اثار سعادتي ما قالتـه أم هـدى مما جعلني اشعر بالسعاده لذلك لعل البنت متطبعه بطبع والدتها ..
وصلنا المنزل و اجتمعنا بين ضحك و حوارات في العادات و التقاليد لكلتى البلدين .. كان للمنزل باحـه بها بعض اشجار الفاكـه و جلسه خارجيـه .. كانت هـدى تعلم ادماني لشاي و الذي اعوض عنه بالاتاي لتستأذن بعد ان اخـذت مفتاح السياره بقيت انا بالباحـه اشعلت سيجارتي و السعاده تغمرني و انا اشكر الله الذي منحني اسره كهـذه ...
عادت هـدى و دخلت للمنزل و خرجت و قد اعدت لي شاي ليبتون وضعت به النعناع المغربي .. اخذني طعمه لعالم آخـر ليس افضل من الذي اصنعه ولكن طول الوقت جعل مذاقـه مختلف ..
لم ارغب في ان اكون ضيف ثقيل عليهم فطلبت من هـدى ان ترافقني بعد اخـذ الموافقـه و اننا لن نتاخر ..
طلبت منها ان ندهب لملحمه لشراء بعض حاجات الشوي و ان تتصل على اهلها لكي لا يعدو العشاء .. اشترينا كل شئ و عدنا للمنزل و قمنا بتتبيله ..
هـدى : عندنا الرجل ما يدخل المطبخ
انا : عندنا الرجل لا يمنعه شئ من اضافة السعاده لاهل بيته
هـدى : لا تدللني زياده
انا : لن افعل .. و لكن سأدللك بما تستحقين
هـدى : كلامك يحمل الكثير
انا : لا يحمل الا اني ساعاملك افضل من معاملتك لي
اجتمع بعدها الجميع في باحـة المنزل و بدئنا بالشواء .. و اعداد المقبلات
مضى الوقت سريعاً حتى سالني فوزي عن موعد رحلتي لاخبره انها بعد اربع ايام ..
فوزي : ما راح تلحق
انا : على شو
فوزي : حفل لذكرى ميلاد ابنـة يونس و ابن رشيـد
انا : الله يجعل العمر الطويل لهم بالسعاده و الصحه
رشيـد ( هو الاخ الاكبر الشقيق ) يعمل في كنـدا منذ مده طويله لم التقي به و لكن بيننا تواصل حين بادر هو بالاتصال يوم الخطوبـه و تهنئتي .. شاب عصامي متدين رغم ذلك متفتح بحدود ما لا يغضب الله طيب جـداً يتفق مع يونس بالكثير من الصفات الا ان يونس عصبي جـداً رغم طيبته
حان الوقت لأغادر تارك جزء مني هناك متعلق بجمال ما حدث اليوم و امس .. توجهت لشقـه مرهق رغم السعاده .. متعب رغم القسوه التي صدرت مني
وصلت بدلت ملابسي ارتميت على كنب الصالـه و دخلت مرحلـة سبات عميـق لم استيقظ الا على صوت عصافير على الشباك و هي تغرد يحتفل كل منهم بالاخر بطريقـة تزاوجهم و كانها تخبرني بأن استعجل ..
فتحت هاتفي الذي اغلقتـه قبل ان انام لاجـد اتصالات مفقوده من سوسن و رسائل على الواتس .. و الغريب اني لم اجـد اي شئ بالهاتف من تروبيكانا .. كان من الطبيعي ان لا اجـد رسائل او اتصال من هـدى كوني غادرت منزلهم متاخر و لا زال الوقت باكراً .. اخـذت هاتفي و ارسلت رسالـه لسوسن و جهزت ملابس خفيفه فلي رغبـه بالمشي بالقرب من البحـر ..
استعديت بعـد اخـذ شور لتجديد النشاط ركبت السياره و توجهت نحو عين ذياب .. اخـذت بالمشي لما يقارب الساعه ليردني اتصال من سوسن ...
انا : اهـلاً
سوسن : فينك
انا : موجود
سوسن : ما نمت الا قليل .. احتاج اكلمك
انا : تفضلي
سوسن : لازم اشوفك .. بحاول انام الان بس اصحى اكلمك
انا : اوك
توقفت في احـد الكافيهات لطلب قهوه و الراحـه لبعض الوقت .. اخـذت افكر و انا اتلاعب بالسيجاره بين اصابعي لماذا التاخير بالزواج .. لماذا لا اعجل بـه و ان لزم الامر تبقى هـدى لحين ان تطمئن على ابيها و بعدها ارجع لاصطحابها لوطني ..
