عرض مشاركة واحدة
 الصورة الرمزية عمر الفاسي
عمر الفاسي

المشاركات: 3,162
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: الرياض
عمر الفاسي غير متواجد حالياً  
قديم 2016-12-15, 10:55 AM
 
قبو "نافورة الحمام" بالبيضاء .. صرح تاريخي مهدد بالاجتثاث



هسبريس ــ محمد لديب
الخميس 15 دجنبر 2016 - 07:00
بعد مضي أزيد من 24 شهرا على هدم فيلا "مولاي عبد الرحمان" التاريخية، للبدء في مشروع إنشاء المسرح الكبير، يسابق بعض مسؤولي مدينة الدار البيضاء وجمعية "ذاكرة البيضاء" الزمن للشروع في هدم أول نافورة مائية موسيقية في المغرب وإفريقيا، شيدت بأمر من الملك الحسن الثاني، وبلغت كلفتها آنذاك 136 مليون سنتيم، لتعويضها بنافورة "جافة".




القبو التاريخي

هسبريس، التي تمكنت من الولوج إلى قبو نافورة ساحة "الأمم المتحدة"، وقفت على عالم مبهر يختزل 51 سنة من تاريخ مدينة الدار البيضاء، في مساحة لا تتعدى أربعين أو خمسين مترا مربعا على أبعد تقدير، تضم لوحات تاريخية نادرة أثرت عليها الرطوبة والإهمال من طرف مسؤولي مجلس مدينة الدار البيضاء وولاية الجهة وعمالة آنفا، الذين يبدون على غير علم بوجود هذا القبو أصلا، وصرح بعضهم بأنهم لم يسبق لهم أن فكروا حتى في النزول إليه.



الدخول إلى قبو النافورة يشعر بالكثير من الرهبة، فبمجرد ولوجه عبر البوابة الدائرية التي تعود إلى سنوات الستينيات يشاهد المرء نظاما من الأنابيب الضخمة والأجهزة الميكانيكوكهربائية لتغيير ألوان مياه النافورة بالساحة العامة، إلى جانب أجهزة التحكم في الأشكال الهندسية للمياه، واللوحات الفوتوغرافية التي طالها النسيان.

تاريخ بناء النافورة

الشركة الإسبانية التي أشرفت على إحداث النافورة ذاتها أكدت أنه تم الاعتماد على مجموعة من الموردين الأجانب والمغاربة لتشييدها، مع توفير المواد ووضع التجهيزات من طرف شركة ANGLO، وإرسال 4 متخصصين أجانب دائمين، ثم التعاقد مع شركات ومعاونين محليين، في وقت أنجزت أشغال الخرسانة من طرف الشركة المغربية للبناء، وأنجزت شركة OTB كل ما يتعلق بتثبيت التجهيزات وبرنامج تحويل حركية مياه النافورة، والبرنامج الموسيقي.




وحرص المسؤولون المحليون لمدينة الدار البيضاء آنذاك على إبرام عقد يتضمن بنودا دقيقة ومفصلة عن مشروع بناء النافورة، والطريقة والمواد التي سيتم استعمالها، وعدد المضخات وسعتها (10 مضخات في المجموع)، وجهاز للتحكم في حرارة القاعة التي تحتوي على المضخات والصور ودرجة الرطوبة.

لعنة النافورة

"لم يترك المسؤولون المحليون بمدينة الدار البيضاء في ستينيات القرن الماضي الفرصة لأي صدفة قد تعصف بمشروع النافورة، إلى أن طالها الإهمال من طرف المسؤولين الحاليين الذين فضلوا التخلي عنها واجتثاثها من مكانها وانتزاع الذاكرة التاريخية لمدينة الدار البيضاء"، يقول موسى سيراج الدين، الناشط الجمعوي بمدينة الدار البيضاء، مضيفا في تصريح لهسبريس أن "هدم هذه النافورة يعتبر جريمة متكاملة الأركان، تستدعي متابعة من وقف وراء القرار".




موسى سيراج الدين، الذي يشغل منصب رئيس جمعية أولاد لمدينة، قال: "كل من تتاح له فرصة الوقوف أمام هذا الصرح يتأكد أن من سيقدم على هدمه لا بد أن تطاله لعنته إلى الأبد".




معظم مسؤولي ولاية جهة الدار البيضاء سطات، ممن اتصلت بهم هسبريس، اعترفوا بأنهم لا يحيطون بتفاصيل عملية هدم النافورة، وهو القرار الذي عارضه مجموعة من المهندسين البيضاويين بمجرد اقترابهم أكثر من التفاصيل التقنية لهذه النافورة، التي تقول شركة EMTE SERVICE الإسبانية، التي أشرفت على عمليات تصميمها وبنائها سنة 1966 إلى جانب شركة OFICINA TÈCNICA BUIGAS وANGLO التي لم يعد لها وجود في الوقت الحالي، إن هذه النافورة لها مميزات خاصة، ويمكن إعادة إحيائها كما جرى ذلك في كل من برشلونة ومليلية والعديد من المدن في مختلف دول العالم.

أسف الإسبان

شركة EMTE SERVICE الإسبانية، التي عبر مسؤولوها عن أسفهم لسماعهم خبر استعداد المسؤولين في الدار البيضاء للإجهاز على النافورة نهائيا وتعويضها بأخرى "جافة"، قالوا: "هذه النافورة لم تعد متداولة، ولكن الأساس المتكون من البناء والأنابيب ونوافذ الإضاءة وصناديق مكبرات الصوت... يمكن أن يشكل أرضية لإعادة بناء عامة لتأهيل النافورة الحالية بتقنيات حديثة. وقد قمنا بالعملية نفسها في ما يخص نافورات أخرى من العهد نفسه بكل من برشلونة، مليلية وسالو".




المسؤولون الإسبان أكدوا أيضا أن النافورة تتوفر على قبو يحتوي على نظام متكامل لضخ المياه، ونظام موسيقي فريد من نوعه، وصور ذات قيمة تاريخية كبرى بالنسبة لمدينة الدار البيضاء، خاصة بكل مراحل ما قبل وأثناء وما بعد إنشاء هذه النافورة التي أصبحت إحدى المعالم المميزة للعاصمة الاقتصادية للمغرب لعقود.

__________________
الـراحـة الـنـفـسـيـة تـبـدأ عـنـد كـاونـتـرات الـجـوازات