عندما ينظر الجنوبي للشمالية، يرى كم هي منهكة متعبة، وكم هي باردة من الخارج، فيعتقد أنه المنقذ لها، وأن عليه أن يسرع إلى تلبية احتياجاتها من الحب والاحتضان،
الجنوبي كغيره من الناس يرى العالم بمنظوره الخاص، ويعتقد أن كل الناس مثله تشبه في احتياجاته، وأن الشمالية لا تحتاج حاليا إلى اكثر من الحب والدفيء والانتماء الذي كان قد احتاج إليه سابقا، عندما كان وحيدا،
الشمالية حركت لديه بعض المشاعر لأنها خاطبت الاختلاف،
والجنوبي يشعر بانجذاب، ويرغب لو أنه يستطيع أن يبث ذلك الحب الكبير والود إليها،
لكنه خائف متردد ويشعر بالخجل بعض الشيء،
لكن الشمالية الجريئة شعرت به، وادركت انه يراقبها، فاقتربت منه وسألته إن كان يرغب في قول شيء،
لكن الجنوبي اصيب بالتوتر والتردد من جديد، وبدأ يحدث نفسه عن قوتها وجرأتها، ورأى أن بأمكانه البوح،
فباح لها، بما في قلبه، وأنه يرغب في الزواج،
طلبت الشمالية مهلة قصيرة للتفكير،
إنها متسرعة ولهذا وافقت بعد هنيهة،
لكنها سألته عن مهرها فماذا قال.....؟؟؟
قال لها: اعدك أن لا أتركك وحيدة أبدأ وأن أمدك كل لحظة من حياتك بالحب الذي تحتاجين إليه، وأن اجلعك تعيشين مدى عمرك دافئة.
فكيف فهمت الشمالية الكلام.....؟؟؟
أعدك أن لا أتركك وحيدة: أن يلازمها حتى حينما تقرر الانفصال عن الجماعة، والرحيل إلى بقعة اكثر امنا.
اجعلك تعيشين في دفيء: اي أبني لك بيتا في مكان دافيء وحميم.
ومرت الأيام والشمالية تنتظر والجنوبي طيب القلب المسالم، لا يفعل شيء أكثر من احتضانها بالحب والعطف كل ليلة،
ويداعبها طوال اليوم، ويتباها بها أمام افراد قبيلته، كم هو فخور بزوجته
منصرفا بذلك عن مغازلة جميع نساء القبيلة،
وكانت الشمالية في بداية الأمر مثله، منغمسة بطبيعتها كأنثى في أحضان حبه ووده، وسعيدة به، ... لكن...
في أحدى الأيام، استيقظت الشمالية فوجدت أن بيت الجيران قد انهار، بسبب انيهار ثلجي اثناء الليل، فشعرت بالرعب، وفكرت أن ذات الشيء سيحدث لهما لو أنهما بقيا هنا....
فسارعت إلى زوجها الجنوبي تخبره ما حدث، لكن الجنوبي لم يحرك ساكنا، كل ما فعله أنه ساهم مع افراد القبيلة في دفن الموتى،
بقيت الشمالية تفكر،
والجنوبي عاد إليها اكثر شوقا، يملأه الحب، والود،
وهو يفكر في اعماقه، ها قد حصلت على امرأة هي كل كياني، امرأة تختلف عن كل نساء القبيلة، يحسدني عليها الكل،
كم أحبها، سأعوضها عن كل ايام البرد التي عانتها، وسأخذها في قلبي أبد الدهر، لا تساويها امرأة أخرى،
سأحتضنها كلما كانت بقربي، ولن أسمح لمكروه يمسها،
بينما الشمالية تفكر في الوعود التي قطعها الجنوبي على نفسه ولم ينفذها حتى الأن، فأين الأمن الذي وعدها به، ..........؟؟؟
الجنوبي مثله مثل الشمالي يحب الأمن والسلامة لكن الشمالي يرى تحقيق الأمن عبر الانجازات الشخصية،
فيما يرى الجنوبي الأمن عبر العلاقات الاجتماعية، أتمنى أن تتضح الصورة أكثر،
كل انسان بحاجة للإحساس بالأمن والسلامة لكنها لدى الشمالي هاجس في الحقيقة،
وكل انسان يحب المودة والألفة والتواصل مع الأخرين، لكنها لدى الجنوبي هاجس خاص،
وكل انسان يحب النظام والترتيب والتنسيق لكنها لدى الشرقي هاجس حقيقي،
وكل انسان يحب التجديد والاستمتاع والانطلاق لكنها لدى الغربي هاجس مستمر.
وهكذا نقول:
الشمالي : هاجسه الأمن والسلامة.
الجنوبي : هاجسه الحب والمودة.
الشرقي: هاجسه الأنظمة والتطبيق.
الغربي: هاجسه الحرية والاستمتاع.
ونكمل حكاية الجنوبي،