اقتنعت بالفكره و بيقي فقط تنفيـذها .. هل احـدث هـدى اولاً ام اخبر اهلها
لارجـح انها هي صاحبـة الموضوع فالواجب محادثتها اولاً .. ليرن هاتفي وكانت هي المتصله ..
هـدى : وينك
انا : موجـود
هـدى : ما تنام انت
انا : لاحق ع النوم
هـدى : قررنا نقدم عيـد الميلاد اليوم لجل تحضر معنا
انا : اوك
هـدى : السياره اخـذها فوزي .. احتاج سيارتك
انا : اوك
هـدى : امي جهزت لك فطور و كنا بنفطر معاك لكن بالفندق ما ينفع فغيرنا رأينا
انا : اجيب لك السياره او تجي تاخذيها
هـدى : انا اجي
انتهت المكالمـه .. لاتوجـه بعدها للفندق و بقيت هناك حتى قدمت هدى و اخذت السياره و تركت لي الافطار ..
افطرت و بقيت بالفندق بعد ان اخرجت لي ملابس تحسباً للقاء سوسن .. لم اطل بالانتظار حتى اتصلت و اخبرتني انها بالطريق بعد ان اخبرتها بمكان تواجـدي ..
كان هناك تضارب داخلي هل اتصل ب تروبيكانا ام لا لاقرر ان لا اتصل عليها فجدولي قد يكون ممتلئ اليوم .. اتصل سوسن و بعد ان علمت اني لا املك سياره طلبت مني ان اصعد معها لتتوجـه نحو احـد الكافيهات ..
اخـذنا نتحدث و لكن اسلوب سوسن مختلف هـذه المره ..فعيناها تحمل الكثير من الارتباك و الحيره .. لتقطع الاحاديث العاديه
سوسن : ايش بينك و بين بنت خالتي
انا : هي عندي ابنـة خالتك فقط
سوسن : مو ملاحظ ان اللي حصل لك مرتين غريب
انا : اللي صار صار و انحل
سوسن : انت مو فاهم
انا : بعض الامور عدم فهمها اكثر راحه من فهمها
سوسن : جاوبني .. ايش رأيك ببنت خالتي
انا : لم تصل حتى لمرتبـة صديقـه
سوسن : ولكن كان بينكم مزح و تعليقات
انا : ليس بالضروره
سوسن : تعرف انها تحبـك
انا : تحبني انا ?
سوسن : اي
انا : ما اعرف .. ولا يهمني
سوسن : بقول لك حاجـه عرفتها امس
انا : تفضلي
سوسن : بعد ما ركبت سوسن معاي انهارت بالبكاء و لم ارها هكـذا من قبل
انا : الموقف اللي مرت فيه مو سهل
سوسن : انهيارها لاكبـر من كـذا
انا : كملي
سوسن : تعرف ان الموقف بينك و بين تروبيكانا كان مدبر
انا : كملي
سوسن : اوعـدني انك تخلي قلبك كبير و ما تتصرف بتهور
انا : اوعـدك .. لكن لا تقلقيني اكثر
سوسن : بنت خالتي هي مرتبه لكل شئ
اخبرتني سوسن بكل ما كنت اعرفـه و بالتفصيل و لكن ما اضافتـه و لم اعرفه ان دافع قريبتها هو الحب و غيرتها من تروبيكانا و حتى من سوسن نفسها
انا : لو انتي مكاني ايش تتصرفي
سوسن : ما اعرف
انا : مبررها غير مقنع الا ان كانت مريضـه
سوسن : لا اعلم
انا : ايش اللي جعلها تعترف لك .. اذا ما كنتي تعرفي من اول
سوسن : تكرر الموقف نفسه معها جعلها تشعر بتأنيب الضمير
انا : خلينا منها و نصيبها لقيتـه
سوسن : اعتذر لك بسبب ما حدث
انا : انسي و كان شي لم يكن
سوسن : انا راجعه مراكش و اتمنى اشوفك قبل اسافر