Nadosh
2014-10-05, 02:22 PM
https://www.mza3et.com/up/uploads/images/mza3et.com-1782a0978e.jpg (https://www.mza3et.com/up/uploads/images/mza3et.com-1782a0978e.jpg)
يعيش مجموعة من الشباب المغاربة صبيحة يوم عيد الأضحى أجواء خاصة، تتسم بالمشقة من أجل تقديم خدمة مهمة لأصحاب الأضاحي، تتمثل في "تشويط" رؤوس وأطراف خروف العيد مباشرة بعد الانتهاء من ذبح الأضاحي. ويقيم مجموعة من الشباب أفرانا "عشوائية" لمزاولة هذه المهنة ويجتمعون في مجموعات للتعاون فيما بينهم.
وتتجمع هذه الأطقم من شباب الحي في غالبيتها داخل الأحياء الشعبية، مُلبين بذلك رغبات زبون وطلب خاصين، يشتركون في يوم فرحة لدى المسلمين عامة، عيد الأضحى المبارك، بعدما تعبدوا بنحر الأضحية اقتداء بالسنة النبوية، حيث يقوم هؤلاء الشباب بمساعدة الأسر على التقليل من أتعاب هذا اليوم بـ "تشويط" ما يسمونه "الريوس والفراقش".
https://www.mza3et.com/up/uploads/images/mza3et.com-b97ffd10f5.jpg (https://www.mza3et.com/up/uploads/images/mza3et.com-b97ffd10f5.jpg)
وعبَّر جمال، في تصريح للرأي، صبيحة يوم العيد، أن مزاولة هذه المهنة غير مرتبطة بالأساس بالأجر المؤدى عن رؤوس الأكباش وغيرها، بل بالأجر والثواب الكبيرين في القيام بهذه العملية، وفق تعبيره، مضيفا أن هناك حالات استثنائية في الحي تقتضي عدم أخذ مقابل عن الخكمات المقدمة لها بالنظر إلى حالاتها الاجتماعية.
استعدادات قبل يوم من العيد
قبل يوم واحد من العيد، يلتئم الشباب العازم على مزاولة هذه المهنة الموسمية، من أجل اجمع الخشب غير المستعمل في البيوت وفي الأماكن التي يوجد بها خشب "بالي"، يستعملونه في مشروعهم "الظرفي"، الذي سيُدر عليهم بعض من المال الذي قد لا يحصلونه في يوم آخر غير العيد.
ويعمل هؤلاء الشباب على غرس برميل أو أكثر في المكان المخصص "للتشويط"، من أجل استعماله في المرحلة الأولى منه، ويتطلب التحضير لهذا الأمر جهدا كبيرا في الحفر أو ما شابه من أدوات التثبيت، وقد يستدعي الأمر أحيانا مبيت أحد الأفراد من طاقم "المشروع" في المكان ذاته، إذا اقتضى الأمر ذلك حسب الظروف المحيطة بالمكان.
يوم العيد.. التضحية بالصلاة من أجل الإعداد
صبيحة يوم العيد، يتوجه الرجال والنساء والأطفال صوب المساجد والمصليات من أجل أداء صلاة العيد والتهليل والتكبير والتحميد، الذي يطبع صبيحة عيد الأضحى بمدينة طنجة كما جميع المدن المغربية، إلا أن أصحاب مشروع "تشويط" رؤوس الأكباش، يعمدون لعدم الذهاب إلى صلاة العيد من أجل توفير الظروف لبداية العمل لحظات فقط من انصرام وقتها.
تختتم صلاة العيد، تعُّم حالات التغافر والتبريك بين الناس بالمناسبة، لا تمتد هذه الفترة كما هو الحال مع عيد الفطر، حيث يذهب الناس متسارعين للبيوت من أجل ربط الصلة بالسنة النبوية الشريفة في نحر الأضاحي، مستحضرين سنته صلى الله عليه وسلم في الإمساك عن الفطور حتى يتذوقوا من كبد الأضحية.
https://www.mza3et.com/up/uploads/images/mza3et.com-516d96ab55.jpg (https://www.mza3et.com/up/uploads/images/mza3et.com-516d96ab55.jpg)
إلا أن صنفا من الشباب ضحى باللباس الأنيق والتعطر الذي يكون سمة العامة، مستعملا لباسا آخر متسخ وتشم منه رائحة الدخان من بعيد، بعد الوقت الذي قضوه في الإعداد لمكان الشواء وإحساس بالحرمان من شعيرة مهمة في عيد الأضحى، إلا أن تضحيتهم من أجل إنجاح المهمة التي يبتغون منها الأجرين معا، المادي والمعنوي، جعلتهم يحرمون أنفسهم من الصلاة مع الناس.
