رد: روحانيات...الشهر الفضيل...شارك
الصيام جهاد وتربية
المعنى العام للصيام:
الصيام طاعة لله على سبيل الفرض؛ توجب على المؤمن امتناعاً عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .
وإن من يتفكر في معنى الصيام يجد عجباً؛ ومصدر العجب يتمثل في الحقيقة الواضحة من المعنى العام للصيام، وما فيه من كبح لجماح النفس الأمارة بالسوء التي تلح في جر المرء إلى الشهوات؛ لينحط إلى دركات الهالكين، وفي ذلك تقويةٌ لانطلاق الروح؛ ليرتفع المؤمن إلى درجات الملأ الأعلى .
التربية الربانية بالامتناع عن المباح:
من الواضح لمن يتدبر في معنى امتناع المؤمن عن شهوتي البطن والفرج في هذا الوقت المحدد من الله عز وجل ـ يلحظ الآتي:
ـ إن هذا الامتناع، امتناع عن حلال في غير هذا الوقت المخصوص، بمعنى أن المؤمن يستطيع أن يمارس ما أحل الله له من شهوتي البطن والفرج في أي وقت؛ ولكنه يمتنع عن ذلك وهو صائم ؛ استجابة لله ـ عز وجل ـ وفي هذا الامتناع حكمة تنادينا قائلة: إنكم امتنعتم عن الحلال المباح؛ فيجب أن تستحوا من الله ـ عز وجل ـ وتمتنعوا عن الحرام من باب أولى، إذ لا يعقل أن نمتنع عن الحلال ثم نقترف الحرام .
رافد روحي عظيم:
إذن الصيام بهذا المعنى درسٌ عمليٌ، ورياضةٌ فعليةٌ جاءت من باب الامتناع عن الحلال؛ لنصل إلى النتيجة المطلوبة وهي: ( الامتناع عن الحرام ) فوجودنا في الطاعة وامتناعنا عن المعصية هما أساس التقوى؛ ولذلك حدد الرحمن الرحيم الهدف من الصيام فقال ـ سبحانه وتعالى ـ: { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } ( 183 : البقرة ).
ومعلوم أن كل إضعاف للنفس الأمارة بالسوء، وامتناع عن أهوائها؛ فيه تقوية لجانب الروح النورانية، وإعلاء للمعاني الروحية التي تصل بالإنسان إلى مصاف الملائكة