نظر الي احد اصحابى ويسألني بصوت عالى شنو صار...اي ماذا حدث ...تبسمت في وجهه وقلت يبدو اننا فقدنا المحرك الايسر للطائره ..اى تعطل ...هنا حضر الشيطان وقال لي فرصتك تلعب بأعصابه ولكنى لما رأيت من حولى وكمية الخوف والربع وانه مريض بضعط الدم تراجعت ..الان احاول ان افهم من حولى وخصوصا صديقي اننا بعد الله في وضع امن لان محرك واحد يكفي لقياده الطائره ولكن هيهات ..بدء صديقي يضع يده علي قلبه وهنا دب الرعب في نفسى ..اقسمت له بأغلظ الاقسام اننا لسنا في خطر رغم معرفته هو بطبيعه عملى ..الحمد لله بداء يهدى ولاكن يترقب كل شي بالكابينه ..صديقنا الاخر ملازم لي بالمقعد ويسمع ما دار ولاكن في حاله جمود مما يرى داخل الكبينه ..بكاء ..أدعيه ودموع ..لاول مره اعرف واشاهد معني الدموع اربع لفتاه كانت قريبه من كرسيي حاولت اهدى من روعها ولاكنها تبقي بصمت .شاب اعتقد انه تونسي كان بجانبي سألنى ماذا حدث بالانجليزى هل نحن في وضع خطر فأجبته بالنفي فألح علي .وما كانى منى الا ان اعطيه اثبات علي صحه كلامى (راح تتسألون شنو )فطلبت منه يساعدنى علي تهديه الركاب وقد كان ..الوقت يمر وصمت خيم علي الكابينه..نحن فوق البحر الان ..فجأه طلب رئيس الطاقم من الجميع وضع ستره النجاه ...وبدأت الفوضي والاصوات مره اخرى..وهو اجراء طبيعي في مثل هذه الحاله لاننا فوق الماء وبمحرك واحد ..كثير من الركاب نفخ الستره من شده الخوف والرعب وهذا خطأ كبير ..وكثير منهم اصلن نسي اين هي ستره الناس .المهم ..لاحظ من في الطائره حصول اهتزاز في الطائره ثم يختفي ما يجهله الركاب ان قائد الطائره يرد معرفه مدى تضرر محرك الطائره الايسر ..المحرك يعمل ولاكن علي اقل مستوى دفع ..لاحظ بعض الركاب خروج رغوه بيضاء من اجنحه الطائره ..والصحيح ان كابتن الطائره يتخلص من الوقود الزائد لكي يستطيع الهبوط بالطائره بالوزن المسموح فيه ..كميه الوقود التي يجب التخلص منها هي نفس الكميه التي تكفي لايصالنا من تونس الي قطر ..ولذلك اكثر من نصف ساعه احتاج له الكابتن للتخلص منها..لازال كابتن الطائره لم ينطق بكلمه عن وضع الطائره للركاب لاكن مؤكد انه خاطب برج تونس واعلن حاله الطوارئ وطلب الاذن بالتخلص من الوقود الزائد وطلب استعداد المعدات الارضيه لاستقبال الطائره وهذا اجراء روتيني في مثل هذه الحاله(المعدات تكون الاطفاء والاسعاف)