كلام الطبيب لم يطمئن فهناك انسداد ب شرايين القلب و تحتاج لعمليـه و نسبـة نجاحها بحكم عمره اقل من مثيلاتها لمن هم اقل رغم سهولـه اجراءها و لكن قد يكون الضغط و السكر و ضيق التنفس هي المشكلـه الاكبر اثناء البنـج
اتصال من هـدى على هاتف اخيها يونس تسئل عن عدم وجود احد في المنزل و الذي اخبرها بدوره بتواجـدهم في المستشفى و ان لا تقلق و سيعودون قريباً ..
كانت هـدى هي الملكـه داخل المنزل فهي الاخت الصغرى و اخر العنقـود بين اخوتها الاولاد من ام و اب واحـد .. انتظرنا بعض الاجراءت و التقرير النهائي لحالـة العم لتتواجـد هـدى التي استغربت من تواجـدي ..
لم تكف عن البكاء و هي ترى ابيها بتلك الحالـه .. تناسيت كل ما حدث و اصبحت اواسيها و اخفف عنها و اذكرها بأن الله ارحم به منها و ان تكثف من الدعاء لـه ..
خرجنا من المستشفى و توجهنا للمنزل لاطلب من يونس ان يصعد معي و توجهنا لشراء العشاء فحالتهم لا تسمح لهم بالتجهيز و حتى الاكل .. ارسلت رساله جماعيه لكل من تروبيكانا و سوسن مع صوره اخذتها و نحن داخل المستشفى و اني مع احـد معارفي و اني لن آتي حتى اطمئن عليه و اقفلت الهاتف .. كان الجـو حزين و بذلت كل جهدي لأطفي بعض الأمل و الابتسامـه الى ان حانت ساعـة الرحيل و اخبرتهم اني ساكون موجـود قبل الموعـد غـداً ودعتهم و غادرت ..
فتحت هاتفي و وجدت رسائل من تروبيكانا و سوسن و بعض المكالمات بالرسائل اتصلت عليهم كانت سوسن في دار خالتها و تروبيكانا بالشقـه في غايـة القلق .. طمئنتها و اخبرتها اني بالطريق ليأتي اتصال بعـدها من هـدى ...
انا : اهلين
هدى : اعتذر عن كل شئ صدر مني
انا : لا شئ حالياً اهم من صحة الوالد
هدى : لم اعتقـد اني اجـدك في كازا
انا : الامور المهمه لا تحتمل التأجيـل
هـدى : لا املك ما اقوله لك .. سوا شكراً و من قلبي
انا : الامر بسيط و نحن اسره واحـده
هـدى : انتبه لطريق و نكمل حديثنا غـداً
انا : اوك
وصلت لشقـه و اخبرت تروبيكانا بما حـدث لم اخبرها بكل شي فإنا اتحدث عن العم والد هـدى و هي تعتقـد اني اتحـدث عن احـد المعارف في سفرة تعرفي بها ...
جهزت الاتاي بنفسي هذه المره و سألتها عن احداثها مع سوسن و بنت خالتها و اخبرتني ان كل شئ بخير
تروبيكانا : غريب انت اليوم
انا : ليـه
تروبيكانا : لم تلاحظ شئ
انا : مثل ماذا
تروبيكانا : اخبرتك انك لست على طبيعتك
انا : اعذريني من الارهاق
تروبيكانا : تاخر الوقت سوف اذهب لنوم
انا : س أبقى قليـلاً و من ثم انام
اكملت الاتاي و انا ادعو الله بشفاء العم و الا يحرمـه من ابناءه و لا يحرمهم منه ..
استيقظت بعدها على المنبـه و ايقظت تروبيكانا التي ما ان انتهت حتى اعـدت القهوه .. سألتني عن جدولي لليوم اخبرتها اننا سوف نخرج لتناول الافطار و بعدها ساتوجـه لامر طاري و لا اعلم متى اعـود .. ف اخبرتني ان انزلها بعـد الافطار لمنزلها و اتصل عليها بعـد ان انتهي ..
قضينا وقت ممتع ما كان يعكره هو حالـة العم و نسيت كل ما كنت ارغب بمناقشتـه مع هـدى فالوضع ابـداً لا يسمـح ..
