عروض وحجز الفلل و الشقق

السيارات شركات تأجير السيارات

تقارير سياحية

الاستفسارات سؤال و جواب


... صيد الفوآئد ...

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
فياض
المشاركات: 1,933
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: السعودية الرياض
فياض غير متواجد حالياً  
قديم 2012-03-30, 04:49 PM
  المشاركه #11
رد: ... صيد الفوآئد ...

ناشئة الليل

عبد اللطيف التويجري

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

(ما شيء أجده في قلبي ألذُّ عندي من قيام الليل) ما كان للإمام التابعي الجليل ثابت البناني - رحمه الله تعالى- أن يقول هذا إلا بعدما زكت نفسه، وصلح قلبه، وطابت حياته، بعدما تعرض لنفحات الله في أسحار الليالي، وذاق لذة مناجاته في الأوقات الخوالي، فسبحان من تفضل على عباده بهذا النعيم قبل لقائه، وبصرهم بطريق السعادة، ورزقهم لذة هذه العبادة، فهم بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم ولولا الليل ما أحبوا البقاء بالدنيا.
قومٌ إذا جـن الظلامُ علــيهم --- باتوا هنالك ســـجّداً وقيـاماً
خمصُ البطونِ من التعفف ضـمَّراً --- لا يـعرفون سوى الحلال طعاماً
فنعمة قيام المسلم بالليل، هي من توفيق الله له، وإعانته على طاعته، والتقرب إليه بعبادته، فهي شعار الصالحين، ومن سمات عباد الله المتقين، ومن الأسباب العظيمة الموجبة لدخول الجنة بعد رحمة أرحم الراحمين.

وإن الناظر في النصوص الشرعية عن حقيقة هذه العبادة تتجلى له مقاصدها في عدة إشراقات قرآنية، وفضائل نبوية تظهر أولاً في كتاب الله عزوجل بكون التهجد بالصلاة هو الصلة الدائمة بالله المؤدية للمقام المحمود الذي وعده محمداً - صلى الله عليه وسلم - فما أحوج الآخرين من أمته للأقتداء به لينالوا علو المقام ورفعة الدرجات، ففي سورة الإسراء: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا).

وفي آيات أخرى تبرز عدة أوامر إلهية لرسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - للقيام بهذه العبادة الجليلة ففي سورة المزمل نداء للرسول - صلى الله عليه وسلم - بترك التزمل، وهو التغطي بالليل، والنهوض إلى القيام بالليل والعبادة: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) فكان خير مثال في ذلك بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم -.

وفي آية المزمل الأخرى بينت أن القيام بالليل أجمع للخاطر وأجدر لفقه القرآن: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) كما قاله ابن عباس رضي الله عنهما.

وفي سورة الشرح خطاب له - صلى الله عليه وسلم - بعدم القيام إلا بعد الفراغ من أمور الدنيا وأشغالها؛ لكي يكون نشيطاً فارغ البال مخلصاً الرغبة والنية لله عزوجل: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ).

وفي سورة آل عمران ورد الثناء على طائفة من أهل الكتاب بسبب هذا الفعل: (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ).

وفي سورة الذاريات يبرز في سمات عباد الله المتقين التي استحقوا بها جنة الآخرة: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).

وفي إشراقة أخرى في سورة الزمر يأتي تفضيل القانت الخاشع على غيره: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا).

ويتضح الأمر ثانياً في الأحاديث النبوية، حيث جاء الحث على ذلك في صورة بهية وجزاء وافر في عدة أحاديث كريمة من رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - تارة في الفضل والشفاعة لصاحب هذا القيام: (فيقول القرآن منعته النوم بالليل). [أخرجه أحمد، وصححه السيوطي وأحمد شاكر والألباني]

ومرة في حث وتربية لشباب الأمة على ذلك: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل) . [صحيح البخاري]

وأخرى في حث صريح للأمة بكونه أفضل الصلاة بعد الفريضة الصلاة في جوف الليل. [صحيح مسلم]

وفي حديث آخر بيَّن - صلى الله عليه وسلم - أنه به تكون الغبطة الحقيقية: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار). [صحيح مسلم]

وفي بيان عذب منه - صلى الله عليه وسلم - بيَّن لأمته أنَّ فاعل ذلك محبوب عند الله، فبين أن اللهَ يُحِبُّ ثَلَاثَةً، وذكر منهم: (رَجُلٌ سَافَرَ مَعَ قَوْمٍ، فَارْتَحَلُوا، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَقَعَ عَلَيْهِمُ الْكَرَى، أَوِ النُّعَاسُ، فَنَزَلُوا، فَضَرَبُوا بِرُءُوسِهمْ، ثُمَّ قَامَ، فَتَطَهَّرَ، وَصَلَّى رَغْبَةً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَهُ). [أخرجه الطبراني والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي]

وفي حث آخر يبين - صلى الله عليه وسلم - أنه اقتداء وقربة وتكفير ومنهاة عن الإثم، كما في حديث أبي أُمامة مرفوعاً: (عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ). [أخرجه الترمذي، وحسنه البغوي، والحافظ العراقي، والألباني]

وتتضح هذه الحقيقة ثالثاً في سيرة سلفنا الصالح - رحمهم الله - في إحياء ليلهم بالصلاة وتدبر القرآن والدعاء والاستغفار، فقد وصفهم صاحبهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بقوله: (لقد رأيت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما أرى اليوم شيئاً يشبههم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً صفراً.. قد باتوا لله سجداً وقياماً، يتلون كتاب الله، يراوحون بين جباههم وأقدامهم..). [حلية الأولياء: 1/76]

وقال عنهم أيضاً ابنه الحسن - رضي الله عنهم أجمعين -: (إن من كان قبلكم رأو القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار). [التبيان: 1/29]

بل كانوا يحرصون على ذلك حتى بالسفر، قال ابن أبي مليكة سافرت مع ابن عباس

- رضي الله عنهما- من مكة إلى المدينة فكان يقوم نصف الليل فيقرأ القرآن حرفاً حرفاً، ثم يبكي حتى تسمع له نشيجاً.

