عرض مشاركة واحدة
أبو محمد ناصر
مزعوط مبتدء
المشاركات: 37
تاريخ التسجيل: Jun 2017
أبو محمد ناصر غير متواجد حالياً  
قديم 2017-07-07, 01:38 AM
 
المحطة الأولى / الدار البيضاء -المدينة الصاخبة التي لا تنام.

كان يومي الأول يوافق يوم السادس والعشرين من رمضان ليلة السابع والعشرين ؛ التقيت بصديق عزيز من المغرب كان يعمل في المملكة طلب مني القدوم لبيته إلا أنني رفضت رغبة مني بعدم الاثقال عليه لعلمي بظروفه لكني دعوته ليكون في ضيافتي لنفطر سويا في مطعم بسمان الذي يقع في آنفا ..
بعد الافطار .. توجهنا راجلين لاستكشاف عين الذئاب وصخبه وازدحامه الذي لا ينقطع كان الجو ليلا يميل للبرودة ونسائم المحيط وعبقه المميز يملأ المكان لم تكن العين تخطيء مناظر العابرين واختلاف مقاصدهم لم تكن تستهويني ألبته النزوات المؤقته مع دافع الشباب وطول الأمل وحب المتعه والخواء العاطفي الرهيب الذي أعيشه والذي يجعلني لقمة سائغة لأي صائد محترف ؛ لم أكن لأستسيغ متعة عارضة لجسد تتابع على الاستمتاع به العشرات وسيأتي بعدك مثلهم أي مشاعر في هذه النزوات ليست اللذه المشاعريه باكبر من اللذة الجسدية المحضة فهي تابعة لها لن أصدق أي كلمة حب أو غرام أو تصنع للغنج والدلال منها فهو تمثيل فقط الأمر مادي بحت خدمه مقابل المال لا أشعر أن هناك أي لذة صحيحة هي نزوة .. وبعد جولة مكثفة جلسنا في أحد المقاهي لتناول الاتاي ذو الطعم الفريد ..
فاصلة /
كورنيش عين الذئاب غاية الجمال والروعه إلا أنه عكر جماله المتسولين ومطاردتهم للسياح بشكل مستفز وبشكل يومي دون تدخل للأمن المنتشر بكثافة في تلك المنطقة ...
بعد الاتاي قال لي صاحبي ما رأيك نذهب نزور جامع محمد الخامس فهو معلم مهم لابد من زيارته ونصلي التروايح هناك قلت هيا بنا انطلقنا مع الطاكسي ذو اللون الاحمر وبعد أن أصبحنا نرى الجامع من بعيد اعترضنا مجموعة من العساكر وليسوا من الامن او الدرك فهم إما قوات خاصة أو من الجيش وكان يحملون البنادق بايديهم طلبوا من السائق الرجوع .. حاول السائق النقاش معهم إلا أن أحدهم انفعل بشدة وقام بالصراخ على السائق بل كاد أن يضربه ... قلنا للسائق لا مشكله سنكمل الطريق مشيا ..
ترجلنا ما شين وبدأنا في المشي كان هناك حواجز ومتاريس لمنع المشاة أيضا من التقدم نحو الجامع ...سألت صاحبي ما الامر؟ قال إن جلالة الملك سيصلي التراويح هنا اليوم لأنها ليلة القدر وهذه عادة سنوية لجلالته ... وقفنا ننتظر عبور الملك كان هناك عشرات الناس ينتظرون عبور الملك ..عبر الملك في سيارته من طراز نادر من المرسيدس كان واقفا يلوح للناس المصطفين على جنبات الطرق كان يرتدي ثوبا عرفت فيما بعد أنه يدعى الجلابة ذو لون يميل للصفرة ويعتمر قبعة حمراء اللون وأخذ الناس في الهتاف والنساء في الزغرايط وكان الملك يحي الجميع بكل تواضع ولطف واقفا في سيارته التي تشق طريقها وسط الحراسات المحدقه به من كل مكان بعد عبور الملك أدينا صلاتنا في هذا الجامع الذي هو نادرة من نوادر المعمار العالمي حيث احتوى على عشرات الزخارف الاندلسيه وغيرها وكسيت ممراته وفضاءاته بأجود أنواع الرخام وفرش بالسجاد المغربي اليدوي الفاخر وزينت جدرانه وسواريه وقببه آيات وأدعيه زادته بهاء وجمالا ليحاكي مساجد غرناطة وقرطبة في الأندلس المسلوب ...
بعد أن أدينا صلاتنا توجهنا إلى لمقابلة أحد الزملاء في العمل الموجود في المغرب وقد أعد لنا طعام السحور كان يسكن في المعاريف ذلك الحي الهاديء الجميل بعد السحور وجلسة سمر نقية كنقاء هواء المحيط رجعت أدراجي إلى فندقي للنوم وكذلك فعل صاحبي المغربي ..

