قفي بين الخمائل يا فتاتي * لأسمعك الدروس الباقيات
فهذا الكون سفر قد تجلت * به أسمى المعاني الرائعات
فما مثل الطبيعة يا فتاتي * ففي صفحاتها معنى الحياة
هنالك بلبل الغابات يشدو * على أفنانه هجزا طروبا
يحلق صادحا في الأفق * ولا يخشى العواصف والخطوبا
فكوني كالبلابل يا فتاتي * ففي نغماتها معنى الحياة
هناك الماء بين الروض يجري * طليقا لا يمل من الخرير
يصفق تارة ويئن أخرى * ويقصد شاطئ البحر الكبير
فكوني كالجداول يا فتاتي * ففي أصواتها معنى الحياة
هناك الزهر يفترّ ابتساما * ويكسوه الندى عقدا عجيبا
تصادمه الرياح فلا يبالي * وينشر في الورى أرجا وطيبا
فكوني كالأزاهر يا فتاتي * ففي نفحاتها معنى الحياة
أرى أيامنا تأتي وتمضي * كنغمة طائر وخرير ماء
ولا يبقى سوى ذكر جميل * يفوح شذاه في هذا البقاء
ففي أجسامنا معنى فناء * وفي أرواحنا معنى الحياة
حليم دموس من الشعراء المهاجرين