ما هو اهجى بيت و امدح بيت و ارق او اغزل بيت قيل في الاسلام ؟

كان النقاد على مر العصور يتحدثون بذلك و هو ما هو اهجى بيت قالته العرب ؟
و منهم من يحدد عصر من العصور فيقول ما اهجى بيت قاله الشعراء في الجاهلية او في الاسلام ؟

و قد حدثت قصة جميلة في العصر الاموي في مجلس الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان بهذا الخصوص و ابطالها هم اعرابي من بني عذرة و الشعراء جرير و الفرزدق و الاخطل و قد كان هؤلاء الثلاثة هم اشهر الشعراء في ذلك العصر

و القصة هي انه قيل : دخل رجل من بنى عذرة على عبد الملك بن مروان يمتدحه بقصيدة وعنده الشعراء الثلاثة جرير والفرزدق والاخطل فلم يعرفهم الأعرابي و كان الخلفاء يحبون ان يقربوا اهل البادية لما يتمتعون به من فطرة سليمة و فصاحة بالغة

فقال عبد الملك للأعرابي : هل تعرف اهجي بيت قالته العرب في الإسلام ؟
قال : نعم قول جرير :
فغض الطرف انك من نمير .... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
و صدق الاعربي فهذا البيت فيه هجاء شديد اللهجة و بسببه فقد خسف به جرير تاريخ قبيلة باكملها

فقال الخليفة : أحسنت فهل تعرف امدح بيت قيل في الإسلام ؟
قال : نعم قول جرير فيك يا امير المؤمنين :
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح
و ايضا صدق الاعرابي هذا البيت فيه من الجمال انه عندما القاه جرير للمرة الاولى على الخليفة عبدالملك بن مروان انه كان متكأ و عندما سمعه طرب طربا شديدا و جلس و قال بلى نحن كذلك و ما زلنا كذلك

فقال : أصبت وأحسنت فهل تعرف ارق بيت قيل في الإسلام ؟
قال : نعم قول جرير
آن العيون التي في طرفها حور ...
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ...
وهن اضعف خلق الله إنسانا

فقال : احسنت فهل تعرف جريرا ؟
قال : لا والله وإني إلى رؤيته لمشتاق
قال : فهذا جرير وهذا الفرزدق وهذا الاخطل

فانشأ الأعرابي يقول :
فحيا الإله آبا حرزة ... وأرغم انفك يا أخطل
وجد الفرزدق اتعس بـه ... ورق خياشيمه الجندل

فغضب الفرزدق من قوله و انشأ يقول :

بل أرغم الله آنفا آنت حامله ... يا ذا الخنا ومقال الزور والخطل
ما أنت بالحكم الترضي حكومته ... ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

و ايضا الاخطل انشأ يقول :

ياشر من حملت ساق على قدم ... ما مثل قولك في الأقوام يحتمل
آن الحكومة ليست في أبيك ولا ... في معشر أنت منهم انهم سفل

فقام جرير مغضبا وقال دفاعا عن الاعرابي و هجاء للفرزدق و الاخطل :

أتشتمان سفاها خيركم حسبا ... ففيكم والهي الزور والخطل
شتمتماه على رفعي ووضعكما ... لا زلتما في سفال آيها السفل

ثم وثب جرير فقبل راس الأعرابي وقال : يا أمير المؤمنين جائزتي له وكانت خمسة آلاف .
فقال عبد الملك : وله مثلها من مالي .
فقبض الأعرابي ذلك كله وخرج .

منقول

__________________
لا تأسـفن لغـدر الـزمان لـطالمـا
رقـصـت عـلـى جـثـث الأســود كـلاب
لا تحسبن الكلاب تعلو برقصها
تظل الأسود أسود و الكلاب كلاب