يا بحرُ خذني فإني فيك أنتسبُ
يا بحرُ خذني فإني فيك أنتسبُ
أخذ الحنينِ فإني مرهقٌ تعِبُ
أخيطُ وجهي على أسمي لتعرفني
طفلاً بعينيه يوم البؤسِ ينتصبُ
تركتُ قومي بأرضٍ لا سماء لها
وجئتُ أرجو سماءً فيكَ تنسكبُ
خذني بعيداً كما قد كنتَ تأخذني
من صدرِ أمّي التي يغتالها العتبُ
مازلتُ أستنزفُ المصباح من لغتي
حتّى رأتني سجايا الضوءِ أغتربُ
أُبلغُ النفسَ إني غيرُ مكترثٍ
إلاّ بما كان لي في فقدهِ سببُ
سيثقبُ الماءُ في وجهي ملامحه
لكي تمرَّ به الأيامُ و الحقبُ
يا زرقةَ البحرِ ضميني إلى حجرٍ
في غاسقِ البحرِ في أرواحنا يثبُ
نكون أشياءَ من صخرٍ يطارحنا
ثلث الهوى في قميصٍ صوفه الخشب
والموجُ يرمي علينا حزنَ رحلتهِ
لنبكِ ملحاً بقدرِ الخوفِ يحتطبُ
وفي نصوصِ الرياحِ البحرُ يقرؤنا
عطراً عريقاً له بين الأسى هربُ
يا بحرُ يا بحرُ خذني اليومَ في عجلٍ
ولا تواتي بوعدٍ فيه أرتقبُ
أتيتُ وحدي غريباً شاحباً حزِناً
ممزقَ الثوبِ تجري حوله الكربُ
يكسّرُ الصبر بالأنثى التي جزعت
في صدره يومَ عنها قامَ يحتجِبُ
سيجمعُ البحرُ أشتاتَ القلوبِ لنا
على يقينٍ يداهُ الشكُ والرّيبُ