(( ذكريات لا تموت 3 )) ( الحلقه 77 )
( طفلي العزيز )
كان اتصال شقيق زوجتي مربكا جدا لي ... اوقفت تاكسي وذهبت الى المستشفى ... انتابني نوعا من الخوف ... عشرون دقيقه مرت علي وكأنها ساعه ... وصلت لذالك المستشفى الذي لا اعرف من اين ابدا فيه البحث ... اتصلت بشقيق زوجتي حتى جاء واخذني ... قال لي انهم جائو بزوجتي منذ اكثر من ساعه ولكنهم تاخرو بالاتصال بي لان الامر بدأ سريعا ...
عندما وصلت وجدت والده زوجتي مبتسمه ... قالت لي مبروك .... اجمل كلمه سمعتها في حياتي ... بعد كل هذه السنوات اصبحا ابا ... انتظرت تلك اللحظه منذ زمن طويل ... شعور لا يوصف ... عندما دخلت وشاهدت طفلي الجميل .. وددت ان احكي له قصتي ... حملته بين يدي ... كنت استرجع الذكريات لسنوات قد مضت عندما كنت انظر لذالك الدكتور وهو يقول لي انت ان مرضك يحتاج لوقت طويل من العلاج ... نعم يومها يأست ... غاب الامل عني ... اصابني الحزن ... لا اعلم لماذا كل تلك الذكريات الحزينه حاصرتني وانا احمل طفلي بين يداي ... كنت انتظر الامل يحل علي يوما ... وهاهو اليوم بين يداي ...
طفلي العزيز ... عندما ستكبر سأخبرك عني ... ان شاء لي ربي سأفرش الورد لك ... وسأجعلك اسعد الاطفال ... لن تكون مثلي عندما كنت طفلا ... ستصبح افضل مني عندما تكبر ... سأحكي لك يا طفلي العزيز عن قصتي ... والدك كانت طفولته قاسيه ... عندما وصلت لسن المراهقه لم يكن هناك من يوجهني ... لا اريدك ان تصبحي مثلي يوما ... عشت حياتي وحيدا ... عندما وصلت لسن الثالثه والعشرون عشت وحيدا في منزل مستقل ... اعتمدت على نفسي رغم الالم والمرض ... انا لا اريدك ان تكون مثلي ... انا سأرعاك واضمك متى ما احتجتني ... سأبقى معك باذن الله ما دمت حيا ... سأكون لك الصديق والاب ...
طفلي العزيز ... ان الحياه لا تعطينا كل ما نريد ... عندما اكبر ربما ستقرأ ما اكتبه لك الان ... مهما قرأت في هذه المذكرات لا تظن انني سيئ ... انا اتخذت لنفسي طريقا اراه اجمل الطرق ... ان والدك يا صغيري كان بائسا يائسا يوما ... عندما انفتحت له ابواب تلك البلاد الجميله اتخذ لنفسه طريقا الاستقرار ثم الحب .. لا تظن ان والدك كان عابثا في حياته ... عندما تكبر يا صغيري ربما ستجد لك اخوتا لم تعرفهم ... سأضعك على مهدك الان يا صغيري وانا سأكون بجانبك انظر لعيناك الجميلتان ....
للحكايه بقيه ...
التعديل الأخير تم بواسطة كازاوي 333 ; 2018-05-13 الساعة 08:10 AM