الحكمه.....
الحكمة في اللّغة تعني العلم والعمل، حيث تنقسم إلى شقّين: شق علمي أو معرفي وشق عملي أو تطبيقي، فلا يكفي أن تعلم لتكون حكيماً، بل يجب أن تعمل بما عرفت من علم، لذلك قيل عن الحكمة أنها: العلم بحقائق الأمور أو الأشياء، على ما هي عليه، والعمل بمُقتضا هذا العلم، فالحكمة ليست مجرد معرفة الحق أو الحقيقة، بل تشمل كلاً من العلم والعمل بهذا العلم. فيكون بذلك لفظ "حكيم" دالاً على من يكون قوله وعمله حقاً. والحكيم لا يخرج عن كونه إنساناً، والإنسان ناقص بطبيعته، لذلك قيل أيضاً عن الحكمة أنها يستفاد منها ما هو حق في نفس الشيء وذلك بحسب طاقة الإنسان.
أمّا الحكمة الإلهية فهي علم يبحث في أحوال ما هو خارج عن قدرتنا واختيارنا، وهي تنقسم إلى حكمة منطوقة وأخرى غير منطوقة، فالمنطوقة تدل على علوم وأحكام الشريعة، وأما غير المنطوقة تسمى أيضاً ب"الحكمة المسكوت عنها"، والحكمة المسكوت عنها هي أسرار الحقيقة التي لا يطلع عليها علماء الرّسوم أي علماء ما هو ظاهر من الشريعة، ولا يطلع عليها العوام من النّاس، فهو علم قد يهلكهم أو يضرّهم وهو فوق طاقتهم، لذلك اختصّت تلك الحكمة بالله وحده فهي حكمة إلهيّة، وهي بيد الله، يؤتي منها مَن يشاء مِن عباده الصالحين.
وهناك أيضاً "الحكمة" كما جاءت عند الفلاسفة اليونانيين؛ فكلمة فيلسوف المتعارف عليها عربياً مشتقة من لفظة إغريقية تعني "حب الحكمة"، وأُطلق على الفلاسفة لفظة "حكماء" لأنّه يطلبون الحكمة ويشتغلون بها.
__________________
لاتسمع كل ما يقال ولا تقول كل ما تسمع.