استمرت أيامي بروتين مقارب إلى حد ما ...
غير أن صاحبي المغربي أصر على تناولي العشاء في بيتهم ولمست أنه سيغضب فأجبته لدعوته كان بيته متواضعا ولكنه كان ذو نفس كريمة سخية كما عرفته منذ سنوات جلست بحضرة والديه وأحد إخوانه كان لقاء أسريا دافئا قال لي والده أمنيتي في الحياة الحج وزيارة رسول الله لكن لقلة ذات اليد لم أستطع ثم انفجر باكيا اقتربت منه وقبلت راسه ويده وقلت لا تخف فالله يعلم نيتك وسيجازيك عليها وسأسعى لتحقيق أمنيتك إذا وصلت ابتسم ودموعه لم تجف بعد وفهمت من كلامه إنك إذا فعلت هذا لي فلن أستطيع أن أجازيك. قلت يكفيني دعوة منك ... ودعت صديقي وعائلته الجملية وقبل الرحيل كنت جهزت مبلغا من المال وضعته في يد صديقي إلا أنه رفض وبشده فحلفت عليه ووضعت المبلغ عنوة في جيبه واستدرت للرحيل ثم عدت مواجها له كان واقفا مكانه وعيناه قد اغرورقتا بالدموع عدت له وسألته لم هذه الدموع ؟ قال لا عليك ... وادعته مرة أخرى وعدت أدراجي إلى فندقي للنوم ...
زرت في كازا أيضا مروكو مول وهو وإن كان يعد الأكبر هناك إلا أنه ليس بضخامة المولات التي لدينا سواء في المملكة أو الامارات .... توقفت بعد جولة في ردهاته لشرب القهوة كنت منهمكا على جوالي لإرسال إيميل مهم لأجد من يتقدم لي ببطء وتردد... رفعت رأسي لأجد سيدة ربما كانت في االثلاثينات من العمر كانت تمتلك قامة طويلة رشيقة وتلبس لبسا أنيقا ممسكت إحدى يديها بالأخرى واضعة شنطتها الصغيرة على ساعدها بادرة بابتسامة...بادلتها بابتسامة متحفظة .. سألتني دون أن تلقي على التحية : من وين أخي ؟ قلت من الخليج ... قالت : ممكن أحكي معك ؟ قلت : بكل ترحاب تفضلي بالجلوس ... طلبت للسيدة قهوة إلا أنها رفضت وطلبت بدلا من ذلك عصير ... استمر الحديث مع السيدة وأخبرتني أنها عملت لفترة في المملكة وكذلك في فرنسا وأنها كونت حياتها وأصبح لديها شركة صغيرة في المغرب وتملك عدة منازل وسيارات وتعيش حياة رغيدة إلا أنها لم تتزوج لانشغالها بتكوين حياتها ... واستمر الحديث في مواضيع شتى تخللها عبارات رقيقة من السيدة نحوي تجاهلتها متظاهرا بالغباء وعدم معرفة المقصود... كانت السيدة تحاول أن تفهم عني الكثير إلا أنني كنت غامضا إلى حد ما ... لا أعلم ما السبب ! أنتهى اللقاء بأن طلبت مني السيدة أن أزورها في منزلها .. إلا أنني أعتذرت بلطف لضيق وقتي وقلت لها لعلني أجد متسع من الوقت في خط الرجعة لأزورك .. لكن بشرط أريد أن تطبخي لي أنتي أخذت تضحك وتقول أنها لا تعرف تطبخ لكن لديها طباخه ماهرة غير الخدم الآخرين ... قلت أما أنا فسنوات العزوبية جعلتني أجيد كل أعمال المنزل ... الحياة مدرسة أليست كذلك! سألتني بشكل مفاجيء : بشوف بعيونك حزن ؟ قلت مرتبكا : ربما من إرهاق السفر ... قالت : لا في شي ! قلت: ربما الوحدة والخواء العاطفي ...! قالت : من شو ؟ قلت : مررت بتجربة زوجية فاشلة انتهت بالانفصال منذ سنوات ربما أن هذا ما قرأتيه ...! لكن أحيانا يكون الألم طويل المدى والجرح أعمق من أن يندثر .... طلبت مني أن أشرح المزيد إلا أنني رفضت بشدة ..فلم تقليب المواجع وأنا أتيت لأنسى وأسلو... المهم ودعتني السيدة وودعتها ...
- زرت في كازا الحبوس بعبقها وتراثها التي تنقل إلى حقبة بعيدة من زمن جميل عاش المغرب وما جاوره ...
- زرت بعض المرافق الحكومية لاستطلاع بعض المعلومات لأجل بعض أعمالي الخاصة ..
لم يطل مكثي في كازا فلم يستهويني صخبها ولم يستهويني ذلك الخليط الغير متجانس في ساكنيها ولم أتناغم كثيرا مع عابري الأماكن ...
ربما كانت كازا لغزا محيرا لم أفهمه بعد ... ربما كان الاستمتاع بها كما وصفه أحدهم بقطرات العسل على حد السكين .. ربما وربما
لم تنشأ علاقة حب بيني وبين كازا ...كانت صداقة في أفضل الحالات .. لم أرى من مفاتنها ما يدعوني للتعلق بها ربما لكوني لازلت غرا بها وهي صعبة المنال شديدة المراس تحيط نفسها بهالة من الغموض والأسرار...


كنت أخطط للتوجه للرباط ؛ إلا أنه أستقر بي الرأي أن تكون الرباط في خط العودة وتكون وجهتي للشمال وتحديدا لطنجة ، وكان ذلك .
سبق أن أتفقت مع الأخ يوسف المعلن هنا في المنتدى على سيارة وفعلا وصلتني السيارة ظهر السبت في الفندق ؛ ركبت السيارة وبدأت أصارع كازا وزحمتها وتهور بعض سائقيها مع الحذر الشديد من المرور الذين ينتشرون في كل ناحية حتى يسر الله وخرجت وبدأت أسلك الطريق السريع أو ما يسمى لديهم السيار متوجها للشمال ...
#حتى هنا أتوقف واستكمل الحكايا والمشاهدات في محطتنا الثانية عروس الشمال طنجة #
رد مع اقتباس