"أولاد الفشوش" يتناسلون .. سلوكات مستفزة وفوارق طبقية
هسبريس - أمال كنين
باتت الحوادث التي يتسبب فيها من يتم وصفهم بـ"أولاد الفشوش" تتكرر، إذ سبقت حادثة حمزة الدرهم حوادث أخرى؛ منها قضية دهس ابن مسؤول قضائي كان في حالة سكر طافح لطالب في الرباط، لقي مصرعه قبل أيام؛ ناهيك عن دهس فتاة لشرطية، ثم قضية ابن الوزير السابق خالد الناصري؛ ما جعل بعض علماء الاجتماع يصنفون هذه السلوكات في إطار "الظاهرة الاجتماعية".
وينتقد متتبعون التدخلات التي تكون عبر الهاتف من أجل حماية "أولاد الفشوش" رغم ارتكابهم أخطاء وجنايات أحيانا، ما يجعلهم أشخاصا "فوق القانون"، حسب البعض؛ فيما يؤكد علماء النفس أن سلوكياتهم مرتبطة بعوامل عدة.
هشام العفو، الاستشاري والباحث في علم النفس المرضي والعلوم العصبية، يرى أن قضية "أبناء الفشوش" تحولت إلى ظاهرة مجتمعية ولم تبق مجرد سلوكيات أفراد، قائلا: "السلوكيات يمكن أن تكون مترابطة ومرتبطة بدافع، إلا أنها حينما تحتمي وراء نسق وأرضية تتحول إلى ظاهرة".
ويؤكد العفو، في تصريح لهسبريس، أن الأمر أصبح بمثابة "ظاهرة مستفزة ترتبط بتربية مجتمعية وصراع طبقي مستمر منذ القدم، يتغذى من عدة نقاط، أبرزها تعمق هامش الفقر وارتفاع مستويات الغنى لدى طبقة أخرى".
ويفيد المتحدث ذاته بأن الظاهرة مبنية على ثلاثة مستويات، الأول أنتربولوجي واجتماعي، قائلا إن "من باتوا يعرفون بـ"أولاد الفشوش" يعيشون نمط عيش غير مستقر، ويتميزون بسلوك ينبني على تصور أنهم ضمن طبقة عالية بالمجتمع ويحتقرون الباقي؛ فيما البيئة التي ينتمون إليها تجعلهم يفترضون أنه لا يمكنهم العيش مع باقي الفئات"، مضيفا: "وبالتالي يرون أنه لا يمكن أن يكونوا في طور سياقة سياراتهم وتقف أنت بجانبهم، كما لا يمكن أن يوقفهم الشرطي أو أن يطالبهم بشيء".
ثاني المستويات التي جاء الباحث على ذكرها تلك المتعلقة بالجانب النفسي، قائلا إن "أغلب هؤلاء الشباب يعيشون مشاكل وصراعات نفسية تتجسد من خلال سلوكاتهم العنيفة أو الشاذة والمنحرفة، الناتجة عن تباين المستوى العائلي وانفصالهم عن الواقع، بحكم أنهم أبناء طبقة راقية؛ وهو ما يولد هوة كبيرة بينهم وبين الواقع، وبالتالي لا يكونون قريبين من المجتمع ولا من أبائهم".
ويفيد العفو بأن هؤلاء "ينزعون إلى تعاطي المخدرات، التي غالبا ما تكون راقية؛ وهو ما يجعلهم يعيشون نوعا من الرهاب الاجتماعي ونوعا من تبخيس الذات والآخرين".
آخر المستويات التي تحدث عنها الخبير هي المستوى القانوني قائلا إن "هناك تساهلا كبيرا معهم وحماية لهم، كما أن آباءهم لا يتدخلون إلا حين وقوع مشكل فقط اعتبارا لاسم العائلة ونفوذهم"، وزاد: "أول شيء يقومون به هو التدخل لحماية الابن سواء كان ظالما أو مخطئا".
من جانبه يرى علي الشعباني، الخبير في علم الاجتماع، أن ما بات يتكرر من حوادث يتسبب فيها "أولاد الفشوش" ليست بالغريبة عن هؤلاء، محذرا من حدوث أمور أخطر في القادم من أيام.
ويعتبر الشعباني، في تصريح لهسبريس، أن سبب تكرر هذه الحوادث راجع بشكل أساسي إلى "غياب القانون وسلطة النفوذ والمال التي تحور كل شيء وتسبق المتهمين إلى مخافر الشرطة والمحاكم"، متسائلا: "هؤلاء حينما يجدون السلطة التي تحميهم فلم لا يكررون أفعالهم هنا أو هناك؟".
■ يبدو ان الظاهره هذه ليست حكرا على المغرب وانما على العرب جميعا فالواسطة فوق القانون وقلي ابن من تكون اقل لك من انت