ولقد كانوا مع ذلك يحرصون أيضاً على أمر أهلهم بالصلاة والقيام كما كان يفعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حيث كان يصلي من الليل ما شاء الله، حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله للصلاة، يقول لهم: الصلاة الصلاة ثم يتلو قوله تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا). [أخرجه مالك، وصححه عبد القادر الأرناؤوط ]

وكانوا يتعاهدون مع نسائهم وخوادمهم حتى مع وجود ما يشغلهم من أضياف ونحوه، ونعم البيت القرآني الذي يتربى على هذا، فعن أبي عثمان النهدي قال: (تضيفت أبا هريرة - رضي الله عنه - سبعاً، فكان هو وامراته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثاً، يصلي هذا ثم يوقظ هذا ويصلي هذا ثم يوقظ هذا). [سير أعلام النبلاء، وصحح إسناده ابن حجر في الإصابة]

حتى إنه بلغ ببعضهم كسفيان الثوري أنه يفرح إذا جاء الليل لأجل القيام بهذه العبادة الجليلة، وإذا جاء النهار حزن.

وكان قتادة يقول: (ما سهر الليل منافق) إمعاناً لثقل هذا الأمر على المنافقين والمرائين، وحثاً لعباد الله الصادقين.

وبما أن النساء شقائق الرجال فللعابدات المتهجدات ذكر عال في هذا المقام يزينه فعل أمهات المؤمنين اللاتي تربين على ذلك من مدرسة محمد - صلى الله عليه وسلم - فقامت معه خديجة - رضي الله عنها- في أول الأمـر حين جاء الأمر بـ (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ).

وهذه الصديقة عائشة - رضي الله عنها- الصوامة القوامة روي عنها أنها قامت في آية واحدة، وهي قوله تعالى: (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ)، ترددها وتتدبرها وتبكي.

وأم المؤمنين حفصة بنت الفاروق - رضي الله عنها- تظفر بتزكية عالية من الروح الأمين لمداومتها على هذه العبادة، فقد روي أن جبريل - عليه السلام - قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (راجع حفصة فإنها صوامة قوامة). [أخرجه الحاكم، وصحح إسناده الهيثمي والسيوطي، وحسنه الألباني ]

وهنا وصية مهمة لمن يريد إحياء هذه العبادة بالتزام منهج محمد - صلى الله عليه وسلم - في هديه في هذه العبادة فلا يغالي ولا يجافي، ولقد جاءت أحاديث كثيرة في بيان هذه العبادة، ونقلت لنا كتب السنة الشيء الكثير عن فضلها وأحكامها وهيئتها، وقد حكى لنا الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - حال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذه العبادة بوصف بليغ، حيث يقول - رضي الله عنه -: (صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ. ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ يُصَلِّى بِهَا فِى رَكْعَةٍ فَمَضَى فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا. ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلاً إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ «سُبْحَانَ رَبِّىَ الْعَظِيمِ». فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ». ثُمَّ قَامَ طَوِيلاً قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّىَ الأَعْلَى». فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ). [صحيح مسلم: (772).]

إنَّ هذا الوصف المؤثر الذي وصفه حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - في بيان صفة قيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالليل؛ يظهر للأمة المنهج العملي السليم في كيفية إحياء الليل، وهو يوضح أيضاً لمريد التدبر المحور العملي الذي ينبغي أن يقتدي به ويراعيه، فالمتأمل في هذا الحديث العظيم تظهر له ثلاثة مقاصد غاية في الكمال والإجلال:

أولها: طول القراءة في التهجد: حيث قرأ - صلى الله عليه وسلم - في ركعة واحدة البقرة وآل عمران والنساء، وطول القيام من أفضل الصلاة كما جاء ذلك مفسراً من حديث جابر - رضي الله عنه - قال: سُئِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أيُّ الصَّلاَةِ أفْضَلُ؟ قَالَ: «طُولُ القُنُوتِ». [صحيح مسلم]

والمراد ب-ــ «القنوتِ»: القِيام. وفُضِّل لكون ذلك محل قراءة القرآن كما أشار إليه النووي.

وثانيها: التدبر في القراءة: حيث كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ مترسلاً بتمهل وتدبر معايشاً الآيات التي يقرأها كما جاء في الحديث: (إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ). وهذه الأمور ليست خاصة بقراءة الليل، كما قال النووي: (استحباب هذه الأمور لكل قارئ في الصلاة وغيرها). [شرح النووي على مسلم: 6/62]

ثالثها: الكمال في الأداء: حيث حرص - صلى الله عليه وسلم - على الكمال في أداء هذه العبادة؛ فجمع فيها بين القراءة وبين الذكر وبين الدعاء وبين التفكر، لأن الذي يسأل عند السؤال ويتعوذ عند التعوذ ويسبح عند التسبيح، يتأمل قراءته ويتفكر فيها، فيكون هذا القيام روضة من رياض الذكر، قراءة وتسبيحاً ودعاءً وتفكراً كما يقوله الشيخ ابن عثيمين، في شرحه لرياض الصالحين.

فيا من يريد التدبر والانتفاع والتأثر والخشوع والشفاء؛ الزم هذا الباب العظيم الذي وصى به رب العزة في كتابه، وحث عليه محمد - صلى الله عليه وسلم - وداوم على فعله، وتبعه أصحابه وتابعيهم، ففي ذلك من الكنوز العظيمة، والخيرات الكثيرة مالا يحصيه إلا الله، ويكفي فيه شرفاً أنه وقت نزول الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا.
يا بَاغِىَ الإِحْسَانِ يَطْـلُبُ رَبَّهُ --- لِيَفُوزَ مِنْهُ بِغَــايَهِ الآمَـالِ
انْظُرْ إلى هدْىِ الصَّحَابَةِ وَالـذِي ----كانُـوا عَلَيْهِ فى الزَّمَانِ الَخْالِي
دَرَجُوا عَلَى نَهْجٍ الرَّسُولِ وَهَدْيه --- وَبِـهِ اقْتَدوْا فى سَائرِ الأحوالِ
القَــانِتِينَ المُخْبِتيـنَ لِرَبهِمْ ---- النَّاطِقِـينَ بأَصْـدَقِ الأقـوَالِ
يُحْيُونَ لَيْلــَهُمُ بِطَاعَةِ رَبهِمْ --- بِتِـلاوَةٍ، وَتَضَرُّعٍ، وَسُــؤَالِ
وإن من الأمور المهمة في هذا الموضوع أن يحرص العابد على فعل مقومات هذا الأمر من الإخلاص، والمتابعة، والمجاهدة، كما حرص السلف الكرام عليها؛ فقد سأل رجل تميم بن أوس الداري - رضي الله عنه - فقال له: كيف صلاتك بالليل؟ فغضب غضباً شديداً ثم قال: (والله لركعة أصليها في جوف الليل في السر أحب إلي من أن أصلي الليل كله، ثم أقصه على الناس). وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله، فإذا قرب الفجر رجع فاضطجع في فراشه، فإذا طلع الصبح رفع صوته كأنه قد قام تلك الساعة.

