عرض مشاركة واحدة
 الصورة الرمزية روبنهود
روبنهود
مزعوط ذهبي
المشاركات: 1,159
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: جنوب المملكة العربية السعودية
روبنهود غير متواجد حالياً  
قديم 2018-05-06, 02:41 PM
 
بعد السور - قصه قصيره من المبدعة - كارمن علي -

من هذه الفتاة ؟
تسمَّر ثامر فضولاً ليعرف الفتاة الأتية من الحارة الخلفية لتقضي أغراضاً من البقالة في نهاية الشارع .
عينيها الجميلتين أهدته إبتسامة أحالت فضوله إلى تودد .
لم ترفض تودده ولم تبتعد . وفي خطوة حاتمية دفع عنها الحساب وأراد حمل أكياسها إلا أنها رفضت خشية أن يراهما أحد . كان ثامر رجل الخطوات السريعة ، فقد طلب منها أن تدون هاتفه وأن يتعارفا أكثر .
وكانت نورا الأنثى الأكثر جرأة ، سمحت له بمحادثتها ودفع حساب مشترواتها والأن تهديه رقم هاتفها .
فالمساء بدأ الحديث يتوالى . ومع الحديث زالت كل علامات التعجب عند ثامر نحوها . فعلم أنها صديقة أخته وأنها تزور بيتهم كثيراً وتعلم عنه الكثير الذي لم يكن يتوقعه .
كان حديثهم هادراً كشلال لا ينقطع ، ليلا ونهارا ، صبحاً وعصراً ، ضحكا وتعاركا ، وتجاذبا وتنافرا . كل يوم كانت تستوطن قلبه أكثر وكانت تعيشه هي أكثر .
تخطى حبه حد الهاتف فلم تعد المكالمات إلا قطرة على شفاة ظمآن لا ترويه ولكن تمنع عنه الهلكة . ذات يوم قرر أن يراها .. ولكن كيف ؟ هل تذهب ثانية إلى البقالة ؟ لا لن تجدي نفعاً . يريد ثامر أكثر من عينيها وأكثر من صورة على الهاتف يريد رؤية وجهها الصبيح ولمس يديها البضتان وشم عطرها عن قرب . لم يعد تخيل ذلك يرضيه .
نظرت نورا للهاتف وإذا برسالة ثامر الجنونية " أنا بفناء منزلكم قَفَزتُ من على السور تعالي أنتظرك " .
تأكدت نورا أن كل من بالبيت نيام ، وأنها في مأمن ، كانت ترتعد كسمكة خرجت من الماء لتوها ، فعلى جرأتها إلا أن موقفاً كهذا لم يكن بمخيلتها ، ولم تحسب له حساباً . نزلت إليه على تلك الحالة من الإرتعاد والخوف . لم يملك ثامر إلا أن ضمها إلى صدره ضمة أب يحمي ويدافع ويهب الأمان . زالت رعدتها وخوفها ، شعرت أنها محاطة بأمان العالم لا بذراعي ثامر .
لم يتحدثا كثيرا بالكلمات . ساد الصمت بينهما ليدعا قلبيهما يتصافحا ويتحدثا ويترنما معاً .
عاد ثامر للبيت يحمل دقات قلب نورا بقلبه ويتنفس عبيرها بأنفه ومكحل العينين بوجهها الصبيح النضر .
عاد غارق الفؤاد بين ضفتي جبينها يحمله موج شعرها مع النسمات الخفيفة على العين تارة وخلف الأذن تارة وبوسط الجبين تارة أخرى .
عاد بقلب مولع بحبها ، مجنون ومتلهف للقائها ،
عاد يحمل قلب ليث لا يعرف خوفاً ولا يفزع من عرف .
عاد معلناً تضحيته بكل ثمين لأجلها .
وعادت نورا بقلب منتصر متعالي . ففي لحظة تحولت من نورا الى جولييت . " قليلات هُن جولييت ببلادنا " . نظرت بمرآتها لم تعد ترى نورا القديمة أصبحت ترى نفسها فرجينيا جميلة الجميلات . وتردد بزهنها سؤال ..
"هل ثامر يستحقني ؟! "
__________________
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا*** يرمى بصخر فيلقي أطيب الثمر
رد مع اقتباس