تشهد مدينة سيدي بنور هده الأيام أزمة عقارية خانقة تتمثل في انعدام أراضي داخل المدار الحضري قابلة للتجزئة , مما أدى إلى ارتفاع ثمن ما تبقى من بقع مخصصة للبناء في التجزءات المنجزة قبل 2009 و هدا بدوره جعل فئات من المواطنين و خاصة الموظفين يبحثون عن أراضي بهدف خلق وداديات أو تعاونيات سكنية تكون أقل تكلفة. ادن ماهي أسباب الأزمة العقارية بمدينة سيدي بنور ؟ وماهي الحلول الممكنة لحلها ؟
.І- أسباب الأزمة ü
أول ما يمكن أن نتحدث عنه في هذا الإطار هو الأراضي السقوية التي تحيط بالمدينة من كل مكان و صعوبة إخراجها من الدائرة السقوية إلى الدائرة الحضرية نظرا لتعقد المساطر من جهة و عجز الجهات المسئولة عن اتخاذ قرارات شجاعة يفرضها التوسع الطبيعي للمدينة من جهة أخرى.لكن ثمة سؤال يستحق أن يطرح و هو : هل يحق لنا أن نضحي بالأراضي الفلاحية لكي تتوسع المدينة ؟
يظهر أن هذا التساؤل مشروع من وجهة نظرنا على الأقل , فالأراضي الفلاحية سوف تتجه نحو الانخفاض في حين أن التزايد الطبيعي للسكان يفرض زيادة المساحة المخصصة للزراعة و ليس العكس ثم إن الزراعة السائدة بالمنطقة شأن أغلب المناطق الفلاحية , فلسنا كاليابان التي لاتحتاج الكثير من منتجاتها الفلاحية إلى تربة كي تنمو و تنضج فالعلم عندهم يلعب دور حاسما في الموضوع.
ü السبب الثاني يتمثل في وجود " مافيا عقارية " يمكن تقسيمها إلى قسمين:
القسم الأول يتمثل في أرباب القطاع الخاص(الدين يعدون على رؤوس الأصابع ) و يسعى هؤلاء إلى شراء كل أرض صالحة للتجزئة بالمدينة مستغلين انحصار المدينة نتيجة الأراضي السقوية المحيطة بها.و الهدف مما يقومون به هو المحافظة على ارتفاع أسعار العقار و هذا ما يفسر التقارب في الأثمنة بين العقارات في مدينة سيدي بنور و نظيراتها في مدينة كالجديدة.
أما النوع الثاني من هذه المافيا فينتمي إلى القطاع الشبه العام و مثاله في مدينة سيدي بنور تجزئة " الوف اء ІІ" التي هيئتها مجموعة العمران و لم تستفد منها ساكنة المدينة إلا بنسبة قليلة , لدر الرماد في العيون طبعا , فبقع العمران أغلبها مرر إلى أشخاص لاصلة لهم بالمدينة و هم الآن يعيدون بيعها بأثمنة تفوق الضعف .بالله عليكم هل يعقل أن يستفيد شخص من فاس من بقع توجد بمدينة سيدي بنور ؟؟؟
ü السبب الثالث و قد يكون مؤقتا هو اهتمام عمالة سيدي بنور الجديدة بمنطقة الوالدية . و قد يكون هذا الاهتمام مؤقتا و هي جديرة به لكن مدينة سيدي بنور يجب أن تلق الاهتمام الأكبر و خاصة في مجال التوسعة العمرانية للمدينة.
ІІ- الحلول المقترحة
في رأيي المتواضع فان حل المشكلات في العصر الراهن لايكون بقرارات فردية و إلا فلنتأمل إصلاح التعليم في المغرب مثلا كيف أصبح صانعوه يتحدثون دون خجل من أنفسهم عن إصلاح الإصلاح لأن قراراتهم لم تحترم آراء عدة أطراف لها ما تقوله في المسألة.
لم نخرج عن الموضوع و لكن الأزمة العقارية بسيدي بنور تحتاج إلى أخد للآراء من جميع الفاعلين و الغيورين على المدينة عن طريق مناظرات جهوية أو ندوات سمها كيف شأت ... الحل جماعي و لا داعي إلى المغامرة , فتوسع المدينة عموديا ستواجه هشاشة الأراضي لأنها كانت فلاحية في معظمها و توسعها الأفقي سينقص من المساحة المسقية ذات القيمة الكبيرة فإلى متى ستبقى الحاضرة تأكل الأراضي الصالحة للزراعة ؟!
الحل الثاني يكمن في بدل الجهود لتنمية بعض المراكز المهمة المحيطة بسيدي بنور(مثل أولاد عمران- حد العونات – جمعة أمطل ) لأن الأوضاع التي تشهدها هده المراكز تجعل شريحة مهمة من الناس تفضل الاستقرار بمدينة سيدي بنور عوض الاستقرار في هذه المراكز و نخص هنا شريحة الموظفين سواء في التعليم أو في الإدارة الترابية , فلو كانت هذه المراكز تتوفر على بنيات تحتية مهمة و مرافق حيوية و من بينها الطرق و المستوصفات و الحدائق و غيرها من الضروريات لما فضل هؤلاء الموظفين الاستقرار في سيدي بنور حيت يتكبدون عناء التنقل كل يوم للعمل في هذه المراكز و لما أصبح البحت عن شقة للكراء بسيدي بنور كالبحت عن إبرة داخل كومة قش.
الحل الثالث نفسي و يتعلق الأمر بالإرادة لفعل ما يتعين فعله لأنه إن لم يتوفر هذا العامل فلن يعدوا كلامنا أن يكون ضربا على الحديد البارد.
هذا الموضوع منقول