مهنة من لا مهنة له
كانت هذه المهنة الموسمية، قبل سنوات مضت، مُقتصرة على صنف معروف من شباب الأحياء الشعبية، إلا أنه ومع مرور الوقت، أصبحت هذه المهنة الموسمية مزاوَلة من طرف مجموعة من الشباب غير المألوفين لدى عامة الناس، مما تسبب حسب جمال المتحدث للرأي، في خفض الأثمنة بين المزاولين للمهنة، بفعل المنافسة.
وبذلك أصبحت هذه المهنة، حسب المتحدث ذاته، "مهنة من لا مهنة له"، بعدما أضحى الجميع يتقن العملية ومراحلها المعقدة، إذ تجد شباب ينتمون لأسرة واحدة، ينصبون مستلزمات المهنة القصيرة المدة أمام البيوت، ويكون الدخل صافيا للأسرة التي توفر فقط عتبة المنزل التي قد يشترك معهم فيها جيران آخرون بأضرار وخيمة.
مخلفات بيئية سلبية للمهنة
غالبا ما تتسبب مزاولة هذه المهنة، التي تختار أماكن متغلغلة داخل الأحياء الشعبية جلبا للطلب المتزايد على وحدات انتاج (الريوس)، أضرارا بيئية وخيمة، خصوصا من السكان الذي يقطنون جوار المكان المخصص للمشروع المرخص له يوم العيد فقط.
الدخان، الأوساخ، تسويد الأرصفة، النفايات، الضجيج، شظايا النيران وغيرها من مخلفات هذا اليوم الحافل بمثل هذه النتائج التي قد يتحملها البعض من الساكنة، تقديرا للمجهود ولعدم تكدير صفو العيد السعيد، فيما يُلح آخرون على ترك المكان كما وُجد من طرف هؤلاء الشباب.
في الغالب يَعمد الشباب المشترِك فيما بينهم في المشروع على توزيع أدوار واضحة فيما بينهم، تتعلق بعملية "تشويط" أطراف من الأضاحي، وقد يصل هذا التوزيع إلى آخر محطات المشروع الذي قد يتواصل لساعات متأخرة من الليل حسب الطلب، تجعل التوزيع ذاته يشمل عملية تنظيف المكان من أفراد من أصحاب هذا المشروع، في حين ينشغل عناصر آخرون بتقسيم الأسهم على حساب نظافة المكان...
يعيش مجموعة من الشباب المغاربة صبيحة يوم عيد الأضحى أجواء خاصة، تتسم بالمشقة من أجل تقديم خدمة مهمة لأصحاب الأضاحي، تتمثل في "تشويط" رؤوس وأطراف خروف العيد مباشرة بعد الانتهاء من ذبح الأضاحي. ويقيم مجموعة من الشباب أفرانا "عشوائية" لمزاولة هذه المهنة ويجتمعون في مجموعات للتعاون فيما بينهم.
وتتجمع هذه الأطقم من شباب الحي في غالبيتها داخل الأحياء الشعبية، مُلبين بذلك رغبات زبون وطلب خاصين، يشتركون في يوم فرحة لدى المسلمين عامة، عيد الأضحى المبارك، بعدما تعبدوا بنحر الأضحية اقتداء بالسنة النبوية، حيث يقوم هؤلاء الشباب بمساعدة الأسر على التقليل من أتعاب هذا اليوم بـ "تشويط" ما يسمونه "الريوس والفراقش".
https://www.mza3et.com/up/uploads/images/mza3et.com-b97ffd10f5.jpg (https://www.mza3et.com/up/uploads/images/mza3et.com-b97ffd10f5.jpg)
وعبَّر جمال، في تصريح للرأي، صبيحة يوم العيد، أن مزاولة هذه المهنة غير مرتبطة بالأساس بالأجر المؤدى عن رؤوس الأكباش وغيرها، بل بالأجر والثواب الكبيرين في القيام بهذه العملية، وفق تعبيره، مضيفا أن هناك حالات استثنائية في الحي تقتضي عدم أخذ مقابل عن الخكمات المقدمة لها بالنظر إلى حالاتها الاجتماعية.
استعدادات قبل يوم من العيد
قبل يوم واحد من العيد، يلتئم الشباب العازم على مزاولة هذه المهنة الموسمية، من أجل اجمع الخشب غير المستعمل في البيوت وفي الأماكن التي يوجد بها خشب "بالي"، يستعملونه في مشروعهم "الظرفي"، الذي سيُدر عليهم بعض من المال الذي قد لا يحصلونه في يوم آخر غير العيد.
