عرض مشاركة واحدة
الحزام الأسود
قبضة الكوبرا
المشاركات: 447
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: بلاد الحرمين
الحزام الأسود غير متواجد حالياً  
قديم 2011-08-21, 03:53 AM
 
رد: رحلتي المثيرة في ربوع المغرب (كازا-المحمدية-طنجة-فاس-مراكش-أغادير))

الحلقة الثانية عشرة والأخيرة

كان هذا اليوم هو اليوم السابق لميعاد السفر والرجوع الى السعودية، قررت أن أقضيها في ساحة الفناء وشراء بعض الهدايا للأهل، إستيقظت في الصباح الباكر وذهبت الى ساحة الفناء، وعندما وصلت الى الساحة كنت أنظر الى السحرة والمشعوذين وقارئي البخت والعرافين وأنا مذهول من الكم الكائن منهم في ساحة الفناء، وعند مروري من أحدهم بادرني بالسلام ومد يده الي ، فرددت عليه السلام وأمسك بيدي، فقال لي من أين أنت؟ فقلت له من بلاد الحرمين، فقال لي وأنا احاول سحب يدي من يده أنت فيك عين، فقلت له كيف عرفت و ما هذا الذي تقوله؟ قال لي إن السحر موجود وحقيقي، فقلت له نعم صحيح، فقال لي إن العين حق ومذكورة في القرآن، فقلت له صحيح، فقال لي: إذا ما الذي تهابه مني، فقلت له أنا لا أهابك، فقال لي إقترب، فقلت له لا تحاول خداعي، فقال لي أنا لا أحاول خداعك، أنا أريد أن أرقيك من العين، فقلت بالطلاسم والأحراز الموجودة أمامك، فقال لي دعك منها، فقلت له إتق الله ولا تفتري على الله الكذب، إنت تعرف أنك تخدع الناس وليس لك سلطان الا الخوف الذي تزرعه في قلوبهم، ثم تركته وإنصرفت، وتلاحظون صورة هذا الساحر من ظهره ويلبس جلباب مخطط في الصورة الأولى وتلاحظون صور السحرة والعرافين في الصور التالية.







وهنا أريد أن انبه الأعضاء الكرام أنه مهما كانت قوة إرتباط هؤلاء بالشياطين وكلامهم بإسم الدين فهم على ضلالة وليس لهم طريق الا على من إنغمس في المعاصي وإبتعد عن دين الله وكانت صلته بالله ضعيفة.

إنصرفت عنه ودخلت الى السوق، وفي خلال تجوالي في الحواري، وجدت شيخاً كبيراً في السن، وانا من عادتي أن أقف عند كبار السن وأتجاذب أطراف الحديث معهم، فوقفت عنده وتكلمت معه وكان من أهالي مراكش العريقين وكان عمره فوق الثمانين سنة، وأخذ يريني صوره التي تم أخذها معه من قبل الأوروبيين، وكيف أن صوره تم نشرها في المجلات الأوروبية، ووقتها تذكرت والدي رحمه الله وبدأت الدموع تنهال على وجنتي، وسألني عن الخبر فأخبرته بوفاة والدي وطلبت منه الدعاء له، فأخذ يدعوا له، وبدأ يوصيني بوالدي والدعاء له وأوصاني بوالدتي خيراً، وبدأ ينصحني بأن أنتبه الى نفسي وأن لا انخدع من بنات وأولاد الحرام، فيالروعة أهل المغرب، ثم إستأذنته وإنصرفت، ولولا خصوصية الصورة التي أخذتها لهذا الشيخ كنت أرفقتها في هذا التقرير.

