عرض مشاركة واحدة
 الصورة الرمزية ابو عبدالله 1
ابو عبدالله 1
مراقب
المشاركات: 1,683
تاريخ التسجيل: May 2015
الدولة: فوق الارض و تحت الساء
ابو عبدالله 1 غير متواجد حالياً  
قديم 2017-08-05, 04:14 PM
 
قصيدة … قائلها … مناسبتها

قوم بنجد قد عهدناهم ******* سقاهم الله من النوّ

هذا البيت هو ليس مطلع لقصيدة و انما محاورة جميلة حصلت بين الاصمعي و اعرابي و كلنا يعلم من الاصمعي فقد قيل عنه انه مخزن اللغة و قيل عنه ايضا لولا الاصمعي لذهب ثلث اللغة و تعود احداث هذه القصة الطريفة التي حدثت مع عبد الملك بن قريب الأصمعى راوية العرب ومع أحد الأعراب الأقحاح الفصحاء الأذكياء
وللأصمعى قصص كثيرة مع الأعراب على منوال هذه القصة منثورة فى كتب الأدب


قال الأصمعى :دعانى بعض العرب الكرام إلى قرى الطعام فخرجت معه إلى البرية فأتو بباطنة بأذنين _يعنى إناء أو جرة لها أذنين _ وعليها السمن غارق فجلسنا للأكل
فإذا أعرابىّ ينسف الأرض نسفا حتى جلس من غير نداء فجعل يأكل والسمن يسيل على كراعه _ الكراع ما دون الركبة_ فقلت:
لأضحكن الحاضرين عليه فقلت:

كأنك أثلة فى أرض هش ****** أتاها وابل من بعد رش

فالتفت إلىّ بعين مبحلقة وقال لى :

الكلام أنثى والجواب ذكر وأنت:

كأنك بعرة فى إست كبش *** مدلاة وذاك الكبش يمشى

قال الاصمعي :

فقلت له هل تعرف من الشعر أو ترويه ؟
فقال كيف لا أقول الشعر وأنا أمه وأبوه ؟
فقلت له إن عندى قافية تحتاج إلى غطاء
فقال هات ما عندك
فغصت فى بحور الأشعار فما وجدت قافية أصعب من الواو الساكنة و المفتوح ما قبلها فقلت:

قوم بنجد قد عهدناهم ******* سقاهم الله من النوّ

قلت أتدرى النو ماذا؟ فقال:

نو تلألأ فى دجا ليلة ******* حالكة مظلمة لو

فقلت لو ماذا ؟فقال :

لو سار فيها فارس لأنثى (أو لانثنى الشك منى)
****** على بساط الأرض منطو

فقلت منطو ماذا ؟ فقال :

منطوى الكشح هضيم الحشا ** كالباز ينقض من الجو

فقلت الجو ماذا ؟ فقال :

جو السماء والريح تعلو به *** إشتم ريح الأرض فاعلو

فقلت فاعلو ماذا ؟ فقال :

فاعلو لما عيل من صبره ****** فصار نحو القوم ينعو

فقلت ينعو ماذا ؟ فقال :

ينعو رجالا للفنى شرعت **** كفيت ما لاقوا ما يلقوا

قال الأصمعى فعلمت أنه لا شىء بعد الفناء ولكن أردت أن أثقل عليه فقلت له ويلقوا ماذا ؟ فقال :

إن كنت لا تفهم ما قلته ****** فأنت عندى رجل بو

فقلت له بو ماذا ؟ فقال :

البو سلخ قد حشى جلده *** يا ألف قرنين تقوم عنى أو

فقلت أو ماذا ؟ فقال :

أو أضرب الرأس بصوانة ******* تقول فى ضربتها قو
( يعنى صوت الضربة)


قال الأصمعى : فخشيت أن أقول له قو ماذا ؟ فيضربنى


و هناك تكملة للقصة و على الرغم من تكملة القصة نفاها كثير من المؤرخين عن الاصمعي و انها لم ترد عنه و انما رواها الجاحظ في كتابه الحيوان عن اعرابي حل ضيفا على اعرابي و ايا كان مصدر القصة فقد وجدت بها لمسة دعابة و لا ضير من اوردها على سبيل الترويح عن النفس

و الذي اكمل القصة عن الاصمعي يقول

بعد انتهت المحاورة بين الاعرابي و الاصمعي رأى الاصمعي في الاعرابي ذكاء و فصاحة و سرعة بديهة لا مثيل لها فاحب ان يتعلم منه فقال له :


انت ضيفي الليله.

فقال البدوي : لا يأبى الكرامةَ إلا لئيم

فقلت لزوجتي إصنعي لنا دجاجه واحده ففعلت

فأتيتهُ بها وجئته انا وزوجتي وإبناي وإبنتاي وقلت له: فرق يا بدوي

فقال :الرأس للرأس واعطاني رأس الدجاجه, والولدان جناحان ,والبنتان لهما الرجلان والمرأه العَجُز,

وانا زائر لي الزّور وأكل الدجاجه ونحن ننظر إليه.

وفي الغد قلت لزوجتي إصنعي لنا خمس دجاجات, فلما اتيتهُ بها وقلت له قسم يابدوي.

قال : اتريد شفعا او وترا ؟

فقلت : إن الله وترٌ يحب الوترْ .

فقال البدوي : انت وزوجتك ودجاجه , وإبناك ودجاجه , وإبنتاك ودجاجه. وانا ودجاجتان.

فقلت له: اريد ان تقسم شفعا.

فقال البدوي : انت وولداك ودجاجه , وزوجتك وابنتاها ودجاجه , وانا وثلاثُ دجاجات ووالله لا احول عن هذه القسمه.

فقال الأصمعي : غلبني الأعرابي مرتين في الشعر وفي قسمة الدجاج..


منقول
__________________
لا تأسـفن لغـدر الـزمان لـطالمـا
رقـصـت عـلـى جـثـث الأســود كـلاب
لا تحسبن الكلاب تعلو برقصها
تظل الأسود أسود و الكلاب كلاب

التعديل الأخير تم بواسطة ابو عبدالله 1 ; 2017-08-05 الساعة 08:24 PM
رد مع اقتباس