
الجولة البانورامية في الديار المغربية ..مشاهدات وحكايا
[B]# البدايات#
الساعة الثانية فجر يوم السادس والعشرين من شهر رمضان لعام 1438 ...
كنت في ردهات مطار جدة سيئ الصيت كان المطار يعج بعشرات المعتمرين ...
بعد أن أنهيت الاجراءات المعتادة دخلت إلى الصالة الأخيرة كنت جائعا ومرهقا ؛ طفت الصالة لم أجد سوى ثلاثة محلات صغيرة تتنافس في السوء أدام الله النعمه ؛ استقر الامر على كوب اسبريسو وقطعة حلوى ؛ بدأت مؤشرات النشاط والطاقة تعاود الارتفاع من جديد ...
تذكرت أننا في ليالي العشر الأواخر توجهت للوضوء وبعدها للمصلى الصغير وصليت ماشاء الله أن أصلي ثم ختمت صلاتي بالوتر والدعاء وطلب الله الحفظ لي في سفري ولمن خلفي من أهلي ؛ ثم عدت مرة أخرى للصالة لانتظار موعد الصعود للطائرة ....
كان الموعد المقرر للصعود هو الرابعة فجرا إلا أنه أعلن أن الاقلاع سيتأخر ساعة ... ماهي إلا لحظات حتى صدح أذان الفجر في جنبات المطار توجهت مرة أخرى للمصلى وأديت صلاة الفجر ثم عدت للصالة وماهي إلا لحظات حتى فتحت البوابة للصعود للطائرة ...
كان من الواضح أن الطائرة ستمتليء عن بكرة ابيها فنحن في رمضان وهو موسم للعمرة ... كان مقعدي 51 بجوار النافذه على مقربة الجناح .. بقيت أنتظر متفائلا أن يكون بجواري من أستطيع الحديث معه وتقطيع الوقت لهذا السفر البعيد المدى ... وبينما أراقب المشهد ... قدمت نحوي سيدة وبيدها ابنها ذو العشر سنوات تقريبا ...
أجلست السيده ابنها إلى جواري وجلست بجواره بادرت لمصافحت الفتى لعقد صداقه كانت علامات الذكاء تلوح في عينيه .... كنت أتذكر ابني محمد فهو في نفس السن تقريبا ...
بدأ الكابتن الترحيب معلنا انطلاق الطائرة ...بدأت الطائرة تتهادى على المدرج ثم بعد مضيها لفتره وقفت تنتظر ساعة الصفر ليطلق الكابتن طائرته بكل قوة لتدوي محركاتها وتحلق في سماء جده متوجهة صوب البحر الأحمر قاصدة القارة السمراء ...
دخلت في نوبة من ذكر الله وتسبيحه وأنا أتأمل من نافذة الطائرة البحر وضخامته وهيبته ورهبته ... أخذتني الأافكار يمنة ويسرة فهي زيارتي الأولى للمغرب ... وقد جبت كثيرا من بلدان العالم ولم أكن أعير المغرب اهتماما كبيرا لظني أن هناك مبالغات في بعض مايروى ...وأنا في غمرة أفكاري ...
يد تربت على كتفي برفق !
صبحك الله بالخير .
أنا : صبحك الله بالنور
التفت إليه كان رجل خمسيني وقور المظهر يبدو أنه لأول مرة يركب الطائرة ...
سألني كيف يفتح الشاشة التي أمامه ... أخبرته بالطريقة .
لكن يبدو أنه كان سيء الحظ فإلى جواره عجوزين بلغا من الكبر عتيا وهما نائمتين ورأيت في عينيه رغبة مشابهة لمن يؤنسه بالحديث ...
عدت مرة أخرى إلى صاحبي الطفل إلا أنه أدار لي ظهره ورمى رأسه في حظن أمه وألقى بطرف رجليه جهتي بكل ( ميانه ) ... قلت يبدو أنه لا أنيس أخرجت هاتفي لأقرأ في بعض الكتب المحملة على الجوال ...
قررت الفطر اتباعا لهدي سيدي رسول الله في السفر قدموا لنا شاي وكيك وكروسان لمن أراد الفطر ...
أكلت القليل ...ثم عدت مرة أخرى لكتبي لأقرأ أحسست بنعاس ... اسلمت عيني للنوم ولم انتبه ه إلا على صوت صديقي الصغير يقول : عمو عمو وصلنا ...
قلت الحمد لله كثيرا
طالعت من النافذة كان الجو مشمسا ...
دخلنا المطار لم يكن هناك كثير ازدحام لكن كان هناك بطء رهيب من قبل موظفي الجوازات المنعوتين بكل سوء .. كنت للتو نائما ومتعبا من السفر يعني الاخلاق وسط ... وصلت عند موظف الجوازات نظر ألي بابتسامة ماكرة توحي بطلب النقود إلا أنني بادلته بابتسامة صفراء باهته ووجه عبوس ... ثم اشحت بوجهي إشاحة المغضب من هذه الاساليب المستفزة ... وماهي إلا لحظات من التطنيش واللامبالة حتى سمعت دوي الختم الحديدي وكأن موظف الجوازات يفرغ غضبه فيه ...أخذت جوازي وانطلقت للعفش لم أتأخر كثيرا ومنها للجمارك وأيضا لم أتأخر ... خرجت من المطار تنفست الصعداء ... اتفقت مع صاحب تاكسي وانطلق بي نحو الدار البيضاء ...
بدأت استكشف المغرب ...
وتطوف كل الحكايا ...
من هنا كانت كتائب المسلمين تنطلق نحو اسبانيا وفرنسا ؛ كأني أسمع صهيل خيولهم ، كأني أرى عمائمهم وثيابهم ، كأني أرى غرة وجوه الفاتحين ...
كأني أشم عبق العزه العتيق وهواء المجد التليد ...
أخذتني الافكار نحو الحقبة المظلة حقبة الاستعمار الفرنسي والاسباني ... والاول كان أشد وأسوأ
كم قتلوا ؟
كم عربدوا ؟
كم نهبوا وسلبوا ؟
كم ... وكم ... وكم ....
كان في قلبي مشاعر اسى لأخوان لنا ذاقوا ويلات الظلم ومحاولات المسخ من لغتهم ودينهم وثوابتهم ...
قطع أفكاري صوت سائق التاكسي العجوز وهو يسارقني النظر عبر مرآة سيارته حيث أقبع في الخلف ...
يا سيدي وين ساكن ...
قلت في عين الذئاب ...
قال : مرحبا بيك في المغرب
وصلت الفندق
دخلت غرفتي ... وبعد حمام بارد بدلت ملابسي وصليت الظهر والعصر جمعا وقصرا ...
ثم أويت إلى فراشي ذاكرا لله شاكرا له على الحفظ والسلامه ..
ّّ# إلى هنا أقف ؛ ثم أتابع معكم إ[/B]ن رغبتم فأنا رهن الإشاره ##