أخبرتها بـ أني سـ أقوم بـ الإتصال بـ شخص مقرَّب لي جداً و أني سـ أضع نفسي في موقف لا أحسد عليه ومن أجلك ، أتمنى أن لا تكون هذه كذبه لأنك سـ تدخلين في مشكله أكبر ، أقسمت بـ أنها قالت لي الحقيقه ولم تكذب بـ أي كلمه . لم أكن أثق بـ شخص هنا سوى محمد و فيصل و زينب و كنت أعلم بـ أنهم لا يستطيعون فعل أي شيء لها، ولكن خطر شخص بـ بالي و هو في سن كبير و يعلم بـ أمور المغرب أكثر مني ولديه خبره كافيه ولديه معارف كثيرين هنا ، كنت أعلم أني سـ أضع نفسي في موقف محرج جداً معه ولا أعلم كيف افاتحه بـ أمر كـ هذا وهل بـ إمكانه مساعدتها ، وهل سـ يتقبل الأمر منِّي ، تساؤلات عديده كنت أطرحها على نفسي ، ماذا لو طلب مني أن أتركها و شأنها شعرت بـ أني وضعت نفسي في امر لا يعنيني، ولكن لعل الأمر يسير على خير ، اتصلت بـ العم أبو جابر رحب بي ترحيب حار كعادته سألته هل بـ إمكاني أن أطلب منه خدمه كنت أتلعثم ولا أعلم كيف أصيغ الأمر بـ صوره مرتبه و صحيحه ،
سألني ما الأمر يا ابني ، أجبته بـ أن هناك شخص أعرفه تورط مع شخص آخر و هذا الآخر يقوم بـ ابتزازه و يطلب مبلغ مالي منه بين الفتره و الأخرى مقابل أمر ما، سألني هل الشخص سعودي ، أجبته بـ لا الشخص مغربي ، سكت قليلاً ثم سألني ، هل الشخص رجل ام امراه ، أجبته بـ أنها" فتاه " و عمرها 23 سنه و هذا الشخص قام بـ ابتزازها و تسبب في تركها لكلية الطب والآن يطلب مبالغ ماليه منها ، سألني ما علاقتك بها لم أعرف كيف أجيبه كنت أخشى أن اخبره بـ أني علاقتي بها سطحيه فـ يطلب مني أن اتركها وشأنها ، وكنت اخشى أيضاً أن اخبره بـ أني تعرفت عليها لأني فُتنت بجمالها و أضع نفسي في موقف محرج ولكني فضلت أن أخبره بـ حقيقة الأمر أخبرته بـ أنها مجرد صديقه تعرفت عليها منذ فتره ، و أقسمت له بـ أن علاقتي بها عاديه و أنه لم يحصل شيء بيني و بينها ، سألني متأكد أجبته بـ أني أقسمت لك بالله و لو كان الأمر سـ يزيح رأسي من مكانه لن أحلف كذباً ، طلب أن أزوره الآن في منزله الخاص أجبته بـ أني بـ الأمس وصلت إلى أغادير ، سألني عنها و هل هي موجوده في مراكش ، أجبته بـ أنها كانت في مراكش ولكنها جاءت اليوم لإخباري بـ هذا الأمر وهي عندي الآن ، طلب مكالمتها أعطيتها الجوال و بدأ يتحدث معها و هي تجيب و تبكي خرجت من السياره لأتركها على راحتها جلست على الرصيف أدخن و أسأل نفسي " أنا اش دخلني فـ المشكله من الأصل " ، أخذت افكر بـ أني لم أنفع أهل هذا البلد بـ أي شيء منذ وصولي للمغرب و لعل هذا الأمر يكون خيراً لي ولها ، حتى انتهت المكالمه ، عدت للسياره سألتها كيف جرت الأمور أجابت بـ أنها لا تعلم وهو لم يخبرها بشيء حتى الآن، سألتني عن هذا الشخص أجبتها بـ أنه سعودي وهو صديق لوالدي و متزوج من مغربية منذ فتره طويله و يقضي أكثر وقته هنا ، ولديه معارف مغاربة كُثر ، ردت بـ أنه يجيد اللهجه المغربيه و كأنه مغربي ، أخبرتني أنه يرغب بـ لقائنا بعد العوده إلى مراكش ، سألتها عن الشخص الذي قام بـ ابتزازها أجابت بـ أنه أحد اصدقائها فـ الكلية كانت تثق به كثيراً سألتها هل حدث أمر بينكم أجابت بـ أنه قام بـ استغلالها بعد أن فقدت وعيها ، لم أرغب فـ التحدث كثيراً عن هذا الأمر لأني كنت أشعر بـ أنه أمر جارح لها ، طلبت مني أن أقوم بـ إيصالها للحي الذي تسكن به والدتها ، قطع حديثنا اتصال من زينب لم أُجب على الإتصال ، توجهت إلى ذلك الحي على وصفها كان قريب ، أنزلتها بـ القرب من منزلهم و غادرت .
