والهرموني، يعيش في صقيع كهذا الصقيع، تماما كما الشمالي بجهازه الهرموني والعصبي يعيش في أجواء الغابة التي تستدعي الحذر طوال الوقت،
شرح تفاصيل بوصلة الشخصية...ناعمه الهاشمي. أخبار 2011 2012 swahlcom_15de3.jpg
الجسد وعاء الأنسان، وبيته، وبيئته أيضا،
والجنوبي بكل ما لديه يعيش في صقيع وعالم من الثلج،
لا يد للجنوبي في ما هو عليه، لقد وجد نفسه فجأة في هذه الأرض، وكان عليه أن يخوض صراعا مريرا من أجل البقاء،
نظر الجنوبي الذي يتجمد من شدة البرد حوله بحثا عمن بهبه الدفيء تلفت عبر الظلمة هنا وهناك، فلم يرى شيئ ثم نظر من جديد، لكنه لم يرى أحدا،
وبقي طوال تلك الأيام يبحث، حتى بات يشعر باليأس، فقرر أن يبدأ في المشي إلى الأمام قليلا، لكن السير على هذه الثلوج خطر أخر، فقد يسقط في هوة عميقة مخفية تحت الثلج، ولهذا يلزم مكانه ولا يغامر، ولا يحرك ساكنا،
وبينما هو على هذا الحال، سمع صوت ضحكات اطفال في الجوار، فمد بصره قليلا، ليكتشف أن ثمة قبيلة قد أتت لتقيم إلى جواره، فجن جنونه من شدة الفرح،
وأخيرا وجد أشخاصا يأنس إليهم، فسارع إليهم بابتسامة طيبة مرحبة، فارعا يديه على مصراعيهما، وراغبا في ضمهم إلى صدره، إنه سعيد جدا بهم، سعيد حتى الاستغراق، كم هو سعيد، فقد شعر أخيرا بالأمان والاستئناس
عليه أن يتمسك بهذه القبيلة، وأن ينضم إليهم مهما كان الثمن، إنه بحاجتهم، فهو قد يموت إن بقى وحيدا، بعيدا عنهم، وبشكل خاص في هذه البقعة المتجمدة من الدنيا،
وما أن بات بينهم حتى بدأت الدماء تتحرك في عروقه، وشعر بالحياة تسري في جسده، وبات يضحك ويقهقه، ويتحدث معهم بمودة ومحبة،
وهم أيضا حينما لمسوا طيبة قلبه، وصفاء سريرته، احبوه، وقبلو ضمه إليهم،