أمَّا مجاهدة النفس على القيام فهي من أعظم الوسائل المعينة على قيام الليل؛ لأن النفس البشرية بطبيعتها أمارة بالسوء تميل إلى كل شر ومنكر، فمن أطاعها فيما تدعو إليه قادته إلى الهلاك والعطب، وقد أمرنا الله تعالى بالمجاهدة فقال: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ)، وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)، وقال تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا).

وقال ثابت البناني: كابدت نفسي على قيام الليل عشرين سنة وتلذذت به عشرين سنة. وقال إبراهيم بن شماس: كنت أرى أحمد بن حنبل يُحيي الليل وهو غلام.

وكان الإمام البخاري يقوم فيتهجد من الليل، فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال.

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية في ليله منفرداً عن الناس، خالياً بربه، ضارعاً مواظباً على تلاوة القرآن، مكرراً لأنواع التعبدات.

إنَّ هذه الفضائل والتأكيدات من الشارع الحكيم جعلت علماء الشريعة يبحثون عن سر هذا الوقت الذي حث الشارع على إحيائه بالقرآن، فنجد أن النووي يشرح ذلك بقوله: (إنما رجحت صلاة الليل وقراءته؛ لكونها أجمع للقلب وأبعد عن الشاغلات والملهيات .. وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات مع ما جاء الشرع به من إيجاد الخيرات في الليل فإن الإسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ليلاً). [التبيان: 64]

ويشاركه ابن حجر العسقلاني بقوله: (لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية). [فتح الباري: (9/45).]

ويوافقهم ابن كثير بقوله: (قيام الليل هو أشد مواطأة بين القلب واللسان، وأجمع على التلاوة؛ وأجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهمها من قيام النهار؛ لأنه وقت انتشار الناس ولغط الأصوات وأوقات المعاش). [تفسير ابن كثير: (4/559).]

وهنا تأتي مسألة - قد يستفيد منها المتدبر - جاء ذكرها في الفتاوى الكبرى، وهي مسألة: أيما أفضل إذا قام من الليل الصلاة أم القراءة؟

وأجاب عنها شيخ الإسلام ابن تيمية بما يلي: بل الصلاة أفضل من القراءة في غير الصلاة نص على ذلك أئمة العلماء، وقد قال: (استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن). لكن من حصل له نشاط وتدبر وفهم للقراءة دون الصلاة فالأفضل في حقه ما كان أنفع له. [الفتاوى الكبرى: 2/41]

ومن خلال ما سبق يتبين أن المداومة على القراءة في التهجد فيها خيرات عظيمة، وهي معينة جداً على التدبر وتأثر القلب وخشوعه، فلا يثبت القرآن في الصدر ولا يسهل حفظه، وييسر فهمه إلا القيام به في جوف الليل كما يقوله الشيخ محمد الأمين الشنقيطي،ويقول السري السقطي: (رأيت الفوائد ترد في ظلام الليل).

إن الاتصال بالمصدر الرباني الذي نزّل القرآن هو زاد المتقين، وشعار المخلصين. الاتصال به ذكراً وعبادةً ودعاءً وتسبيحاً؛ حيث يلتقي العبد بربه في خلوة وفي نجاء، وفي تطلع وفي أنس، تفيض منه الراحة على التعب والمشاق الدنيوية، والهموم الحياتية، وتفيض منه القوة على الضعف والقلة.

حيث تنفض الروح عنها صغائر المشاعر والشواغل، وترى عظمة التكليف، وضخامة الأمانة. فتستصغر ما لاقت وما تلاقي من متاعب الحياة! فالله عزوجل الرحيم، كلف عبده الدعوة، ونزل عليه (القرآن) الزاد الصالح لهذه الرحلة المضنية في هذه الحياة.

نعم هو زاد لأصحاب الدعوة إلى الله في كل أرض وفي كل جيل. إنها حقيقة كبيرة لا بد أن يدركها ويعيش فيها رواد هذا الطريق من الأتقياء والمصلحين والدعاة إلى الله في هذا الزمن؛ خاصة في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة التي تعيشها الشعوب الإسلامية اليوم، فالتعبد لله عزوجل في هذه العبادة الليلية؛ نجاح وفلاح للدعوات والمشاريع النهارية.

فالتعرض لنفحات الله عزوجل في هذا الوقت وقراءة كتابه والاستعانة بالدعاء والتسبيح؛ هي زادٌ مضمون يعين على جميع مشاق الحياة وأتعابها.

وبعد؛ ففي النفس حياء وخجل، وخوف ووجل، فالتقصير حاصل، والفعل دون ذلك بمراحل، والله المستعان، ولكن هو التبليغ ولو بآية، والتذكير إن نفعت الذكرى، ولسان الحال، كشأن ابن الجوزي حين قال: (إلهي وسيدي إن قضيت علي بالعذاب غداً فلا تعلمهم بعذابي؛ صيانة لكرمك لا لأجلي، لئلا يقولوا: عذب من دل عليه).

فاللهم اجعلنا من عبادك المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، والصابرين على ما أصابهم، والمقيمي الصلاة، ومما رزقتهم ينفقون.

تحياتي


https://rooosana.ps/upme_uploads/07112011084456@0.gif
__________________
الله لا اله الا انت سبحانك استغفرك و اتوب اليك

رد مع اقتباس
 الصورة الرمزية النادر
النادر
مزعوط ذهبي
المشاركات: 1,257
تاريخ التسجيل: Jan 2012
النادر غير متواجد حالياً  
قديم 2012-03-30, 05:07 PM
  المشاركه #12
رد: ... صيد الفوآئد ...

موضوع مفيد من جميع النواحي

اخوي فياض شاكر لك
__________________
رد مع اقتباس
فياض
المشاركات: 1,933
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: السعودية الرياض
فياض غير متواجد حالياً  
قديم 2012-03-30, 06:11 PM
  المشاركه #13
رد: ... صيد الفوآئد ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النادر مشاهدة المشاركة
موضوع مفيد من جميع النواحي

اخوي فياض شاكر لك
حياك الله .. النادر

العفو يالغالي ..

أسعدني مرورك الكريم وتعليقك الوفي عيني ..

تحياتي ومودتي لك


https://rooosana.ps/upme_uploads/07112011084456@0.gif
__________________
الله لا اله الا انت سبحانك استغفرك و اتوب اليك

رد مع اقتباس
فياض
المشاركات: 1,933
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: السعودية الرياض
فياض غير متواجد حالياً  
قديم 2012-03-30, 07:19 PM
  المشاركه #14
رد: ... صيد الفوآئد ...


