
سلوك (القطيع) في السياحة ... ليس سياحة
.
يندر أن يتجاوز عدد كبير من سياح الخليج إلى المغرب مشكلة التقليد
يسكن شخص في أوتيل ثم يتبعه أصدقاؤه وأصدقاؤهم. بعد فترة تكتشف أن دول الخليج الست يسكنون في كل مدينة في فنادق وفلل وشقق محدودة. يزورون نفس الأماكن. طقوسهم في السفر متشابهة. النهار نوم والليل سهر. غالبا هم يتسابقون مع السياح الآخرين على وجبة الإفطار لأنها الفرصة الوحيدة للإلتقاء بين السهرانين وبين الذين استيقضوا ويتأهبوا بعد تناول الإفطار لممارسة السياحة على طريقتهم.
سياح المغرب الأوربيين يومهم يبدأ صباحا، أما سياح الخليج فيومهم ينتهي صباحا.
ليس عند السائح الأوربي نفس الهموم اليومية فيما يخص السكن. هو غالبا رجل عملي. يقرأ تقييمات الذين سبقوه في السكنى؛ وهو أيضا يكتب في الموقع الذي قام بالحجز من خلاله تقييمه للفندق. يتحدث عن الإيجابيات والسلبيات ...إلى آخره.
في فندق - مثل صحارى مثلا - وحدهم الخليجيون ممنوعون من إدخال الأطعمة؛ هذا النظام لا يتم تطبيقه على الأوربيين لأنهم يعلمون أن هذا مخالف لأنظمة السياحة؛ ويعرفون أن هذا السائح لن يتردد في الشكوى. شاهدت سياحا يأتون لممارسة هواية الصيد في صحاري المغرب؛ وسياحا يتجولون في الأماكن الأثرية.
هذا السائح يأتي ومعه كتاب يتضمن كل التفاصيل عن المغرب؛ وهناك تحذيرات طريفة تقول له: لا تفعل كذا في هذا المكان أو ذاك.
شاهدت سياحا أوربيين يرتادون الأماكن التي يرتادها الخليجيين كجزء من التعرف على بعض العادات اللافتة في السهر.
عندما تدخل في تفاصيل السياحة الحقيقية ستكتشف أن المغرب أجمل وأكبر وأعمق حضارة من مجرد سؤال تافه عن إقامة بمواصفات معينة
بعض السياح الخليجيين أصبحو ينتظمون سنويا ضمن عادات مكرورة في أماكن السكن في الرباط وكازا ومراكش...إلى آخره.
هذا الأمر ليس في المغرب وحده؛ الصورة تتكرر في بيروت وباريس والقاهرة. في كل مكان الخليجي يمارس السياحة وكأن على رأسه بطحا...لا تصدقوا كثير من النصائح وحاولوا أن تمارسوا مغامرة اكتشاف الفنادق والأماكن بأنفسكم. لن تخسروا كثيرا إن لم تسكنوا في هذا المكان أو ذاك. ما تتهرب من دفعه في فندق محترم أنت تدفع أضعافه لمرتزقة كلما أعطيتهم أمعنوا في إهانتك.
لا بأس من نصيحة قاسية؛ لكن دافعها المحبة والله لكم وللمغرب