عرض مشاركة واحدة
 الصورة الرمزية الكسار
الكسار
مزعوط قدير
المشاركات: 249
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الكسار غير متواجد حالياً  
قديم 2016-10-06, 08:13 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة DAIF مشاهدة المشاركة
،




اليوم الثاني / الجزء الثاني



( بين الموت والحياة )


،


عش حياتك ، كما شئت
ولا تحفل للماضي
فلا أنت ترجعه ولا تصلحه أنت
كن أنت ، كما أنت
في الحياة أشياء جميلة :
كوب قهوة والسماء تمطر
رائحة امرأة عاشقة
سؤال أنثى للمرآة : أنا حلوة ؟
كنت وحدك ، حين ولدت
وفي الغربة وحيدا ً كنت
فخذ من العمر ما استطعت وقل :
للفرح خُلقتُ وللحب عشت


،


عدت للفندق بعد ساعات اللقاء في المقهى
لم أستخدم المصعد ( وهذا خطأ أول )
أستخدمت السلّم وصعدت للدور الثاني ، دخلت الغرفة ، غسلت وجهي بماء بارد
ونزلت للأستقبال عبر السلّم ( وهذا خطأ ثاني ) قاصدا ً محطة القطار
للسؤال عن مواعيد القطار الذاهب إلى كازا ( رحلة الرجوع للمطار والعودة للوطن يوم 30 سبتمبر )

قمت بالركض تحت الشمس من الفندق حتى محطة القطار ( وهذا خطأ ثالث )
بين صعود ونزول ، مرة يمين ومرة يسار حتى وصلت إلى محطة القطار وأنا في غاية التعب
دخلت محطة القطار وتعرضت للهواء البارد الصادر من التكييف هناك ( وهذا خطأ رابع )
وجدت طابور مؤلف من 7 أشخاص على شباك التذاكر ، وقفت في الطابور

وفجأة :

تعرضت لحالة أغماء !!!!!

لم أشعر بشيء أبدا ً كل ما أعرفه أني استيقظت ووجدت الناس مجتمعة حولي ويرشون الماء علي
ماذا بك ؟
أنا لا أدري ، ولدي حرارة فضيعة في جسدي حتى أني لم أستطع النهوض
من حسن حظي أنه كان متواجد ( ممرضة ) في المحطة قاموا بحملي من الأرض وأحضار كرسي لي
وأنا أشعر بحالة يرثى لها من الأعياء ورعشة في جسدي
أحضروا صندوق الأسعافات الأولية وقياس الضغط وماء بارد

عندما سقطت على الأرض سقط كل ما أملك ( جواز السفر ، المال ، النظارة الشمسية )
ومن حسن الحظ أن سقوطي كان خفيفا ً ( لم أسقط على رأسي )

قامت الممرضة بعمل الأسعافات لي وتحدثت معي ببعض الأسئلة :
هل لديك ضغط ؟ لا ليس لدي
هل لديك سكّر ؟ لا ليس لدي
هل شربت الخمر ؟ لا أنا لا أشرب أبدا ً
هل تدخن ؟ نعم أدخن

شعرت أني الموت يطوف حولي حامل حقائبي يريد أخذي معه
كنت خائف من الموت في بلاد غريبة حيث لا أمي ولا أبي ولا أخوتي معي لأودعهم
حاولت الممرضة ومشرف المحطة تهدأت الوضع لكن الأعياء بدأ واضح عليّ
أحضروا بعض الماء البارد شربت رشفة واحدة فقط ولم أستطع أكمالها
أحضروا كوب ماء فيه بعض السكر ورشفة رشفة واحدة أيضا ً

بعد الأنتهاء من الكشف على الضغط تبين أنه سليم ، الحمد لله
والسكر ، سليم ولله الحمد
إذا ً ماذا حدث لي ؟

أنه الأعياء وعدم الأفطار جيدا ً وتناول كوبين قهوة والتدخين قبل الركض

مرت نصف ساعة تقريبا ً وأنا على هذه الحالة حتى بدأ الوعي يعود لي تدريجيا ً
تنفست الصعداء وبدأت أعي ما حولي ومن هم حولي

قمت بفتح أزرار القميص ورششت بعض الماء البارد داخل جسدي لكي أستفيق

كان الناس ينظرون لي بذهول وصدمة من السقوط وكيف حدث ذلك لي دون أسباب
حين تأكد مشرف المحطة والممرضة أني في حالة جيدة تجعلني أسير بأتزان أعطوني ما سقطت مني
ونصحوني بمراجعة الطبيب في أقرب فرصة لي

قبل أن أغادر المحطة شكرت المشرف والممرضة وحاولت أن أعبر لهما عن شكري وأمتناني لهم
أعطيك المشرف 1000 درهم والممرضة 1000 درهم ولكن رفضوا تماما ً أخذ سنتيم واحد مني
وقالوا : هذا واجب إنساني نقوم به وأنت أبن لهذا الوطن وهذه المدينة الطيبة

سقطت دمعة صادقة مني مسحتها بطرف شال حرير كنت أرتديه وبكيت من هذا المعروف
أنقذوا حياتي هؤلاء الطيبون وأنا مدين لهم بحياتي ما دمت على قيد الحياة

ودّعتهم في المحطة وعدت للفندق بتاكسي ( لم أشأ أن أعود مشي على الأقدام لأني كنت منهك )
وصلت للفندق وأستخدمت المصعد ودخلت غرفتي ورميت بجسدي على السرير
كنت أشعر ببعض التعب ودوخة شديدة من السقوط ومن صدمة ما حصل لي

أخذني تفكيري :
كيف لو سقطت في الشارع ؟
كيف لو كان الشارع يمر بالسيارات ؟
كيف لو لم يكن هناك ممرضة ؟

كل هذه الأسئلة أرهقتني أكثر وأكثر حتى بدأت أشعر بالغثيان ( أكرمكم الله )
قمت وغسلت وجهي بماء بارد جدا ً وعدت للسرير

ونمت ...


،


هذه حياتي
الكتاب لم ينتهي بعد
أنا حيّ وأتنفس
وما دامت تشرق الشمس
قلبي والجسد
يعرفان قيمة العمر الباقي
وهذا الغد
ليس لي فيه سوى الأمل
أن يكون فرحا ً
وذاك الورد
أحبه ويحبني ويحبان المطر
ونحب الوعد


،



ملاحظتين :

1 / لم أشأ أن أكتب عن هذا الجزء لأنه يجعلني أحزن على ما حدث لي ولكن للمصداقية ذكرته .
2 / أنا مدين لأهل ( سطات ) لأنهم أنقذوا حياتي ولن أرتاح حتى أرد المعروف لهم بأي طريقة كانت .



،



للرحلة بقية ...



"

الحمدلله على السلامه
رد مع اقتباس