صديقتي (1)

سارة بنت محمد حسن


أحدثكم اليوم عن صديقتي..وهذا يعني أنني أكشف لأخواتي قطعة من دواخلي...وهذا لا يحدث في المعتاد إلا لمن له في قلوبنا مهاد!!

صديقتي تلك مختلفة عني في كل شيء ...في مظهرها وجوهرها..

دعكن من المظهر ولنتحدث عن الجوهر......

هي هادئة جدا جدا جدا ....وأختكم عصبية إلى درجة أنني أتوقع أن أنفث اللهب كالديناصورات وأن تنفث هي حبات من لآلئ الجليد !!

أنا أعشق الرياضة والهندسة والنحو

....وهي تبغضهم كما نبغض الموت والفقر والمرض!!

وهي تعشق التاريخ واللغات و كل المواد الأدبية ...وأنا أشعر مع هذه المواد بأنني غبية !!

وهذا هو جوهر الاختلاف ....لكن أبدا لم يكن جوهر الخلاف ...

بل كان جوهر التوافق المدهش..........

تماما كما تتجاذب أقطاب حجر المغناطيس المختلفة..وتلك تشبيهات فيزيائية مؤتلفة!

أول لقاء بيننا - كالمعتاد - كانت تشعر أنها لن تستطيع التعامل مع كتلة النار الحارقة التي هي أنا! هذا وهي لم تراني بعد متألقة بشذرات الغضب الحارقة ...ورغم ذلك كانت ترتجف فرقا

كان أول لقاء في الجامعة وأنا بعد ساكنة هادئة! ...لكنها رأت النيران المشتعلة تحت رماد الابتسامةالمفتعلة

لم أعرها اهتماما...لأني رأيت برودا سميته في الحال سلبية ..

وكانت معاملتي معها من قبيل هز الرءوس بالتحية والابتسامة الباردة المنسية!

وعندما يزداد (الوداد) تقول أو أقول في اشمئزاز : أهلا! ...والأفضل أن نسلم بتحية الإسلام على جماعة الجالسين كي لا تخصني أو أخصها بالتحية!!!

ثم جمعني بها لقاء في نفس العام ...ثرثرنا فيه كثيرا ..وصدق من قال :"تكلم حتى أعرفك!!"

وقد انتهى هذا اللقاء بأن كان لبنة صداقة ومحبة في الله لا انفصام لها إن شاء الله ...

انبهرت هي بأن عرفت أن هذه النار المشتعلة التي هي أنا ..قد يكون منها منافع كالتدفئة وانضاج الطعام!
وانبهرت أنا حين أدركت أن هذا الجليد له العديد من الفوائد الكرام!

كانت الثرثرة عن الدعوة ...فهي كانت داعية من النوع الهادئ اللطيف الذي يتلطف للناس ويكلمهم بالحسنى وتتحرج جدا أن تحرج أحدا ..
وكنت أنا أميل للدعوة بالتوبيخ والتخويف وأغلظ الأقوال والتعنيف ويا ويلها يا ويلها من يوقعها سوء حظها في طريقي!!

والآن قد مس الجليد النار...ومست النار الجليد ..

فلابد أن جبال ذابت وحدث طوفان ...ولابد أن الماء الذائب قد أطفئ قليلا من النيران ...

فلسوف أقص عليكم تأثير هذا المس العظيم بين النار والجليد ........فماذا حدث ؟؟؟



*****

صديقتي!
يا لها من ذكريات ..!!
* * *

عندما رن الهاتف واتصلتي بي لأسألك في روتينية...لماذا كنت غائبة؟! (هي المتصلة!!)

فتقولي كنت على سفر!!

فأهتف في دهشة والآن عدت؟!

لتهمسي في نفسك في سخرية: الحمقاء تظن أنني أهاتفها ما أن عدتُ من السفر!

ثم تقولي في لباقة بصوت عال: بل عدتُ من يومين! ثم تنتقلي للسؤال عم كنتِ تريدين!!........

ما كنتِ تتوقعين أن تسارعي يوما إلى الهاتف كلما عدتِ أو خرجتِ من البيت ...لتتصلي بي!
وما كنتُ أتوقع أن أفعل ذات الأمر معك!!

* * *
من أين أبدأ ومن أي منحنيات الذكريات أمر؟!...أمِن حين تغيرتُ أم من حين تغيرتي؟؟..أم من .........؟؟!

لعل المناسب أن أبدأ من البداية......

حين جلستُ أستمع في ملل بعد انتهاء دوام الدراسة إلى قصة حياتك!

لستُ أتذكر ملابسات الجِلسة..
كما لستُ أدري ما هي الخصلة الحسنة في أخلاقي التي دفعتني يومها للجلوس أستمع في سأم حقيقي لما تقصيه عليّ، وأشرد بذهني وأتسائل ...متى ستنتهي؟ وماذا تريد؟!

لستُ صديقتها وليست صديقتي!!

* * *

لم تكن وقتها ترتدي النقاب...وكنت وقتها قد مر على دخولي عالم الالتزام عامان!

عامان قضيتهما بين أوراق المذاكرة في مدارس الراهبات...أتحداهم ويتحدونني.....

عامان لم أتخلق فيهما بخلق إلا التحدي..
والغضب...
والشدة...
والجفاوة...
والوحدة...

عامان ما بين الأوراق والكتب...ونظرات التحدي...والابتسامات القاسية...

وتلك نقطة مشتركة بيني وبين صديقتي!!..هي كذلك كانت في مدارس الراهبات ..

العلم الشرعي الذي حزته فقط هو أن من ليس معي فهو ضدي..

من لا ترتدي النقاب فهي بالتأكيد حمقاء متساهلة مفرطة في أمر دينها...

ترجيح الحرام واجب شرعي....والأخذ بالأصعب والأشق...هو الراجح دوما..

الترهيب حتى يقنط السامع من رحمة الله...أما الترغيب فهو أمر ينم عن ضعف الدين والتقى!

وأشرق بعدهما أمل جديد...أن دخلت جامعة الأزهر! وسطعت نفسي وأنا أمنيها بالعلم الشرعي!! لأتلقى صدمة قاسية...

لا علم
ولا شرعي

فما ظنكم في ظني بــــــها؟!
* * *

جلستُ يومها أستمع لها في ملل ويسقط جل ما تقول من ذاكرتي وأنا أتظاهر بالاهتمام...

