المذكرة التاسعة
ملاحظة مهمة: حصلت جميع هذه الأحداث بتاريخ (( ٢٠١٥/٥/٢٤ إلى ٢٠١٥/٥/٣٠ ))
دخلت النرجس و الشوق يملأني من أعلى رأسي حتى اخمص قدمي للقاء (( مليكة ))
عند دخولي استقبلني (( البودي جارد )) الضخم بابتسامة و ترحيب حار، ضمني بين ذراعيه و كأنني طفل وديع ضائعاً بين الوديان.
قلت له .. يا عريض المنكبين، الليلة غير عادية و أريد طاولة مميزة لشخصين .
أمسكني بيدي و اخذني نحو أحد الطاولات، فقلت له أحضر لي كل مالذ و طاب أيها الضخم، أريدك منك أن تسعدني وتهتم بكل التفاصيل، هنالك ضيف مهم سيأتي بعد قليل و أريد أن أكون (( هاني جداً )) لهذه الليلة .
دخلت (( مليكة )) كطائر تتغنى به أعذب الألحان، تتهادى في مشيتها بغنج بين الغنادير، تكسو جسمها بثوبٍ أحمر وتضع على وجنتيها الخجولتين أجمل المساحيق.
قمت بالسلام عليها .. جلست بجانبي و رائحة عطرها يفوح بعذوبه في كل اتجاه
أقبلت تسترقُ الخُطىٓ يا عام
والناسُ حولكٓ ساهِرون قيام
قد أسكرتهم خمرةٌ من غفلةٍ
أمشاجها الأوهامِ والأحلام
تذكرت (( السمين )) و قلت في نفسي .. (( مليكة )) تمردت عليك، و أنا بدوري سرقتها منك من دون قصد، نشبت حرب باردة بيني و بينك و لقد انتصرت عليك، (( مليكة )) هي غنيمتي لهذه الليلة، فأرجو منك ان تعذرني .
تهامسنا قليلاً و أردت أن اتغزل بها ولكنني استبعدت ذلك، لا أريدها أن تغتر بنفسها من أول لحظة لقاء بيننا .
استأذنت منها .. اتجهت نحو دورة المياه و في طريقي صادفت الفتاة (( المجنونة )) بجانب البار، اللعنة .. لم أتوقع ذلك بتاتاً و هذا مؤشر غير جيد لهذه الليلة .
رأتني (( المجنونة )) .. و كأنها شاهدت الجن و العفاريت، نظرت لي بحقد و قامت بتحريك رأسها بامتعاض، أصابني القلق و التوتر عند مشاهدتها، المجنونة لن تسكت و ستكون ردة فعلها جنونية و أنا لا أستطيع أن اتنبأ بما ستفعل .
رجعت لطاولتي و جلست، بدى على ملامحي التوتر و القلق، لا حظت (( مليكة )) تغير ملامح و جهي و سألتني عن ما اذا حدث لي شيء، فقلت لها بانه لم يحدث شيء و إنما شعرت ببعض التعب .
فكرت بأن نذهب إلى مكان آخر غير النرجس، المجنونة لن تتركني في حالي و ستدمر ليلتي بتصرف غير متوقع، ولكننا للتو دخلنا للنرجس و كيف سأقنع (( مليكة )) بذلك، ستستغرب لو أخبرتها بتغيير المكان !
ولكن لن اتزحزح من مكاني و سأكمل هذه الليلة المجنونة مهما حدث .
مرت قرابة الساعة منذ جلوسنا، ونحن لا زلنا نستمتع بسهرتنا الرائعة، (( مليكة )) تهتز طرباً على أنغام الطرب العراقي .
فجأة .. قامت المجنونة بالتجول بين الطاولات، رأتني و بجانبي (( مليكة ))، اقتربت منا و نظرت لي بابتسامة خبث و دهاء و كأنها تقول في نفسها بأنها ستدمر كل شيء جميل .
قالت لي مليكة .. هل تعرفها ؟
قلت لها .. لا
قالت لي .. لماذا نظرت لك و كأنها تعرفك ؟
قلت لها .. أنا لا أعلم، لكن يبدو بأنها غارت من جمالك
أنقلبت ملامح (( مليكة )) و طارت منها الابتسامة و شعرت بأن هنالك شيء يحدث !
استأذنت مني و قالت بأنها ذاهبة لدورة المياه .. نخزني قلبي و قلت في نفسي بأنها ستذهب لمحادثة المجنونة من أجل إرضاء فضولها و معرفة سر الابتسامة .
ذهبت (( مليكة )) لدورة المياه و طال و قت رجوعها .
رجعت مليكة و جلست، كان وجهها مقلوباً و ملامحها تكسوها الغضب ..
قلت لها .. ماذا حدث ؟
قالت لي .. أنا أريد المغادرة
قلت لها .. لماذا ؟
قالت لي . بأنها عرفت كل شيء و بأن الفتاة المجنونة اخبرتها بما حدث بيننا
قلت لها .. ماذا اخبرتك الملعونة الكاذبة ؟
قالت لي .. لم أكن أعرف بأنك إنسان خبيث، لقد اخبرتني بأنك ضربتها و طردتها من الشقة بقسوة
أخبرت (( مليكة )) بما حدث بالتفصيل، وقلت لها هذا ما لدي و هذه الحقيقة، إن اردتي التصديق كان بها و إن لم تصدقي كلامي فتستطيعين المغادرة بكل هدوء و سلام ..
تجاهلت (( مليكة )) تماماً و قررت الاستمتاع بسهرتي .
يتبع ..