عرض مشاركة واحدة
 الصورة الرمزية Khaledsfzg
Khaledsfzg
مزعوط مميز
المشاركات: 387
تاريخ التسجيل: Jun 2015
الدولة: السعودية
العمر: 45
Khaledsfzg غير متواجد حالياً  
قديم 2016-09-08, 01:26 AM
 
تكملة الموضوع


أعتذر عن الإطالة بسبب انشغالي

....................................

أنا و بجانبي السارقة ذات الوجه الحسن و العقل الثعلبي، متجهين نحو مطعم الدلفين .

هي كالقنبلة الموقوتة و في وضعٍ خطِر و من الممكن أن ترتكب أي فعل شنيع من أجل إنقاذ نفسها من كلبشات السجن.
و أنا في حالة انتقام لذلك الشخص الأربعيني، بالرغم من هدوء شخصيتي و حرصي الدائم على الابتعاد عن المشاكل.

لكن الأقدار شائت بأن تقع اللعينة في ملعبي و ساقها حظها السيء نحوي.

لم تهمس بأي كلمة منذ أن ركبت التاكسي و لكنها تنظر لي بعينيها الجميلتين و التي تفيض بالشرر .. لا يؤمن جانبها نهائياً ولا يمكن التنبؤ بما ستفعل .. لو استطاعت بأن تسرق (( الموبايل )) ستنهي معاناتها بكل سهولة .
ولكن هيهات .. أنا متمسك بـ (( الموبايل )) و عاضٌ عليه بالنواجذ لحد الموت .

أنا متأكد بأنني لن أستطيع أن أصلح حالها و أجعلها تبتعد عن النصب و الأحتيال لعدة أسباب ..
من هذه الأسباب .. أن طبعها غلب تتطبعها و ستستمر في ذلك دائماً لأنها تشعر بلذة النصب، والسبب الآخر بأنني لست وكيل الله على شعبه .. لكن أريد أن أشفي غليلي و أتمتع بحرق أعصابها لهذه الليلة .

لازلنا متجهين نحو المطعم .. أنا لم انظر لها نهائياً وكأنها ليست موجودة بجانبي .. وهي مستمرة في التحديق بي .

وصل التاكسي للمطعم .. دفعت له ثمن المشوار و ترجلتُ من التاكسي، اتجهت نحو باب المطعم وهي تلاحقني.

قالت لي قبل دخولنا .. أنا فقيرة و لدي مشاكل و أعاني من ... إلخ
قلت لها .. أحزنتيني بهذه الدراما و أنا على وشك البكاء و الانهيار .. اتبعيني إلى الداخل أيتها اللعينة .

دخلت المطعم و استقبلني الجرسون .. طلبت منه طاولة لشخصين
سحبت الكرسي و جلست .. أيضاً سحبت هي بدورها الكرسي و جلست.

أحضر الجرسون قائمتي طعام لكلاً منا ..
قمت بالنظر للقائمة لكي اختار طعامي، وهي قامت بوضع القائمة على الطاولة.
تجاهلتها تماماً .. و أمعنت النظر في القائمة مطولاً لكي أتفنن في طلب طعامي

قالت لي .. لو سمحت ماذا تريد مني ؟
قلت لها .. أنتِ من تبعتيني و ركبتِ التاكسي معي من دون أذني !
قالت .. ما نهاية هذا الموضوع ؟ ماذا تريد مني ؟ هل تريد مالاً ؟ ما رأيك بأن أذهب معك لمكان سكنك و أفعل لك ما تريد ..
قلت لها .. أنا لست شخص حقير استغلالي و أريد تسليم التسجيل الصوتي للشرطة لكي تأخذي جزائك .
قالت لي بصوت يملؤه الغضب .. ماذا تحسب نفسك ؟ أنا أستطيع بأن أورطك في المشاكل .. أستطيع الآن إجراء مكالمة لبعض الأشخاص والذين بدورهم سيأخذون حقي منك !
قلت لها .. لو أجريتي أي مكالمة أو قمتِ بأي فعل سأتصل مباشرة بالشرطة .
صمتت بعدها و بدأ الحزن يملأ وجهها الرقيق .

حضر الجرسون .. طلبت منه إحضار شوربة بحرية بالكريمة و طاجن الحوت (( السمك )) و بعض الجمبري المقلي.

قلت لها .. أحكي لي قصص النصب الَّذِي قمتِ بها من قبل .
قالت .. أنا لم أقم بأي عملية نصب في حياتي .. أنا مسكينة و أنا ... إلخ
قلت لها .. وماذا عن القصة التي اخبرتي صديقاتك عنها ؟
قالت .. أنا كذبت عليهم وكل قصتي كانت وحي من الخيال لكي اثبت لهم قوة شخصيتي.
قلت لها .. أنتِ كاذبة لعينة وكان واضح عليك الاستمتاع التام و أنتِ تخبرينهم بتفاصيل قصتك .
قالت بلهجتها الدارجة .. وحق الله العظيم كذب

قمت مجدداً بتجاهلها لأن الطعام هبط بتوقيته المناسب على طاولتي ..
أمسكت الملعقة و غمستها في أعماق (( الشوربة )) والسارقة الحسناء لازالت تنظر لي بغضب .
قلت لها .. هيا شاركيني في الأكل .
قالت .. أنا (( شبعانة )) ونفسي مسدودة .
قلت لها .. هيا تناولي الطعام لأنك ستحرمين منه في السجن .

وبينما أنا منهمك في تناول الطعام، نظرت لها ووجدت دموعها قد ذرفت من عينيها .
قلت لها .. بالضبط هذه هي دموع التماسيح .. قديمة جداً هذه الأفعال.

ظلت ساكتة و الدموع أصبحت على خديها و الصمت يخنقها .. هي تفكر بحسرة في كيفية النجاة من هذه الورطة التي أوقعت نفسها بها.

وبيني و بينكم يا أعزائي المتابعين .. أنا في نهاية الأمر سأقوم بمسح التسجيل الصوتي و لن أقوم بإخبار الشرطة عنها .. لكن أنا أريد مزيد من الوقت .. لا أعرف لماذا !ربما من أجل المتعة .. فقط لاغير

أنهمكت مجدداً ما بين تناول الجمبري المشوي و ما بين الإنغماس في لذة طاجن الحوت الشهي .. وهي لازالت تنظر لي بحسرة و غضب.

وبينما كنت أمضغ اللقمة في فمي .. قلت لها أحكي لي بعض مغامراتك في الإحتيال .. أريد أن آخذ حذري في الأيام القادمة لكي لا أقع ضحية لفتاة مثلك.

يبدو بأن الفتاة وصلت لدرجة الأنهيار و أنا بدأت عاطفتي تستسلم لهذا الموقف التراجيدي الدراماتيكي.

طلبت الحساب و خرجت إلى الشارع وهي برفقتي .. قمت بمسح التسجيل أمامها من (( موبايلي )) وقلت لها .. تستطيعين الذهاب الآن.
ارتسمت الابتسامة على وجهها بعد طول غياب، ثم قامت بلعني و شتمي ههههههههههه

تجاهلتها و اشرت للتاكسي بيدي الكريمتين .. وقف التاكسي و فتحت الباب و صعدت.
المفاجأة .. قامت بفتح الباب الآخر وصعدت !
قلت لها .. سيري في حالك الله يعاون :)
قالت .. دخول الحمام مو مثل خروجه .. وقامت تضحك بصوت عالي و شرير و كأنها (( تحية كاريوكا )) من زمن الفن الجميل

قلت في نفسي .. يا من شراله من حلاله عله :)



يتبع ..
رد مع اقتباس