وصلت إلى منزل العم أبو جابر ، الذي رحب بي هو و زوجته وأبنائه بكل حفاوه وكأني بين أهلي و أخواني ، جلسنا بجانب المسبح ، قدموا لي القهوه العربيه و بجانبها جميع أصناف التمور والحلويات المغربيه و الشوكولاته تحادثنا أنا و العم عن المغرب و سحر جمالها .
أخبرني أنه متزوج منذ 25 عام ، رغم سعادته مع زوجته السعوديه إلا أنه لا يشعر بالراحه إلا هنا في المغرب، رغم كِبر سنه ، إلا أن صحته كانت ممتازه ، كان يحدثني عن بداياته في المغرب و أنه منذ أول زياره له للمغرب قرر أنها ستكون بلده الثاني ، شعرت بـ الفعل أن حديثه كان من القلب إلى القلب .
أخجلتني زوجته الفاضله بكرمها و نبل أخلاقها ، رغم أني كنت في عمر أحد ابنائها ، إلا أنها كانت حريصه على أن أكون في ارتياح كامل ، حدثتني أنها تحب السعوديه و أهلها و أنها تكن لأهل السعوديه كل الإحترام والمحبه و أنهم القدوه و أنهم على قدر عالي من التدين ، كانت توبخني بغير قصد ، شعرت أنها تلبسني ثوب لا أستطيع أن أحمله ، قطعت حديثنا بأن صلاة العشاء قد حان وقتها ، صليت المغرب و العشاء.
كانت رائحة الشواء تعج بـ المكان ، كانوا أبنائه مهذبين جداً وبشوشين ، انتهينا من القهوه لتأتي بـ الأتاي وتقدمه على الطريقه المغربيه ثم ذهبت لتشرف على الشواء ، بينما العم أبو جابر أتى بملابس سباحه لي و لأبنائه ، اعتذرت منه بأني لا أجيد السباحه ولي تجارب سيئه جداً أصر على أن أشاركهم ولو بالوقوف فقط داخل المسبح كنت أردد داخلي " الله يستر من تاليها ".
نزلت معهم ، لأتجه إلى الزاويه و أبقى ملتصقاً بالجدار ، أما ابنائه كان أحدهم لم يتجاوز السادسه يمخر عباب المسبح " ذهاباً و إياباً " أما أنا "أصبحت مضحكه " ، كان المسبح مليء بأصناف الفواكه ، إلتهمت ما كان قريب من مكاني و فضلت عدم الابتعاد مهما كانت المغريات للبقاء على قيد الحياه ، أعتذرت بأني أشعر بـ البرد انتهت فقرة السباحه التي كانت أسوأ ساعه في ذلك المنزل ، لتأتي السيده الفاضله بـ استشوار لتجفيفي خوفاً عليَّ من البرد .
مازحتها بأن تكون مطمئنه لأني ما زلت أحتفظ ب حر و رطوبة جده ،
دعاني العم للعشاء الذي كان من أروع و أشهى ما رأيت طاوله مليئه بـ أصناف الطعام كسكس ، حريره ، رفيسه ، لحم بالبرقوق ، كباب ، شيش طاووق ، و أصناف عديده من الطواجن ، لأبدأ بإستكشاف الأكل بالتذوق و السؤال عن أسمائها ،
وضعت البرستيج و الإتيكيت بعيدا عن الطاوله لألتهم ما لذ و طاب من الأكل ، فرغت من الأكل بعد شوط كامل ، أثنيت على طبخ الوالده وشكرتها على وقتها الذي قضته في إعداد هذه المائده الدسمه ، ومازحتها بأني عادةً لا آكل كثيراً لكن إجتمع جمال الأكل و مجهودي المتعب فـ المسبح ، دخلنا إلى البيت الذي كان على الطراز الأندلسي العتيق ، و كأنك تقف داخل قصر الحمراء .
إلتقطت صور تذكاريه برفقتهم ، ثم قدموا لي الأتاي الذي لم يكن له مكان ، كنت قد وضعت الجوال على الوضع الصامت قبل مجيئي ، لأجد 9 مكالمات من سميره ، مكالمه من شريف صاحب الشقه والكثير من الرسائل ، أرجعت جوالي لـ جيبي ، ليقوم أبو جابر بتقديم هديه و زوجته أيضاً قامت بتقديم هديه أخبروني أن لا أفتحها إلا بعد أن أعود الى شقتي .
كانت الساعه حينها 1:30 ، تشكرتهم على ضيافتهم و كرمهم ، و غادرت المنزل مع سائقه
في طريقي أخرجت سيقارتي التي كنت متلهف لها كثيراً ، قرأت الرسائل كانت رسائل عديده من سميره " عبودي آسفه ما كنت أقصد وكلام كثير " إلخ
لأقوم بفتح رسائل محمد كانت عباره عن
صور لفتيات من داخل المقهى وتحتها تعليق مش حتئدر تغمض عينيك ، ومكانك محجوز ، إلحق السهره ف الديوان .
وصلت للشقه دخلت وضعت الهدايا خرجت و أقفلت الباب ، ذهبت سريعاً لأستقل تاكسي و اتجه إلى الديوان ، كان محمد برفقة فتاتين على طاوله في موقع مميز جداً ، رحب بي هو و صديقته المراكشيه و الفتاه الأخرى .
تعارفنا على بعضنا ، كانت المراكشيه اسمها " ورده "و الأخرى " ناديه " ، كنت لا أتمالك نفسي عند مشاهدتي لـ ورده ، رغم أن المكان كان مليء ربما بـ الأجمل ، قامت لترقص أمام طاولتنا و أنا لا حول لي ولا قوه ، محمد كان ينظر لي بتعجب مع ابتسامه ، سألته عنها " بلهجه حجازيه بحته يا ولد ذي كيف " ، دخل في نوبه من الضحك ، لـيرد احنا ف" المغرب فلا تستغرب " ، أخبرته إني خارج أستنشق بعض الهواء .
خرجت لأبدا بـ التفكير بأني وضعت نفسي في موقف محرج مع محمد ، أخرجت سيقارتي أشعلتها و أخذت أقلب أفكاري ، لتصلني رساله من سميره اش فيك ما ترد ، قفلت جوالي و عدت للداخل جلست كان الجو الطربي جميل ، و لكني بدأت أدخل في نوبة نعاس قويه ، استأذنت من محمد و صديقاته و غادرت المكان ، اتجهت للشقه بالتاكسي ، لأصعد الى الشقه و أجد بابها مفتوح ، لم يخطر في بالي الا أنهم ضيوفي اللصوص ليلة البارحه ، شعرت حينها بأن الأمر قد يسوء ويصبح الأمر كارثي ،
عزمت على الدخول و تحمل النتيجه .
فاصل و نواصل غداً ..