استأذن فوزي و غادر مع يونس بينما دخلت المطبخ لاعداد شئ ساخن لشربـه .. حين لم يستيقظ الا والده هـدى
التي تبعتني للمطبخ و اصر كل منا ان يرتاح الاخر لنقرر بعدها مشاركة بعضنا باعداد القهوه و الشاي بعد ان اخبرتني ان ابنائها ذهبو لاحضار الفطار ..
انتهت الليلـه و انتهى اليوم بعد تناول وجبـة الغداء لنغادر الفيـلا .. و كان من واجبي ان اوصل بعضهم لمنزلهم
اصريت ان يكون والد و والدة هـدى معي لينضم معنا يونس و توجهنا لمنزلهم و بعـدها استأذنت منهم ..
اخـذت افكر اين اذهب فليس لي الرغبـه بلقاء احـد .. غير اني احببت ان اكون لوحـدي و لا احادث احـد .. فأصبحت ارى ان الصداقـه في هذه المرحله قـد تكون خيانـه
اتصلت على تروبيكانا
انا : مساء الخير
تروبيكانا : اتصلت فيك جوالك مغلق و ارسلت لك
انا : قلت مساء الخير
تروبيكانا : مساء النور
انا : ما شفت رسائلك فتحت الجوال و اتصلت عليك على طول
تروبيكانا : كويس انك فاكرني
انا : رايح مراكش الان اذا حابه تروحي بنزلك بمحطة القطار و اخذك من محطة مراكش
تروبيكانا : فجأه كذا
انا : هي فرصتي الوحيـده الان
تروبيكانا : ما اقـدر و اعذرني
انا : اوك
انهيت المكالمه و اتصلت على سوسن و اخبرتها بذهابي لي مراكش و اخبرتني انها ان ذهبت سوف تبقى هناك اعتذرت منها و اخبرتها ان تفكر فأنا لن اطيل البقاء و قد اعود غـداً
توجهت بعدها لشقـه اخذت بعض الملابس و الاغراض الهامه و لم تكن هناك تروبيكانا و وضعت المفتاح تحت الدعاسه كما تعودت و غادرت متوجه لمراكش
اكملت طريقي نحو مراكش متذكر كل تلك الليلـه .. و كنت احتاج ان ارتب افكاري
فمن طبيعتي اني من عشاق التفكير في خطوط السفر .. اخترت اغنيه لعبدالكريم عبدالقادر ( من بعد غربـه ) و بدء التفكير
كان كل شئ واضح امامي فقط يحتاج لترتيب .. ليأتي اتصال لم اكن اتوقـعه ابـداً و كان من فوزي
و من حسن الحظ اني لم اخرج خارج حدود كازا
انا : اهلين
فوزي : وينك
انا : في الطريق لمراكش
فوزي : من اولها
انا : ايش رايك تروح معايا
فوزي : مجنون انت
انا : يوم واحـد او اثنين بالكثير و نرجع
فوزي : يوم يمكن لكن يومين مستحيل
انا : يوم ولا يهمك و بكره نرجع
فوزي : اوك
انا : تجهز بجيك
عدلت طريقي نحو منزل العم لم ياخـذ مني كثيراً حتى وصلت اتصلت على فوزي و اخبرته اني امام المنزل
لتخرج هـدى ...
هـدى : ليه السفره هذه
انا : ضروري اروح
هـدى : بدون ما تخبرني
انا : حصل خير .. وهذا انتي عرفتي
ذهبت هـدى و هي منفعلـه او تتصنع الانفعال و بقيت في حيره هل اتنازل قليـلاً و الطف الجو ام اترك الموضوع و كان شئ لم يكن .. ليأتي فوزي و يقطع حبل تلك الافكار
نزلت و ودعت والد و والـدة هـدى و توجهنا نحو مراكش .. و في الطريق اجريت اتصالات لتأمين الشقـه
و بعد الوصول لحدود مراكش اتصلت بالعم و اخبرته اني ارغب ب لقائـه .. و الذي سعد كثيراً بذلك الاتصال لأتوجه بالحديث بعد انهاء المكالمه لفوزي
انا : ايش رايك نعمل حمام
فوزي : اوك
انا : و بعدها نشوف جدولنا
فوزي : اتفقنا
استلمنا الشقـه و وضعنا اغراصنا بها و ذهبنا بعدها نحو الحمام .. كان لقاء العم ك نسمة من نسمات الربيـع التي ما ان تستنشقها و تمتلئ رئتيك بها حتى تشعر بنقاء تلك النسمه التي تغلغلت داخل حويصلات اجهزة التنفس لتتشبع بها و لا ترغب بأن تغادرك ..