انهينا الافطار و شربنـا الاتاي لاتوجـه لبيت العم و اتصلت على هـدى بالطريق ...
انا : صباح الخيـر
هـدى : اهلين صباح النور
انا : جاي بالطريـق
هـدى : مرحباً بيك
انا : اجيب شئ معاي
هـدى : لا مشكور
اكملت الطريق بالمنزل لم يتناول احـد افطاره ...
انا : الوالـده
ام هـدى : نعم ولدي
انا : هـدى ما تعرف تعمل فطور
ام هـدى : تعرف ( و هي تضحك )
هـدى : الان اعملـه
انا : ياليت على السريـع
تم تجهيز الطاولـه بالافطار المغربي مع ترمس قهوه و اخـر حليب .. طلبت من هـدى ان تذهب معي و نحضر والدها و اخبروني انـه لا يرغب بالافطار و الحيت عليها بأن نذهب و نحضره و تجمعنا على الافطار ..
انا : اذا ما اكلت ما راح اكل
العم : ما راح ارفض لك طلب
فوزي : غيره ترفض طلبـه و هو لا
العم : اي ما راح ارفض طلبـه
كانت عينا هـدى غارقـه بدموعها على حالـة ابيها فهي تحبـه اكثر من حبها للبقيـه و كانت تقاوم خروجها .. لاخـذ قطعه من المسمن و اضع عليها قليل من الزبـده البلدي و اطعمتها للعم
و حاولت اطعامـه و بالجهه الاخرى كانت هـدى تعطيـه رشفات من الحليب مع القهوه
العم : ليش ما تاكل انت
انا : لا تخاف عليا بعـد ما اتطمن على اكلك راح اكل الباقي كلـه
ام هـدى : دعني اطعمـه و اكمل انت افطارك
انا : لا تحرموني من شئ احبـه
ليمسك العم يـدي و يقبلها .. حينها لم اتمالك نفسي و دمعت عيناي لا شعورياً
حاولت تمالك نفسي فـلا مجال لضعف فضعفي قـد يكون سبب انهيار لاحـد ابناءه و للوالـده .. كبحت جماح مشاعري و حاولت ان اجعل الابتسامـه تطغي على الموقف
انا : بس تقوم بالسلامـه لك مفاجئـه عندي
العم : و ما هي
انا : ما ينفـع اقول امام الوالـده
العم : 43 سنـه لم اخبي عنها شئ
انا : هذا غير عن الباقي
ام هـدى : حشومه اولدي تقويـه عليا
فوزي : واضح بتخسر حب الوالده
ام هـدى : قول يا ولدي
انا : بشوف له عروس لا يزيـد عمرها عن 25 عام
ام هـدى : تتكلم جـد
انا : اي ( و اشرت لها بتعابير وجهي لا )
العم : ما راح افكر بعد ام رشيـد
انا : يا عيني على الحب
قرب موعـد الطبيب و توجهنا للمستشفى و كان كلام الطبيب الاخر يشبـه الاول و خيرهم ان عمل القسطره امر ينبغي ان يقرروه هم خلال الايام القادمـه ..
عدنا بعدها للمنزل و ذهب العم غرفتـه ليرتاح و جلسنا البقيـه لشرب الاتاي الى ان تعـذرت بالخروج لاشعال سيجاره طلبو مني ان اشعلها و لكن اخبرتهم احتراماً للعم و الوالـده .. لاخرج في بهو المنزل و صار ما تمنيت و لحقت بي هـدى بكوب اتاي ..
انا : كويس انك جيتي
هـدى : فوزي همس لي بان اتبعك
انا : فديت فوزي
هـدى : و ماما كمان
انا : خذي هـذا الظرف و لا تفتحيـه الا بعـد ذهابي
هـدى : ايش فيـه
انا : بعـد ما اروح تعرفي
هـدى : ما راح تتغدى معانا
انا : بخليكم ترتاحو و ارجع وقت ثاني
هـدى : نام مع فوزي و يونس باقي شوي و يجي من الخدمه
انا : ارجع وقت ثاني اكيـد
اخبرت هـدى امها مقراري التي اصرت على الاقل بتناول الغـداء معهم و انهم ينتظروني بالمساء