ثم افترقنا..وأتتني في اليوم التالي تقص علي بهدوئها المعهود وأستمع لها بسأم مفروض..

قرعت أذني كلمات..."الكلب...طفقت أجري.......تذكرتُ أنني نسيت الأذكار ....صرخت يارب...انصرف...قال أحدهم ......"

قلت لها وأنا لا أفهم: ماذا حدث؟؟!
......

فماذا حدث؟؟!!

* * *


كانت تقص بنبرة...لا أثر فيها للانفعال!!

ابتسامتها متألقة كما هي ..

لا أدري ما الذي يربطني دائما بهذا النمط الهادئ ..ولكن الحقيقة أن أقرب صديقاتي دائما ما يكن هكذا! وكأن الأقطاب المختلفة تتجاذب

حسنا ..لأني أوقن الآن أنكن تأكلن كلماتي أكل الجائع للطعام..ولن تستشعروا جمال حكاياتي لأنكن في الواقع تردن معرفة .......القصة..!! : ))


قالت صديقتي:" سهوت يوم جلست معك بعد دوام الدراسة عن ذكر الله تعالى بما ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم في المساء..

ورغم ذلك كانت الجلسة سعيدة ومفيدة

وفي طريق العودة كنت أسترجع كلماتي وكلماتك وأتعجب لماذا كنت أظن فيك ظن السوء (المسكينة غيرت فكرتها عني!!)

فشردت ثم ... (هنا سقط من الذاكرة)

ومشيت في الشارع وأنا أفكر وأفكر..ولم أنتبه إلى على صوت الكلب والنباح ..

التفت خلفي فرأيت...يا رباااااه أغثني!

كلبا كبيرة شرسا يجري خلفي..

ولا تسأليني عن دروس الأمن وأنك إن رأيت كلبا فلا تجري..

فما أن رأيته إلا وأطلقت ساقي للرياح ...

وقفز الكلب على ظهري فوقعت أرضا ...وشعرت بأسنانه الحادة على نعل حذائي

لم أدر إلا وأنا أصرخ ياااااااارب (صوتها علا قليلا ها هنا ..يلاحظ المستمع انفعالا خفيفا يكاد يكون غير ملحظوظ!!)

تذكرت أنني لم أذكر الله بأذكار المساء...عاهدت ربي في ثانيتين ألا أترك الذكر أبدا أبدا أبدا ...واستسلمت لقدري ولا يردد لساني إلا قولي: يارب ...وقد تعلق قلبي بالله وحده! وملأ فؤادي اسمه سبحانه وتعالى وغاب عني كل حبيب وكل بشر ولم أتذكر إلا هو سبحانه وأنني ليس لي رب سواه...


الثانية الثالثة..!!

انسحب الكلب!!!!!!!!!!!


وأقبل رجل أمن يحرس بنكا بالشارع ليهنئها على السلامة ويقول : سامحيني يا أختي !!ما كان لي أن أتدخل يا أختي! لقد فتك هذا الكلب برجل بالغ من يومين فقطعه إربا!! وأنا لا أدري كيف تركك ومضى دون خدش!"

جعلت صديقتي تنظر إلى حذائها الذي كان في فم الكلب من لحظات..

وتتفحص جسدها مندهشة...

وتقلب كلام الرجل في ذهنها...

ثم أكملت طريقها ...

وجعلت تحمد الله وهي توقن أنه هو سبحانه الذي أنقذها ..


ثم جعلت تردد أذكار المساء ....بمنتهى الأدب!


وها قد لاحت ساعة الرحيل وإن قصص صديقتي لم تنتهي!
وتوضيح ذلك طويل المدى...فأستمحيكم عذرا وإلى الملتقى!!

--------------

ملحوظة : الحوار ليس باللفظ بل بالمعنى...ولا ريب أنني تصرفت في الألفاظ تصرفا شديدا ..

تحياتي


https://rooosana.ps/upme_uploads/07112011084456@0.gif
__________________
الله لا اله الا انت سبحانك استغفرك و اتوب اليك

رد مع اقتباس
فياض
المشاركات: 1,933
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: السعودية الرياض
فياض غير متواجد حالياً  
قديم 2012-03-30, 07:22 PM
  المشاركه #15
رد: ... صيد الفوآئد ...


صديقتي (2)

سارة بنت محمد حسن


نكمل قصتي وصديقتي..

لا أدري بالتحديد متى بدأتُ أقتنع أن هذا الكائن البارد يصلح لتبادل المعلومات والأفكار!!
ولا أدري أيضا متى قررت هي ذلك..
فقط وجدنا أنفسنا أصدقاء..!!
وأصدقاء بين النساء يعني الكلام...الكثير من الكلام...كلاما كثيرا...كلام من بعده كلام...كلام ...كلام...

ولأنه يفترض أننا أخوات نرغب أن نكون على (الجادة)..فلم يكن الكلام مثل أي كلام..!

فأكثر الكلام الذي كان بيني وبين صديقتي هو من موقف فعلْتُه أو موقف فعَلَتْه..ثم نقيمه وننقحه ونفنده ونحقق في نوايانا ونقرر منه ما وافق الشرع وما خالفه وما الذي يحسن إن تكرر أن نفعله!!

وكم استفدت من هذا الحوار..

وكم قعدنا من قاعدة شرعية !!

وكم وأصلنا من قواعد دعوية !!

نعم ((قعدنا)) القاعدة وأصلنا المسألة ..وأشهر قواعدنا !! التي اكتشفنا بعدُ أن لها أصلا في الشرع (تخيلن!!) هي قاعدة: الضرر يختلف عن المفسدة!! ولها قصة أخرى..

وهذا رزقي من الخلان..

فخير الإخوان في الله من يناقشك فيتأدب..

ويعارضك فيتلطف..

ويخطئك فلا تغضب ...

لا سيما أن لي ولها مواقف تحسب على أهل الجنون أشد جنونا ...

ولكل موقف قصة ..لا أدري بأيتها أبدأ ..

ترى...بأيتها أبدأ ؟!

* * *

صديقتي!

هل كنا ننتمي إلى حزب الجنون عندما فعلنا ذلك؟!

وهل كانت البداية عندما قررتُ لك القاعدة المفضلة: أن الضرر يختلف عن المفسدة؟

أم كانت البداية عندما ذهبتُ مع أهلي إلى الحديقة؟!

* * *

لا شك أننا يا صديقتي كنت مصابين (بشيء ما) لا يخفى على العقلاء!!

أتذكرين أنك طالما أوقفتك أخت في الشارع لا تعرفينها ولا تعرفك لتسألك سؤالا واحدا:

أختي لقد رأيت رؤيا! هل يمكنك تفسيرها؟!

