تمكنت السياحة في المغرب من اقتناص مكانة هامة على خارطة السياحة العالمية، وتلقى الرباط اشادة دولية بفضل نجاحها في تحقيق الازدهار للقطاع رغم الاضطرابات الاقليمية.
وصنفت المجلة الأميركية “روب ريبورت”، المتخصصة في المنتجات والوجهات السياحية الفاخرة، مدينة مراكش من بين الوجهات العشر الأوائل ضمن قائمة من الوجهات الفخمة الـ21 الأكثر شعبية في العالم.
كما اختارت المجلة الرقمية الأميركية “لكشري ترافل إنتلجنس” فندق “ماندارين أورينتال” بمراكش كأفضل فندق فاخر في العالم لسنة 2015.
ويعتبر المغرب الوجهة السياحية الرئيسية للأوروبيين، حيث يحقق أكثر من 60 مليار درهم كإيرادات من السياحة (5.5 مليار يورو) سنويا، ويعتبر القطاع السياحي ثاني أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة تصل الى 8 بالمئة، بعد القطاع الزراعي، ويشغل حوالي 500 ألف شخص.
وتسعى الرباط في أفق 2020 الى 2022 إلى رفع عدد السياح الوافدين على المملكة المغربية ليصل الى 20 مليون سائح سنويا، ليصير المغرب “ضمن الوجهات السياحية العشرين الأولى في العالم”، حسب وزارة السياحة المغربية.
وتطمح وزارة السياحة والصناعة التقليدية إلى جعل المغرب من بين الوجهات السياحية المتطورة في العالم من خلال استراتيجية تنمية القطاع السياحي “رؤية 2020” التي ترتكز على جودة الخدمات والتنمية المستدامة، وتثمين مختلف الاماكن السياحية بالمملكة وانعاش سياحة تحترم المجال البيئي.
وافادت المجلة ان مدينة مراكش المغربية تتميز بالفنادق الفخمة والمدينة العتيقة، كما تمددت “المدينة الحمراء” في الصحراء القريبة لتعزيز تنوع عرضها السياحي.
وافادت مجلة “روب ريبورت” أن منطقة النخيل بمراكش تجتذب، منذ سنوات، كبار المستثمرين العالميين في القطاع، خاصة مع الإعلان مؤخرا عن تدشين العديد من الوحدات من بينها “قصر ناماسكار” لمجموعة آوتكر، ومركز الفروسية المرموق سلمان مراكش.
وفي جنوب المدينة الحمراء تم افتتاح “لو مانداران أوريونطال” في قلب حقول الزيتون ومضمار الغولف المحفوف بأشجار النخيل، فيما أعادت وحدة “أمانجينا”، التي تفوق مساحتها 5 هكتارات، فتح أبوابها بعد عمليات تجديد دامت لعدة أشهر، أشرف عليها أحد أشهر المهندسين المعماريين البريطانيين.
وخلصت الصحيفة إلى أن المدينة الحمراء ما زالت تغري كبار المستثمرين بالعالم، ولا أدل على ذلك الافتتاح المرتقب لغراص مراكش غير البعيد عن منطقة تمصلوحت.
وتبذل وزارة السياحة المغربية جهدا كبيرا لتطوير القطاع الثقافي والترفيهي بما يعزز جاذبية الأماكن السياحية بالمملكة، كما يتم انجاز ستة مشاريع كبرى مدعومة من الدولة والقطاع الحكومي والخاص، بالاضافة إلى الاستفادة من التراث والموروث والبيئة والخضرة والتنشيط والترفيه والسياحة ذات الطابع المحلي والتي لها قيمة مضافة كبرى.
وتتميز الفنادق في المغرب بجودة وتنوع الخدمات المقدمة للزبائن.
واختارت المجلة الرقمية ذائعة الصيت “لكشري ترافل إنتلجنس” فندق “ماندارين أورينتال” بمراكش كأفضل فندق فاخر في العالم لسنة 2015.
وأوضح بلاغ لمؤسسة “موزاييك إيفانتس آند كو” أن الفندق، الذي افتتح في أكتوبر/تشرين، استطاع دخول نادي أفخم الفنادق بالعالم، متقدما على مجموعة من الفنادق الأوروبية والأسيوية المشهورة.
وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا الاختيار، الذي جاء أشهرا قليلة فقط بعد افتتاح الفندق، يبرز الاتقان الكبير والجودة الاستثنائية لخدمات هذا الفندق، واعترافا بالاهتمام الخاص الذي يوليه المستخدمون في الفندق لأدق التفاصيل.
ويضم الفندق، الممتد على مساحة 20 هكتارا من بساتين الزيتون والنخيل، 45 رياضا يتوفر على حديقة وجاكوزي ومسبح خاص، فضلا عن 9 أجنحة واسعة، و5 مطاعم. كما يضم العديد من القاعات المخصصة للاجتماعات، وفضاء خارجيا واسعا لاحتضان التظاهرات الخاصة، وكذا منتجعا صحيا.
ويتميز الفندق بقربه من ثلاثة من أجمل مسالك الغولف بمراكش، هي الغولف الملكي، وأملكيس غولف وغولف المعادن.
وأفادت وزارة المالية والاقتصاد المغربية، أن عائدات قطاع السياحة بلغت نحو 5 مليارات دولار خلال العشرة أشهر الأولى من العام 2015.
وقالت الوزارة في تقرير، إن عائدات قطاع السياحة ارتفعت حتى نهاية شهر اكتوبر/تشرين الاول بنحو 4 بالمئة مقارنة مع نفس الفترة من 2014 لتبلغ 5 مليارات دولار.
وأظهرت بيانات رسمية أن عدد السياح الذين زاروا المغرب خلال الأشهر الثمانية الأولى بلغ 7 ملايين و282 ألف سائح.
وبحسب وزارة السياحة المغربية، فإن الفرنسيين يتصدرون لائحة السياح الذين زاروا البلاد يليهم الإسبان ثم الألمان والبريطانيين.
واحتل الايطاليون المرتبة الخامسة في لائحة السياح الذين توافدوا على المغرب يليهم البلجيكيون فالهولنديين والاميركيين.
ويسعى المغرب بالاعتماد على تنوع معالمه السياحية ومناخه السياسي الآمن لبلوغ نحو 20 مليون سائح بحلول 2020 ضمن خطة طموحة لتطوير هذا القطاع الواعد والحيوي