ويعمل هؤلاء الشباب على غرس برميل أو أكثر في المكان المخصص "للتشويط"، من أجل استعماله في المرحلة الأولى منه، ويتطلب التحضير لهذا الأمر جهدا كبيرا في الحفر أو ما شابه من أدوات التثبيت، وقد يستدعي الأمر أحيانا مبيت أحد الأفراد من طاقم "المشروع" في المكان ذاته، إذا اقتضى الأمر ذلك حسب الظروف المحيطة بالمكان.
يوم العيد.. التضحية بالصلاة من أجل الإعداد
صبيحة يوم العيد، يتوجه الرجال والنساء والأطفال صوب المساجد والمصليات من أجل أداء صلاة العيد والتهليل والتكبير والتحميد، الذي يطبع صبيحة عيد الأضحى بمدينة طنجة كما جميع المدن المغربية، إلا أن أصحاب مشروع "تشويط" رؤوس الأكباش، يعمدون لعدم الذهاب إلى صلاة العيد من أجل توفير الظروف لبداية العمل لحظات فقط من انصرام وقتها.
تختتم صلاة العيد، تعُّم حالات التغافر والتبريك بين الناس بالمناسبة، لا تمتد هذه الفترة كما هو الحال مع عيد الفطر، حيث يذهب الناس متسارعين للبيوت من أجل ربط الصلة بالسنة النبوية الشريفة في نحر الأضاحي، مستحضرين سنته صلى الله عليه وسلم في الإمساك عن الفطور حتى يتذوقوا من كبد الأضحية.
https://www.mza3et.com/up/uploads/images/mza3et.com-516d96ab55.jpg (https://www.mza3et.com/up/uploads/images/mza3et.com-516d96ab55.jpg)
إلا أن صنفا من الشباب ضحى باللباس الأنيق والتعطر الذي يكون سمة العامة، مستعملا لباسا آخر متسخ وتشم منه رائحة الدخان من بعيد، بعد الوقت الذي قضوه في الإعداد لمكان الشواء وإحساس بالحرمان من شعيرة مهمة في عيد الأضحى، إلا أن تضحيتهم من أجل إنجاح المهمة التي يبتغون منها الأجرين معا، المادي والمعنوي، جعلتهم يحرمون أنفسهم من الصلاة مع الناس.
مهنة من لا مهنة له
كانت هذه المهنة الموسمية، قبل سنوات مضت، مُقتصرة على صنف معروف من شباب الأحياء الشعبية، إلا أنه ومع مرور الوقت، أصبحت هذه المهنة الموسمية مزاوَلة من طرف مجموعة من الشباب غير المألوفين لدى عامة الناس، مما تسبب حسب جمال المتحدث للرأي، في خفض الأثمنة بين المزاولين للمهنة، بفعل المنافسة.
وبذلك أصبحت هذه المهنة، حسب المتحدث ذاته، "مهنة من لا مهنة له"، بعدما أضحى الجميع يتقن العملية ومراحلها المعقدة، إذ تجد شباب ينتمون لأسرة واحدة، ينصبون مستلزمات المهنة القصيرة المدة أمام البيوت، ويكون الدخل صافيا للأسرة التي توفر فقط عتبة المنزل التي قد يشترك معهم فيها جيران آخرون بأضرار وخيمة.
مخلفات بيئية سلبية للمهنة
غالبا ما تتسبب مزاولة هذه المهنة، التي تختار أماكن متغلغلة داخل الأحياء الشعبية جلبا للطلب المتزايد على وحدات انتاج (الريوس)، أضرارا بيئية وخيمة، خصوصا من السكان الذي يقطنون جوار المكان المخصص للمشروع المرخص له يوم العيد فقط.
الدخان، الأوساخ، تسويد الأرصفة، النفايات، الضجيج، شظايا النيران وغيرها من مخلفات هذا اليوم الحافل بمثل هذه النتائج التي قد يتحملها البعض من الساكنة، تقديرا للمجهود ولعدم تكدير صفو العيد السعيد، فيما يُلح آخرون على ترك المكان كما وُجد من طرف هؤلاء الشباب.
في الغالب يَعمد الشباب المشترِك فيما بينهم في المشروع على توزيع أدوار واضحة فيما بينهم، تتعلق بعملية "تشويط" أطراف من الأضاحي، وقد يصل هذا التوزيع إلى آخر محطات المشروع الذي قد يتواصل لساعات متأخرة من الليل حسب الطلب، تجعل التوزيع ذاته يشمل عملية تنظيف المكان من أفراد من أصحاب هذا المشروع، في حين ينشغل عناصر آخرون بتقسيم الأسهم على حساب نظافة المكان...