وكأنها عرفت أن صديقتي ممن يهتم بهذه الأمور!!

لتنطلق صديقتي في محاضرة طويلة أن تفسير الرؤى يكاد يكون فتيا ولا يصلح لها كل الناس، وأنها إذا فسرت وقعت كما في الحديث.
أذكر وأنت تقصين عليّ محاولة إيقافك حركة لسان متدخلة فضولية انطلقت بأريحية لتفسر الرؤيا دون أن يطالبها أحدهم بذلك!!

أتذكرين أنني طالما التفتت لي فتيات لا يرتدين ما يستر العورات، ولا يعرفن من أنا ليسألنني:

هل النقاب فريضة؟!

أكنتُ عجبا عندما شكوت لمعلمتي هذا (الشيء ما) الذي أتفاجأ به كل مرة، وشكوت لها عجزي عن الرد، فإنني إن قلتُ فرضا فقدتُ فرصة الدعوة لمن أتتني راغبة، وإن قلتُ ليس بفرض عجزت عن النظر في المرآة بعدما فقدتُ احترامي لنفسي!

أكنتُ عجبا حينما لم تصدقني، وجمعتنا يوما حلقة علم كانت هي المتصدرة فيها، لتلفت بعد انتهائها احدى الفتيات إليّ تحديدا وتخصيصا دون غيري متجاهلة الأستاذة المتصدرة لتسألني سؤالا واحدا:
هل النقاب فريضة؟؟!

لننطلق في ضحك مستمر ونضرب الأكف عجبا: أقد كتب على جبيني سلوها عن النقاب دون غيره؟

أكان يومها حسنُ الإجابة أن ألفت نظر السائلة إلى البدء بما هو أولى لها من ستر ما قد بدا من المفاتن الحاسرات ثم البحث بعدها عن حكم ستر الوجه

أم أن ألقي أحجاري فلا تنتفع مني بشيء؟! ولا تتعلم كيف تتدرج في سلم الطاعة فتسقط بسببي على أم رأسها؟؟!


هذه لمحة عن صديقتي وأنا!
* * *

عندما ذهبتُ إلى الحديقة مع أهلي لأول مرة من زمن تلبية لدعوة الأخوال والخالات للترفيه عن أبنائهم وأنفسهم!

وكانوا يعرفون ميلي للعزلة وعدم رغبتي في الخروج

وبعد إلحاح وإلحاح وإلحاح

خرجت معهم أؤمل في يوم من القراءة بين الخضرة وتحت الأشجار ممنية نفسي أن الحديقة واسعة جدا ولن يحدث شيء...لن يحدث شيء

لن يحدث....

وما كل ما يتمناه المرء يدركه....تأتي الرياح بما لا يشتهي السَفنُ!!

فماذا حدث؟!

* * *

مرت الساعات لطيفة مريحة ..

أن تجلس في مكان أخضر مزهر،

..إنها لنعمة لو تعلمون!

حديقة متسعة غناء، يمكنك أن تختار مكانا ظليلا وتشعر فيه بشيء كبير من الخصوصية!! وهذا أمر نادر في بلادنا ولكن لعل ذلك يرجع إلى التوقيت!

ثم أُذّن لصلاة الظهر فقمتُ أبحث عن مسجد..

وفي الطريق من مكاني الظليل الجميل..إلى المسجد

وجدت ما لم أتخيل وجوده في الحديقة الغناء!

فتى وفتاة...ثم على مقربة أو مبعدة..فتى وفتاة...وهكذا دواليك...

في جلسة شاعرية ...بعضهم قد تجاوز قليلا أن تكون الجلسة "مجرد" جلسة ...وأبى إلا أن يجعلها جلسة وأشياء أخرى

وطول الطريق إلى المسجد تدور الأفكار في ذهني...

ماذا ينبغي أن أفعل؟؟!!

ذهبت للصلاة متأثمة...يدور في ذهني فكرة واحدة!

إذا قضى ربي نزول العذاب فإني معهم من المعذبين!!

ولم لا أنكر المنكر؟؟!

أنهيت الصلاة لأجد خالتي تنتظرني لنعود معا! فأشرت إليها أن تقدمي واسبقيني فإني سأمكث وقتا ما..

ثم أخذت دورة واسعة حول المسجد أتفقده وأسترد شيئا من نفسي بعد أن زهقت روحي زهوقا عندما أشعرتها أنني لما خططت إليه فاعلة وعلى ما عزمت عليه متقدمة..!

ثم استعنت بالله وتوكلت عليه وأقبلت على أول اثنين

وما أن رأياني مقبلة حتى اعتدلا في مجلسهما ورفعا إليّ أعين هلعة، وانسحبت الأيدي المتشابكة بسرعة..وكأن الوجوه صارت صفراء شاحبة

فأكملت مسيرتي في اتجاههما وما أرى من مظهرهمها إلا وكأنهما ينظران لشبح!

فقلت بصوت شاحب كوجهيهما: فقط أريد أن أقول لكما إن الله يراكما!

ولم أزد كلمة ثم انصرفت مسرورة شاعرة أنني أنكرتُ منكرا، ووعظت وعظا بليغا، لا أدعي فيه أنني كنت من المخلصين لكن ظللت أذكر نفسي أن عسى الله أن ينفع بتلك الكلمة.

وأعجبتني الفكرة فأخذت جولة أوسع فمنهم من يرد عليّ ردا ساخرا، ومنهم من لا يعقب، ولكن رعبي كان قد زال وهدأت نفسي وذهبت انتفاضة روحي!


وأعجبت صديقتي الفكرة وكدنا نجعلها "سنة" كل أسبوع

ثم أنقذنا الله بشيخ ثقة علمنا أن إنكار المنكر مرتبط بما إذا رآه اتفاقا وليس بمن جعل يوما ينكر فيه المنكر ثم مكث سائر أيامه لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا!!

فمكثنا في بيوتنا نحمد ربنا على نعمة الهدى، ونقر أن القرار في البيوت خير لمن اهتدى، لا سيما إن كانت من النساء العاقلة..

ثم صار لدينا شيء من هذه العادة

وصرنا ننكر ما نراه منكرا، واقتصرنا على الأخوات - لا سيما في طريق الذهاب والإياب من الجامعة وذلك على هيئة ثرثرة نسائية وهو شيء تستطيعه كل النساء بجدارة.
ولا أخفي عليكنّ أن من الصولات ما كانت توصف بالجنون!! بل الجنون يستحي ..!