توقفت عند المحطة لتعبئة خزان الوقود ، اتصل بي محمد سألني عن مكاني أجبته بـ أني في جوله بـ أنحاء أغادير ، أخبرني أنهم متجهين إلى" سكاي كافيه " للاستمتاع بـ منظر الغروب من هناك .
انطلقت بـ السيارة لم أكن أعلم إلى أين اذهب كنت شارد الذهن لم اتنبه إلى أين أقود إلا عندما رأيت لوحة مكتوب عليها "تغازوت " أدركت أني ابتعدت بعض الشيء أخذت أتنقل بين الطرقات وجدت بعض الشقق و المنتجعات أخذت أسأل عن الأسعار وجدتها أقل بكثير من قيمة الشقة التي نسكن بها ، أوقفت السياره ، و توجهت إلى الشاطئ ، كان منظراً جميلاً جلست متأملاً لحظات الغروب أمام المحيط ، أخذت أقلب الأفكار في رأسي و بيت شعر يأخذني و آخر يعود بي
حتى كتبت عدة أبيات :
وش حيلتي يوم انتخت بي وقالت
ما للثقال إلا عيال الحمايل
و دموعها من عينها يوم سالت
هانت بعيني صعبها و الهوايل
حارت بي الأفكار صالت و جالت
ونفسي تنومسني بكسب الجمايل
يوم المصايب فوقها قد توالت
وطمعوا بها أهل الردى والرزايل
إن كانت حظوظ أكحل العين مالت
والله لعدلّها بجزل الفعايل
أنهيت تلك اللحظات الشاعريه الطويله و غادرت المكان تذكرت زينب قمت بـ الإتصال بها ، سألتني عن مكان تواجدي أجبتها بـ أني متجه إلى المارينا الآن ، أخبرتني أنها للتو وصلت إلى أغادير طلبت منها أن تتجه إلى هناك ، ركبت سيارتي كانت الساعه قد تجاوزت الثامنه ، انطلقت إلى المارينا أوقفت سيارتي و أخذت انتظرها حتى أتت ، كانت تستقل تاكسي اتجهت نحوي و الإبتسامه تعلوها ، لم تكترث لكوننا ما زلنا فـ الشارع وعلى مرأى الماره أخذتني بـ الأحضان و عبارات الإشتياق تتلو بعض بعضاً ، رحبت بها ، توجهت إلى الإدارة لإنهاء اجراءات دخولها ، كانت الأمور سلسله جداً صعدنا إلى الشقة ، جلسنا فـ الصالة أخذنا نتحدث سألتها عن والدتها وهل هي بصحه جيده و تحدثنا عن بعض الأمور حتى انتهى بي الأمر نائماً على الكنب ، فتحت عيني وجدتها نائمه بـ جانبي ، كنت أشعر بـ أني بحاجة إلى راحه وضعت المنبه على الساعه 1:00 ليلاً ، و أكملت غفوتي لم أكن قد أغلقت عيني جيداً و إذا بـ محمد وفيصل يفتحوا الباب و كأنهم قوات المداهمه الخاصه .