تمنيت ان تقف اللحظات و لا احرم من تأمل تلك الملامح التي كانت تحمل كل معاني العطف و الشوق و الصدق و كأنـه أب التقى ب أبنـه .. بدون زيف في المشاعر و دون تصنع
قبل أن يحتضنني احتضنتني عيناه التي كانت تجاهـد لمنع تساقط تلك الدموع .. لاقبل بعدها راسـه و يـده
دفعنا مبلغ الحمام و ساعدنا العم في ذلك الذي كان مصر ان يكون كل شئ على حسابـه
انتهينا لنتوجـه بعدها لتناول وجبـة العشاء و ما ان انتهينا حتى اخذنا وجبـه لعائلة العم و و اوصلنا لمنزلـه .. و اعطيته ماء زمزم مع بعض الهدايا لـه و لافراد عائلتـه
علم العم ان فوزي هو اخ خطيبتي بعد حديثنا في المطعم ليخبره قبل ان نودعـه ..
العم : لا اوصيك ب يوسف
فوزي : بعيونا
العم : و الله لن تجد زوج اخت افضل منه
فوزي : متأكدين من ذلك
العم : و يشهد الله لو ان عندي ابنـه لم تتزوج لطلبت منه ان يتزوجها
فوزي : من حسن حظنا .. ان يكون من نصيب اختي
اغرورقت عيناي من الدمع الذي جاهـدت ان اخفيه لاقبل راسه ويده مودعاً .. غادرنا و جزء مني لازال مع العم لا يرغب بمفارقتـه جزء من القلب الذي فقد الأب و وجـد في ملامح و عطف ذلك العم الكثير من ما فقـده من ابيـه ..
انا : وين نروح سي فوزي
فوزي : مكان ما تحب
انا : خلنا ندور مقهى
فوزي : اعرف واحـد كويس
انا : اذا تعال سوق
ذهبنا لمقهى اختاره فوزي جلسنا هناك ما يقارب الساعه و النصف و كان من الواضح ان فوزي يعرف مراكش و طرقها جيـداً و كنا مستمتعين كثيراً بالوقت الذي نقضيه و لكن النوم قد غلبني .. فعتذرت منه بأني ارغب بالذهاب لشقـه و ما ان وصلنا حتى اخبرته ان بإمكانه اخـذ السياره و لا يلتزم بي فيومي ينتهى في هذه الساعـه
فوزي : انا بقابل بعض الاصدقاء
انا : خذ راحتك
فوزي : تمنيت تسهر معانا
انا : الايام جايـه
فوزي : ان شاء الله
انا : انتظرني برسل لك المفتاح مع الحارس
فوزي : اوك
صعدت لشقـه مع الحارس و اخبرته ان هذا اخ خطيبتي فهي نفس الشقه التي سكنتها سابقاً .. و تعمدت اخباره ب ذلك
فتحت باب الشقه و اعطيت الحارس المفتاح و بدلت ملابسي و اتصلت ب هـدى التي لم تجب على الاتصال و ارسلت لها رساله على الواتس اخبرها اني لم ارغب النوم قبل سماع صوتها
اخترت احـد الكنبات بالصالـه و نمت ..
استيقظت على دخول فوزي و لكني لم اشعره بذلك و عدت لنوم لاستيقظ مره اخرى على موعدي المعتاد