ولكن التقصير حليفنا ولا ريب وإني والله نادمة على كل ما فوتناه على أنفسنا من خيرات وليس لنا أن نقول إلا قدر الله وما شاء فعل...ولعل الله أن يرفع عنا الوهن

ومن هنا وغير ذلك نشأت قاعدتنا أن الضرر يختلف عن المفسدة :

فكون المرء يفعل عبادة يترتب عليها ضرر لنفسه تختلف عن خير يظنه، يترتب عليه من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله

ولكل طاقته وقد يتفق الضرر مع المفسدة كثيرا

والقاعدة تحتاج لاستطراد طويل يرجع إليها في كتب أهل العلم والدين، لا سيما الكتاب الماتع والبرق الساطع : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لشيخ الإسلام ابن تيمية

ففيه يفرق بين المفاسد ويعلم المرء كيف يقدم درء المفاسد على جلب المصالح وكيف أن درء أعلى المفسدتين مقدم على الأقل

ولا ريب أن الموازنة بين المصالح والمفاسد حكمة يؤتيها الله من يشاء

ولكن ليس كل ضرر مفسدة!! .. أهـ

تحياتي


https://rooosana.ps/upme_uploads/07112011084456@0.gif
__________________
الله لا اله الا انت سبحانك استغفرك و اتوب اليك

رد مع اقتباس
فياض
المشاركات: 1,933
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: السعودية الرياض
فياض غير متواجد حالياً  
قديم 2012-03-30, 08:49 PM
  المشاركه #16
رد: ... صيد الفوآئد ...


نبوح سويا

صباح نوري محمد الضامن


بسم الله الرحمن الرحيم

في كل مرة تتعرض أمتنا لمثل هذه الأزمات تبدأ ردود أفعالنا وتظهر ثوراتنا المكبوتة في الداخل من القهر وعدم القدرة على البوح وربما من عدم الاهتمام أو بأهون الأمور وربما ليس من أهونها
لعدم الفهم
وليس عدم الفهم لقضايانا وأمورنا وحياتنا وسياساتنا بدءا من رغيف العيش وانتهاء باختيار قائد يقودنا في مجتمعاتنا ذنب يتحمله فئة معينة بل هو ذنب الجميع
أهون الأمور عدم الفهم ولكن عدم الفهم بماذا ؟؟
ما هو الشيء الذي يجب علينا أن نفهمه ؟
إنه أمر ديننا ..
نحن لا نفقه كيف نتعامل مع الأوامر والتكاليف التي أتى بها نبينا صلى الله عليه وسلم ولا كيف نتعامل مع قرءاننا ولا كيف نبني في داخلنا شخصية مسلمة حقة لنكون كما كان سلفنا الصالح لما كانوا في قمة الهرم الدنيوي وحكموا الدنيا بدينهم , بعدلهم , وعلمهم .
ونحن لا نفقه فقه الأولويات
ولا نفقه ثقافة التدين
ولا نفقه تقافة البحث والتعلم لما يحيينا ويجعلنا أسوياء
ولا نفقه أهم الأمور ألا وهو البدء من البذرة لتصبح حديقتنا يانعة .
ولهذا نرى أننا فقط حائط يرد أفعال الآخرين فينا وصدى يسمع صوتنا نحن ويردده دوما وفقاعات في فناجين تثور وتثور كلما ضاقت واستحكمت وكم من مرة ضاقت واستحكمت وثارت خيلنا في دوائرنا فقط وأرضنا ومحورنا بلا فائدة سوى تفريغ شحنات الغضب والحزن والإحباطات .
وكلما حدثت مصيبة من مصائب أمتنا يدور قلمي ليحكي نفس الكلمات ويحث على نفس التوصيات ومؤتمر أعقده مع نفسي ولا أدري كم من بنوده أنفذه أنا قبل الآخرين
وليبقى لي فقط قيادة فكري ولا أحد يستطيع أن يبعثره وليبقى يقول دوما :
ردود الأفعال الآنية قد تفيد من صناع القرارات أما من الشعوب فلديهم صناعة قرارات أخرى :
قد يشاركوا في قرارات آنية ولكن الأهم والأنسب والأفضل والأدوم أن يكون لهم صناعة دائمة لقرارات تبنيهم .
كم من مرة تساءلت عن كم الغضب والوقت الذي ننفقه فيه دون أن نترجم هذا الغضب لواقع عملي وآليات تنفيذية لخطوات تجعل من هذا الغضب نفخا لنار العمل لتحرق الوهن والضعف والخمول والجهل .
لربما لا يتمكن الإنسان من لجم غضبه لما يرى كم التعذيب والقهر والاستعباد والفساد والمؤامرات .
ولكنه ينسى كم من مرة غضب ثم برد هذا الغضب لما يلوي عنق المصيبة ويذهب الحدث ليحل معه فوضى تفكير ويتبعه استسلام للواقع لتعود القصة الأزلية وهي :
أن هناك أناس عرفوا كيف يستغلون وقتهم في بناء شخصياتهم وأمور دنياهم على حسابنا لأننا فشلنا في معرفة كيف نبني جسرا نعبر عليه إلى بر الأمان ويكون فهمنا واتباعنا لدستورنا القرءاني وتنفيذ ما اتى به من حياة كاملة تحيينا وتعيننا هو ذاك الجسر . فتتراكم كميات من الفشل والإحباطات التي تجعلنا بين الفينة والأخرى لا نتقن إلا لغة الغضب .
وتتعالى صرخات صادقة مخلصة بين الفينة والأخرى من جراء ما نرى من مصائب تحيق بأمتنا الإسلامية تتعالى لتقول الحل معروف وقد تركتموه
إنه الجهاد في سبيل الله ويبدأ النداء ويبدأ اللوم لكل من تقاعس بحمل السلاح بكل أنواعه ابتداء من سلاح القلب والقلم وانتهاء بالنار والحديد وتبرز هنا أسئلة حتى نصل بهذا البوح سويا لنقطة قد تنقذ فينا من هو في غرفة الإنعاش
إنه قلبي وقلوبكم ..
كيف نصل إلى المرحلة التي يكون الجهاد فيه المحور الرئيس لحياتنا ؟
وهل هذه أمة تستطيع الجهاد الآن .؟؟
وما هي مقومات المسلم المجاهد ؟؟
وكل إجابة هنا سيجب أن تخضع لكير البحث من براكين خامدة في جوف قرارنا
كل إجابة يجب أن تكون بحكمة لا انفعالية
كل إجابة يجب أن يستدل بها من فعل وسيرة المصطفى المجاهد عليه أفضل الصلاة والتسليم
كل إجابة يجب أن يفهم فيها فقه الواقع وحال الأمة
كل إجابة يجب أن تكون ذات هدف لتعطي منارة وسبلا لا لتكون حبرا فقط ترسم به الفلسفات أو التنظيرات
كل إجابة هنا يجب أن تبتعد عن اللوم والتقريع والتحبيط والاتهام
كل إجابة هنا يجب أن تكون في البدء وفي النهاية خالصة لله
فلنناقش الأولى : كيف نصل إلى المرحلة التي يكون الجهاد فيه المحور الرئيس لحياتنا
إن الله سبحانه وتعالى ينظر في القلوب والأعمال ولما يرى منا عملا لنحيي به هذه الفريضة فإنه يسهله لنا حتى يرانا وقد جعلنا همنا كله لنبني الشخصية القرءانية المسلمة لله قولا وعملا
فيسخر لنا الأجواء التي تعيننا .. فأي الأعمال نتقن فلنعمل بنية خالصة .. ولا نقول هذا ليس أوان العمل .
وهل هذه أمة تستطيع الجهاد الآن ؟؟
سؤال يجيبه كل واحد منا في داخله ,
سؤال يبحث عن إجابته من فعل السلف الصالح كيف كانوا حتى كانوا أمة جهاد فتحت لهم المدائن ويقيس :
هل يفعل فعلهم أو أقل أمر من فعلهم ؟ فإن عرف وفهم فإنه :
ينتقل بالفهم لجواب السؤال التالي وما هي مقومات المسلم المجاهد ؟
وهنا يجب أن يفهم أولا ما هو الجهاد وقبل أي شيء
البوح هنا يجب أن يكون عاليا وليس همسا وسويا وليس انفراديا مكبلا بخوف من كلمة الجهاد التي ظهرت في الآونة الأخيرة كأنها سيف مسلط على رقابنا إن أعلناها سقطت أوراق شجرتنا المختفية خلف أسوار واهية ..
والكل يعلم ما تحاوله دول الغرب ومن ورائها اسرائيل من حذف فكرة الجهاد حتى تبقى كالعلق تمص ثرواتنا ومقدراتنا ويبنون بمالنا حياتهم
الجهاد الصريح الذي يخافونه هو جهاد السيف وهم يظنون أننا إن أعلناه قتلناهم واهلكناهم ودمرناهم وهم لا يعلمون أن الجهاد في عرفنا يعني الانتصار للمظلوم ونشر العدل ونشر الدين الحق
لا يعلمون أن نشر ديننا ما كان بالسيف أبدا إلا لمن ظلم وبغى
وبعد :
علينا أن نتعلم تماما فنون الجهاد في كل حين :
فنون الجهاد في سبيل الله متنوع وكثير , من بذرة نجني حديقة ومن نقطة نحصل على حرف ومن حروف نحصل على جمل وكتب .
فنحن مأمورون بالجهاد
أمر بالمعروف ونهي عن المنكر جهاد
قولة حق عند سلطان جائر جهاد
نصرة المظلوم جهاد
مساندة الكل وقت الرخاء والشدة جهاد كل بما يستطيعه
تربية النفس على الخير والعمل الصالح جهاد
وحمل السيف ساعة النفير والعدوان على دين مال وعرض وأرض
جهاد
مقاومة الشيطان في كل حين جهاد
فعل عكس الهوى جهاد
الإنفاق جهاد
ترك الشهوات جهاد
ومن يزيد ..
من يزيد
فهل نحن حقا نبوح هنا سويا بكل ما لدينا أم لا زلنا نظن أن الغضب فقط هو المطلوب
فلنغضب الغضب الإيجابي ولنجاهد أنفسنا وليرى الله منا عملا دؤوبا له بنية رضاه والجهاد في سبيله
فبين غمضة عين وتفتيحتها يغير الله من حال إلى حال ...
فإن صدقنا وكان بوحنا ليس همسا في ردهات الخوف
وكان عملا كتبنا عنه كثيرا .. وتكلمنا وثرثرنا كثيرا
نكون على الطريق .

