ومضات ..

أفندينا · 2012-05-30T12:38:46+00:00

[CENTER][SIZE="4"][COLOR="DarkGreen"] من الناس من لا يذهب إلى مدينة أصيلة إلا في موسم الرعود والأمطار ورياح المحيط العاتية. هم قلة، وربما يعدون على الأصابع. هؤلاء عادة ليسوا كباقي الناس، الذين يحبون بهرج الصيف وصخبه. هؤلاء يريدون الاستفراد بالمدينة كما لو أنها حبيبة يريدونها من غير اكتظاظ الرصيف، وجلبة المصطافين. لا يدري أحد متى يتأكد من سلامة جيبه ليتجه صوب محطة القطار. كلما أثقلت عليه الدار البيضاء بما راكمت منذ أن جاء إلى هذا العالم في الخمسينيات من القرن الماضي، يعجل باستبدال هواء الرئات . بعيدا يهرع ، كمن يهرب بجلده، ومن نافذة القطار يحكي للحقول ، ومدى العين حنين الإنسان لعذرية مصلوبة على الرصيف ، والأحذية الضالة. يأخذ نفسا عميقا، وفي قرارة نفسه يقول : لن نموت بسهولة ،والعالم بخير. في أصيلة يستعيد كثيرا من حواسه، وعلاقته بالليل الذي افتقده في البيضاء التي لا تنام، وإن فعلت فعلى إيقاع الصخب، والعنف. لهذا السبب يكاد يسهر الليل كله، ينصت إلى ضميرالعالم. يستعرض شريط الأيام، ولا يجد جوابا غير شهقة عميقة تنسكب لها دمعة تبرق ببعض انفراج في غابة الأعماق. [/COLOR][/SIZE][/CENTER]