رحلت سوسن ..
و رحل معاها الطهر الذي تجلى لي منها تلك اللحظـه .. رحلت و أنا اشعر بالقهر داخلها
علـه قهر الوداع أو من ما صنعتـه قريبتها او جميعها او قـد يكون سبب آخـر و سـر آخــر قد اجهلـه
لم يعـد هناك شئ افعلـه الا شراء هدايا لحفل ميـلاد الاطفال اليوم .. توجهت ( نحو انفا بالاس ) فكان هو الاقرب لي من موروكو مول تجولت به و اخـذت بعض الهدايا و غادرت كنت افكر الى اين الذهب الفندق ام الشقه و كان الفنـدق اقرب و الذهاب اليـه قد يكون انسب و افضل ..
تمددت على السرير و اخـذت افكر الى اين سوف اصل و ماذا سيحدث بالايام القليلـه المقبلـه و كيف استغل ساعاتها حتى غطت عيني بالنوم و لم استيقظ الا على رنين هاتفي الجوال و كان الاتصال من هـدى .. تخبرني ان اجهز فعمي ( والدها ) يرغب ان اتناول وجبـة الغداء معهم و ان ابقى حتى انتهاء الحفلـه التي ستكون بالمساء ..
اخرجت ملابس لارتديها و وضعت في حقيبـه صغيره طقم اضافي ليتصل بعدها فوزي يخبرني اننا سوف نذهب للحمام بعد الغداء و ان احسب حساب ذلك .. اضفت ما احتاجـه بعد مكالمة فوزي لتتصل بعدها هـدى و تخبرني انها بجوار الفنـدق ..
توجهنا لمنزلهم بديت اشعر براحـه اكبر و زال عندي الكثير من الامور التي كانت توترني و اصبحت و كاني ولدت في ذلك المنزل انتهينا من الغداء و الضحك و الكثير من الحوارات حتى قررت ان اخرج لباحـة المنزل لهدفين الاول اشعال السيجاره و الثاني الانفراد بهدى قليـلاً ..
استأذنت و اشعلت السيجاره و بدأت الافكار الشيطانيـه بالتجلي و كان ابليس اقسم في تلك اللحظـه ان يعكر سعادتي ..
كانت بدايتـه بتنبيهي لاتقان هـدى اللهجـه الخليجيـه لا نتصر عليه لعلمي انها من المتابعات للمسلسلات الخليجيـه و كما اخبرني يونس انه لم يفوت اي مسلسل لناصر القصبي و بالاخص طاش ما طاش .. و لكن لم يكن يفهم اكثير من ما اقولـه رغم ذلك
قاطعت افكاري هـدى بابتسامتها التي تاخذني لعالم اخـر و هي تحمل بيدها الشاي .. لاطلب منها الجلوس و النقاش في الاسراع بالزواج و اني على استعداد ان ابقيها حتى تطمئن على و الدها و انه ليس بالضروره ان تسافر معي مباشـره
كانت متعلقـه بابيها جـداً و كان يحبها كثيـراً و انها تحتاج لفتره حتى تعود لـه صحتـه .. طلبت منها ان تفكر و تخبرني عن رأيها لاحقاً
دخلت للمنزل و طلبت من والدها ان يرافقني للخارج و ان ينضم لجلستنا فوجوده يعني لي الكثير .. بقينا هناك حتى اخبرني فوزي ان كنت مستعد لذهاب و كان يونس مرافق لنا و لكني طلبت ان يذهب الوالد معنا و اخبروني ان ذلك قد يكون له تأثير سلبي على صحته ..
عدنا للمنزل و كانت الاستعدادات منتهيه ( سماعات + دي جي + بالونات + زينه ) و كل مظاهر الاحتفالات بمثل هـذه المناسبه .. بدأت الاغاني توضع على حسب الرغبه حتى وصل رجل الدي جي و بدت اغاني حفـلات الميـلاد ..
كان الكل سعيـد و انا على قائمتهم حتى حـدث ما عكر صفوي .. حين تحدثت هـدى مع الدي جي و هي مبتعده امسك بيدها و كانت هذه الكارثـه الاولى و كانت الثانيـه هي الابتسامه من هـدى دون ان يكون هناك رد فعل عكسي منها ..
رغم القهر داخلي و الغليان الذي جعلني اسمع ضربات قلبي و لو لم يكن صوت الاغاني مرتفع لسمعها من بجواري ايضاً ..
تمالكت نفسي بصعوبـه خرجت للباحـه و اخـذت ادخن .. كان مع كل نفس اخـذه الف شيطان يتغلغلني و مع كل نفخه لدخان السيجاره الف ملاك يخرج مني .. كانت الافكار كثيره و مجنونه و لكن يجب ان يكون العقل سيـد الموقف و ان اتصرف بعقلانيـه .. قررت ان اضع هاتفي على الطاوله ب باحـة المنزل متعمداً و ان اخـذ مفتاح السياره و اغادر لبعض الوقت لكي لا يلاحظ احـد ذلك و لكي ابتعـد عن اي تصرف يستفزني اكثر و لكي اكون ضيف لبق يعرف حدوده حتى و ان كان لـه حق بأي تصرف