تحياتي


https://rooosana.ps/upme_uploads/07112011084456@0.gif
__________________
الله لا اله الا انت سبحانك استغفرك و اتوب اليك

رد مع اقتباس
مزعوط زعطه واعره
مزعوط قدير
المشاركات: 176
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: السعوديه
مزعوط زعطه واعره غير متواجد حالياً  
قديم 2012-03-31, 12:13 AM
  المشاركه #17
رد: ... صيد الفوآئد ...



أخوي فياض

الله يجزاك خير

ويكتب لك في كل حرف الف حسنه
رد مع اقتباس
ADMNTK

... صيد الفوآئد ...

المشاركات: 2,131
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: فُيُ ركُنيُ آلهآديُ
ADMNTK غير متواجد حالياً  
قديم 2012-03-31, 01:13 AM
  المشاركه #18
رد: ... صيد الفوآئد ...

بــــــــــــــــارك الله فيك اخوي فيــــاض ..... وعساك ماتنحرم من الاجـــــــــر ..
رد مع اقتباس
فياض
المشاركات: 1,933
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: السعودية الرياض
فياض غير متواجد حالياً  
قديم 2012-03-31, 06:44 AM
  المشاركه #19
رد: ... صيد الفوآئد ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مزعوط زعطه واعره مشاهدة المشاركة


أخوي فياض

الله يجزاك خير

ويكتب لك في كل حرف الف حسنه
حياك الله .. مزعوط زعطه واعره

وأنت كذلك أخي .. اللهم آمين ..

ممنونك عالمرور والتعليق عيني ..

تحياتي لك


https://rooosana.ps/upme_uploads/07112011084456@0.gif
__________________
الله لا اله الا انت سبحانك استغفرك و اتوب اليك

رد مع اقتباس
فياض
المشاركات: 1,933
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: السعودية الرياض
فياض غير متواجد حالياً  
قديم 2012-03-31, 06:46 AM
  المشاركه #20
رد: ... صيد الفوآئد ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ADMNTK مشاهدة المشاركة
بــــــــــــــــارك الله فيك اخوي فيــــاض ..... وعساك ماتنحرم من الاجـــــــــر ..
حياك الله .. ADMNTK

وأنت كذلك أخي .. اللهم آمين ..

ممنونك عالمرور والتعليق عيني ..

تحياتي لك


https://rooosana.ps/upme_uploads/07112011084456@0.gif
__________________
الله لا اله الا انت سبحانك استغفرك و اتوب اليك

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:04 PM