فضيحة ... لص يتجول بسيارة الأمن
درك البيضاء أوقفه عائدا من السوالم والمتهم سرقها من أمام مقر أمن الفداء

تحركت الهواتف بين مسؤولي الدرك والأمن بالبيضاء، إثر إيقاف شخص، في سد قضائي على متن سيارة أمن من نوع «بارتنير» عليها رموز مديرية الأمن الوطني وتحمل منبه الإنذار.

وحسب مصادر متطابقة، فإن مسؤولي الأمن لم يبلغوا بسرقة سيارة، إلى أن جاءتهم الأخبار، حوالي الحادية عشرة من ليلة أول أمس (الخميس)، بعد إيقاف شخص في حاجز للدرك الملكي، بعد الشك في أمره، خصوصا أنه جرت العادة، حسب العمل الإداري، أن يكون على متن سيارات المصلحة، خارج المدار الحضري، شخصان على الأقل.

وعند إيقاف المشكوك في أمره ومحاولة استفساره، ضغط على دواسة السرعة وفر من المكان، ما دفع إلى مطاردته إلى أن توقف عند محطة الأداء النسيم، لتتم محاصرته وإلقاء القبض عليه.

وبينما نقل المتهم إلى مقر الدرك الملكي 2 مارس للبحث معه، تبين أن مقر المنطقة الأمنية الفداء مرس السلطان الذي سرقت منه السيارة، لم يكن مسؤولوه على علم بالواقعة، ولم يبلغوا باختفاء السيارة.

وحسب التصريحات التي أدلى بها المتهم، فإنه كان مارا بالقرب من مقر الأمن سالف الذكر، أثار انتباهه وجود مفاتيح تشغيل السيارة في مكانها فلف حولها مرتين دون أن يثير انتباه أي احد ليفتح الباب ويركب ثم ينطلق مغادرا المكان. وتوجه عبر مختلف الطرق دون أن يوقفه أحد قبل أن يتوجه إلى السوالم التابعة لنفوذ برشيد، حيث قام بجولة هناك، قبل أن يعود أدراجه عبر الطريق السيار، بعد أن عن له التوجه نحو مراكش، لكن محاصرته قبل مطاردته من قبل الدرك، عجلت بوقوعه في قبضة الدرك بمحطة الأداء.

وحاول المتهم في البداية إيهام رجال الدرك بأنه كان في مهمة، وعندما طلبوا منه الترخيص بمغادرة النفوذ الترابي، استمهلهم قبل أن يفر من المكان. وحسب معلومات استقتها «الصباح» من مصادر متطابقة فإن سيارة الأمن الوطني، ظلت في عهدة الموقوف لأزيد من ساعتين، إذ سرقها في حوالي الساعة التاسعة ليلا، وأوقف في حوالي الحادية عشرة ليلا وبضع دقائق.

وكشفت المصادر أن ولاية الأمن تباشر تحقيقات داخلية للوصول إلى ظروف وملابسات الواقعة، وكيف تمكن المعني بالأمر من سرقة السيارة والهروب بها ومغادرة المدار الحضري وإيقافه من قبل الدرك الملكي في محطة الأداء بالطريق السيار البيضاء الجديدة.

ومن المقرر، حسب المصادر ذاتها، أن تحل لجنة خاصة بمقر المنطقة الأمنية الفداء لإعداد تقرير بعد الاستماع إلى المسؤولين عن هذه الفضيحة واتخاذ ما يترتب عن ذلك من قرارات إدارية وقانونية، لما للواقعة من دلالات على الإهمال والتقصير.

كما ظل الموقوف إلى حدود بعد ظهر أمس (الجمعة)، رهن الأبحاث التي تجرى معه بمقر درك 2 مارس، لمعرفة الدافع الحقيقي للسرقة وإن كان المتهم ارتكب جرائم بواسطة الناقلة، كما تبين أنه سليم القوى العقلية.
سليمان الزياني (سطات)
صحيفة الصباح 25 ابريل 2017

■ يجب الضرب بيد من حديد مع امثال هؤلاء فالتساهل يجر الى انفلات الأمن وضياع هيبة الدولة