بدأت السير في الحواري ووجدت في خلال تجوالي الكثير من الباعة يرتلون كتاب الله، وفي خلال سيري وجدت صوت ندي يرتل ترتيلاً عذباً لبعض آيات الله، فتوقفت عنده وكان شاب ملتحي ينبع النور من قسمات وجهه يحاول ان يراجع ما حفظه من كتاب الله، إستأذنته وتعرفت عليه وكان إسمه عبدالكريم، وبدأنا نتكلم في ما يقرب ساعة أو أكثر، وعرفت عنه أنه حج بيت الله ثلاث أو أربع مرات مع والدته طاعة لها، أكبرت هذا الرجل وأحببته من كل قلبي لطاعته ورضاه بوالدته، ووالله يا أخوان أحبني كما أحببته وسألني هل أنت متزوج، فأخبرته نعم وعندي أولاد، فقد أحب أن يزوجني، الله ما أحلى وأروع تلك اللحظات، فأردت أن أستأذن منه وأغادر فأبى علي إلا أن يعطيني هدية من عنده وكانت عبارة عن ماعون من الفخار مكتوب عليه كلام جميل جداً، وعرفني على صديقه حسن وهو جاره في المحل المقابل ولقد أهداني أيضاً هديه مثله، فما أكرمهم وما أروعهم من شعب، طلبت منه أن أخذ لهم صورة، فتردد أخي عبد الكريم ثم وافق، فقال لي حسن أنه صديق عبد الكريم منذ عشرين سنه وكان يطلب منه دائماً صوره للذكرى ولكنه كان يعتذر منه بلطف، ويشاء الله العلي القدير أن آتي من بلاد الحرمين لآخذ صور تذكارية لنا ونحن مجتمعين في هذا المكان، وأدعوا الله أن يجمعنا جميعاً تحت مستقر رحمته وتحت لواء نبيه، آمين يارب.

سلمت عليهم وبدأت رحلة البحث عن الهدايا، وذهبت الى محلات الملابس النسائية، وسألت عن التقشيطات المغربية، وكانت تتراوح الجيدة منها من 400 درهم الى ما شاء الله، وكنت عندما أسأل في البداية عن التقشيطة يخبرني صاحب المحل بسعر هائل ثم ينزل بالسعر نزولاً غريباً فمثلاً بأنها 1200 درهم ثم ينزل بالسعر الى 700 درهم، لذا ارجوا من الأعضاء الكرام الحذر ولا يشتروا أي شيء الا بعد التأكد منه، لعدم إنخداعهم في السعر في البداية ثم لأنك إذا إشتريت أي شيء فمن الصعب أن تسترجع النقود.

كما أني إشتريت بعض الهدايا من الأشياء التقليدية المشهورة في المغرب كهدايا تذكارية وكانت بأسعار جيدة ومعقولة.


























مضى ذلك اليوم في تجهيز الحقائب ثم النوم وذلك استعداداً لرحلة العودة في اليوم التالي.

إستيقظت في الصباح وخرجت وأفطرت في أحد المقاهي مسمن وعصير برتقال وكان الحساب 35 درهم ثم رجعت وقد تجهز وقتها صديقي ليوصلني الى محطة القطار، وكان هناك قطار يتحرك كل ساعتين وقررت أن أذهب في قطار الساعة الواحدة مساءاً نظراً لتوافقه مع ساعة إقلاع رحلتي من مطار كازابلانكا ،وأخذت تذكرة الى محطة لوازيس بـ 160 درهم، ثم من محطة لوازيس الى المطار بـ 40 درهم إن لم تخني الذاكرة، ثم وصلت المطار ومن ثم كنت قد صرفت آخر درهم عندي، وعند المغادرة سالني مسؤول الجوازات عن العملة المغربية وقلت له إن وجدت شيء فهو حلال لك، وبعد ختم الجواز، كان عندي بعض النقود السعوديه و التي إشتريت بعض الاكسسوارات من السوق الحرة من الهدايا التذكارية المغربية، بالاضافة الى بعض الهدايا التي تباع في الطائرة، وهنا إنتهت رحلتي المثيرة.

تم بحمد الله:Abu Ahmed (246):


























__________________
كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل
الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان،
عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف
ستر الله عنه

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 6069 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]