محمد: ما شاء الله جوز الكناري هنا
فيصل: وش كنتوا تسوون
أنا : يا ليل ذا النشبات
محمد: قوموا جبنا عشا
قام محمد وفيصل بتحضير السفره و أنا اراقب من على الكنبه ، كانت رائحة الأكل حكاية اخرى ، أيقظت زينب التي كانت تغط في نوم عميق ، كان
العشاء عباره عن أطباق متعدده من الطواجن ، طاجن لحم و طاجن دجاج و طاجن مأكولات بحرية ، سألوني أين ذهبت حينما اتصلنا عليك أجبتهم بـ أني أخطأت فـ الطريق و ابتعدت قليلاً حتى وصلت إلى منطقة تُدعى تغازوت .
سألتني زينب أين " المعسل " أجبتها بـ أنه فـ المطبخ لم تكمل العشاء قامت تلك الأناني بـ تجهيزه وتحضير براد أتاي كبير و انفردت به فـ البلكونه أنهينا تلك الوجبه الدسمه حتى شعرت
بـ أني لم أعد أستطيع الحراك .
سألني محمد بـ صوت منخفض عن الأمر الذي كانت ترغب لمياء بـ الحديث به معي ، لم أكن أرغب
بـ إخبار أي شخص عنه ، أجبته بـ أنها كانت تريد بعض المال فقط .
محمد : وأنت سويت نفسك الراجحي واعطيتها
أنا : لا يا أهبل اعتذرت منها
فيصل : وش كانت تبي فـ الفلوس
أنا : وش عرفني
أنهينا تلك الوجبه وحمدت الله عليها ، غسلت يدي و ذهبت إلى البلكونه ، جلست بـ جانب تلك الجميله نظرت إليها بصمت كـ نظرة "عادل إمام " لـ المعلمه " عفت عبدالكريم" حتى ضحكت .
أنا : هاتي لي المعسل ما ينفع للصغار
زينب : أنته قلت ما ينفع للصغار
أنا : قصدي للبنات
قامت بـ صب الأتاي لي على طريقتهم المغربية
و وضعت "اللي" بيدي ، كان الجو يميل إلى البرودة مساء ً ، و ما أجمل ذلك المنظر ، معدتك ممتلئه بما لذ وطاب والمحيط أمامك و الجو الجميل و الوجه الحسن و أصدقاء كـ الإخوه ، إنها المغرب تجمع كل هؤلاء ، انضموا إلينا محمد و فيصل .
ضحكت شامتاً بهم و سألتهم
أنا : أشوفكم لوحدكم ما معكم أحد
فيصل : قلنا نتضامن معك لكن طلعت خاين
محمد : لا وكان نايم فـ الصاله ترى
أنا : خلاص يا قلق كنت امزح
و زينب تشاهد منظرنا و تضحك ، سألني محمد
إذا ما كنت أرغب بـ السهر خارجاً الليله ، أجبته بـ أن الأمر لا يشكل لي فارق ، و لكن لـ نجعلها ليله خالده ، لـ يرد فيصل بـ أنه بـ الأمس شعر بـ كتمه
وضيقه من المكان الذي كنا به ، و يفضل أن نسهر بـ الشقة ما دام كل شي متوفر بها ، ضحك محمد و رد بـ أنه عندما كان يأتي بـ مفرده كان يقضي أكثر لياليه بـ السهر فـ الديسكوات و الملاهي و لكنه الآن أصبح يراها كـ عاده سيئه ، كانت الساعه قد تجاوزت الثانية ليلاً ومحمد ما زال يقوم بـ تحضير المكان ، وفيصل يجري عدة اتصالات طلب مني محمد مساعدته أجبته بـ أن من بدأ الأمر عليه أن ينهيه ، قمت بـ نقل كافة أشيائي إلى الصاله و مشاهدة مراسم تحضير الإحتفاليه الخاصه و محمد كـ عادته يخبرني بـ أنها سـ يجعل هذه الليله من الليالي الخالده في تاريخي .
فاصل ولي دعوده [emoji257]