عرض مشاركة واحدة
friend
مزعوط خبير
المشاركات: 1,910
تاريخ التسجيل: Jan 2014
friend غير متواجد حالياً  
قديم 2015-12-31, 07:50 PM
 
من روائع القصيبي:



أشِحْ بوجهكَ .. لا تُظهرْ لها الألَمَا
‏و اكتمْ دُموعكَ .. أغلى الدمعِ ما كُتِما


‏إنّ الحبيبةٓ إن ودّعتَ مُكتئباً
‏غيرُ الحبيبة إن ودّعْتَ مُبتَسما


‏دعِ الأسى لليالٍ بَعد فُرقتِها
‏لا ترتَجي قمراً فيها .. ولا حُلُما



‏صيفيّة العين .. غابَ الصيف .. وانصرمْت
‏أيامُه .. أجملُ العُمر الذي انصرَما


‏يسافرُ الصيفُ في عينيكِ يتركني
‏على نيوبِ خريفٍ لم يَزلْ نَهِما


‏أيرجعُ الصيفُ .. والفَودانِ من لهبٍ
‏والقلب صمتُ رمادٍ ودّع الضَرَما ؟


‏أيرجعُ الصيفُ .. والخمسونُ مطبقةٌ
‏عليّ .. لا رحمةً أبدتْ .. ولا ندَما ؟



ليْتَ الشبابَ كهذا البحرِ .. شيبتُه
‏تنداحُ في زَبَدٍ .. والقاع مَا علِما


‏ليْتَ الشباب كهذا البدْرِ .. مَفرقهُ
‏يزدانُ إنْ ضجّٓ فيه الشيبُ .. واحتدما


‏ليت الشبابَ بعمرِ الحُبِّ يا امرأةً
‏ما زال حُبّي لها طفلاً .. وما فُطما



‏سمراءٌ سبعٌ مضت ؟ أم لحظةٌ عبرت ؟
‏أم ذاكَ وهمٌ تمنّاه الذي وهِما ؟



‏تجري السنونُ بُروقاً إن طوتْ فَرَحاً
‏و يزحفُ اليومُ دهراً إن حوىَ سأمَا


‏أقولُ .. والشفةُ اللمياءُ تمنحني
‏ولا تضنٌّ .." بروحي أفتدي الكَرماَ !"


‏لثمتُ برًّا و خُلجاناً... وأشرعةً
‏والبدرٓ .. و اللْيلٓ .. و السُمّارٓ .. و النَغَمَا


‏تغفو شفاهي على النُعمى .. فوا لَهِفي
‏إذا غفتْ في ظما مستنجدٍ بظما



‏قُصّي عليّ حكايانا .. و أغربُها
‏ما كان حين استحّل الجارُ ما حُرمَا


‏الغدرُ أوجعُ ما ذُقنا .. وأوجَعُهُ
‏غدر الشقيق الذي علّمتهُ .. فرمىَ


‏أهوى بطعنتهِ النجلاءِ .. فاندفعتْ
‏ترُشّ وجهي .. وثوبي .. والطريقَ دما


‏و كنتِ والزيفُ ملءَ الأُفقِ شامخةً
‏ما بعتِ يومكِ .. والأجدادَ .. والشِيَمَا


‏وكنتُ خَلفك أحدو الريح .. قافيتي
‏رصاصتي .. رُبّ شِعرٍ ضِيمَ فانتقما



‏يدنو الفراقُ كذئبٍ جائعٍ حذرٍ
‏إذا رأى غِرّةً من خصمه هجمَا


‏وخِصمُه حَمَلٌ .. يجتاحُه .. وَجَلٌ
‏لو أبْصَر الذئبَ في أحلامِه جثما


‏يدنو الفراقُ .. فقولي كيفَ أدفعه
‏أيدفع الخوفُ مقدوراً إذا اقتَحما ؟


‏لو يٓعرف الذئبُ ما ألقاه .. أمهَلني
‏و هل سمعتِ بذئبٍ جائعٍ رَحَما ؟



‏أتذكرين إذا ما غبتُ في سَفَري
‏أنّي خلعتُ على عينيْكِ سِحرٓهما ؟


‏وأنّني قلتُ في عينيكِ قافيةً
‏ما استوْطَنت ورقاً لولايَ أو قلَما ؟


‏وأنّني كنتُ في العُشاق .. أعشَقَهُمْ
‏وكنتُ في الشعراءِ المُفردَ العَلما ؟


‏و كنتِ بين حبيباتي الأعفّن.هوىً
‏الأجمَلَ .. الأنبلَ .. الأصفىَ .. الأرّق فما ؟



‏شِعري كحُسْنكِ لا يَخبُو شبابُهما
‏لم تشكُ ليلى ولا مجنونُها هَرَما .
__________________
تَغَرَّبْ عَنِ الأَوْطَانِ فِيْ طَلَبِ العُلَى *** وسافِرْ ففي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِـدِ

تَفَرُّجُ هَـمٍّ، واكتِسَـابُ مَعِيْشَـةٍ *** وَعِلْمٌ ، وآدابٌ، وصُحْبَـةُ مَاجِـدِ
رد مع اقتباس